مام في الشام

الآراء 08:47 PM - 2023-09-09
مام في الشام

مام في الشام

-٣٤-
(لجنة التنسيق الكردستانية)
علي شمدين
بعد الإعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني في الشام عام (١٩٧٥)، وانطلاقة الثورة الجديدة عام (١٩٧٦)، حاول مام جلال كل جهده، من أجل إيجاد صيغة للتعاون والتنسيق بين الأحزاب الوطنية الكردية في أجزاء كردستان، وذلك بهدف التصدي لتلك الأوضاع الكارثية التي خلفتها اتفاقية الجزائر المشؤومة بين النظامين العراقي والإيراني، والتي أدت إلى إنهيار الثورة الكردية في كردستان العراق بذاك الشكل الدراماتيكي، ومحاولة تجاوز حالة اليأس التي كانت قد خيمت على الشعب الكري وحركته التحررية، والعمل من أجل حشد الرأي العام إلى جانب الشعب الكردي وقضيته العادلة في مواجهة الأنظمة الدكتاتورية التي تقتسم كردستان وخاصة نظام صدام حسين الدموي الأرعن، وفي هذا المجال يذكر سالار أوسي في كتابه (جلال طالباني: أحداث ومواقف)- نقلاً عن صحيفة (الشرارة)، مايلي: (كان مام جلال من الداعين على الدوام إلى فكرة عقد مؤتمر للأحزاب والمنظمات والهيئات الكردستانية على نطاق الشرق الأوسط، وذلك للاتفاق على استراتيجية مشتركة، وتبادل العون والمساعدة، وتوحيد الجهود والمساعي بينها على النطاق الدولي، للوقوف صفاً واحداً في وجه الحكومات التي تتعاون فيما بينها ضد الشعب الكردي والأمة الكردية..).
وكانت الخطوة الأولى في هذا الاتجاه هي اجتماع مجموعة من الأحزاب والفصائل الكردية والكردستانية في بيروت بتاريخ (٢/١٢/١٩٧٧)، والذي ضم، بحسب ما ذكره الأستاذ (عبد الحميد درويش)، في كتابه (أضواء على الحركة الكردية في سوريا)، ممثلي هذه الأحزاب الستة: (الاتحاد الوطني الكردستاني/ عمر مصطفى، الحزب الديمقراطي الكردستاني- ايران/ أمير قاضي، الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا/ عبد الحميد درويش،الحزب الديمقراطي الكردستاني في العراق- اللجنة التحضيرية/ شمس الدين المفتي، الحزب الديمقراطي الكردي السوري- البارتي/ عبد الباقي ملا محمود، الحزب الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا/ عصمت فتح الله).
وتقرر في هذا الاجتماع، وفقاً لما يقوله درويش في كتابه (أضواء على الحركة.. )، دعم ومساندة الثورة الكردية الجديدة المندلعة في كردستان العراق بكل الإمكانات المتوفرة، وتشكيل لجنة باسم (لجنة النضال الوطني الكردستاني)، مهمتها تنظيم النضال المشترك بين الأحزاب والتنظيمات التقدمية الكردستانية، واتفق الحضور مبدئياً على أن يكون موعد الاجتماع القادم في كردستان العراق خلال شهر نيسان عام (١٩٧٨)، وكان من المقرر أن تحضر هذا الاجتماع أيضاً كل من (منظمة هفرا، ومنظمة شورشي ملي كردستان)، وهما منظمتان كرديتان من كردستان تركيا، وقد غابا عن الاجتماع لأسبابهما الخاصة بهما، ونظراً لعدم ملاءمة الظروف في كردستان العراق، عقد الاجتماع التالي في موعده المحدد بباريس في (نيسان ١٩٧٨)، وقد شارك في الأجتماع ممثلو هذه الأحزاب الأربعة فقط: (الحزب الديمقراطي الكردستاني ـ ايران/ الدكتورعبد الرحمن قاسملو، الحزب الديمقراطي الكردستاني اللجنة التحضيرية/ شمس الدين المفتي، الاتحاد الوطني الكردستاني/ عمر مصطفى، الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا/ عبد الحميد درويش)، ويقول درويش في كتابه المذكور: (لقد تم في هذا الاجتماع دراسة الأوضاع المستجدة منذ الاجتماع السابق، وبشكل خاص التطورات السياسية التي كانت تشهدها إيران الشاه في ذلك الوقت، وما قد ينجم عنها من أحداث ونتائج، وتأثير ذلك على مجمل القضية الكردية في الشرق الأوسط وبوجه خاص على الشعب الكردي في كردستان إيران..).
وانسجاماً مع القرارات التي اتخذت من جانب هذه الأحزاب الكردستانية في اجتماع بيروت عام (١٩٧٧)، واجتماع باريس عام (١٩٧٨)، فقد جرت لقاءات عديدة أخرى بمبادرة من مام جلال في الشام أوائل عام (١٩٨٠)، بين القوى والأحزاب الوطنية الكردية المعنية بهذا الأمر، ومشاركة الحزبين الشيوعيين في (العراق، وسوريا)، اللذين أبديا استعدادهما الكامل للاشتراك في أية لقاءات تُعقد بين الأحزاب الكردية والكردستانية في سبيل توحيد نضالها من أجل حرية الشعب الكردي، وفي هذا المجال يقول درويش في كتابه (أضواء على الحركة ..)، ما يلي: (وعلى هامش هذه اللقاءات طرح الاستاذ جلال الطالباني الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني على حزبنا، القيام بخطوة عملية مشتركة، وذلك بتشكيل لجنة باسم: اللجنة التحضيرية للتعاون بين الأحزاب الكردية والكردستانية، أو بأي اسم آخر، وتتألف هذه اللجنة من أربعة أحزاب هي: الحزب الديمقراطي الكردستاني- ايران، الاتحاد الوطني الكردستاني- العراق، الحزب الاشتراكي الكردستاني- تركيا، الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وتكون مهمة هذه اللجنة التباحث مع القوى والأحزاب الكردية والكردستانية الأخرى بقصد التمهيد لعقد مؤتمر عام لهذه الأحزاب..).

وبعد دراسة الإقتراح الذي تقدم به مام جلال، ومناقشته من قبل الحزبين الشقيقين (الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا)، وافق الحزبان عليه، وقررا طرحه على (الحزب الديمقراطي الكردستاني- إيران، والحزب الاشتراكي الكردستاني- تركيا)، للحصول على موافقتهما أيضاً، وكان لكل من (عزيز محمد/ سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، وكريم أحمد/ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، ورمو شيخو فرحة/ عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوري)، دور مؤثر في إنجاح هذه الجهود..
وبناء على اقتراح مام جلال، سافر الأستاذ عبد الحميد درويش الى طهران في أوائل أيلول عام (١٩٨٠)، بهدف اللقاء مع الدكتور عبد الرحمن قاسملو (الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني- إيران)، والتباحث معه حول موضوع اللجنة المقترحة من قبل مام جلال، وبالتالي نيل موافقة حزبه على تشكيل هذه اللجنة والمشاركة في أعمالها.
وصل الأستاذ عبد الحميد درويش إلى منطقة (واوان)، حيث يوجد فيها مقر المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني- إيران، وهناك التقى مع سكرتيره الدكتورعبد الرحمن قاسملو، ونقل إليه تفاصيل الجهود المبذولة من أجل ايجاد التعاون بين القوى والأحزاب الكردية والكردستانية، وكذلك نقل إليه آراء الحزبين الشيوعيين (السوري، والعراقي)، وتحدث له عن الدور الإيجابي للحزب الديمقراطي الكردستاني- إيران، في إنجاح هذه الجهود، ويقول درويش في كتابه (أضواء على الحركة..): (بعد ذلك أجابني الدكتور قاسملو بأنهم قد درسوا هذا الاقتراح قبل الآن وأنهم يوافقون على فكرة تشكيل لجنة تحضيرية من الأحزاب الأربعة المقترحة لهذه الغاية، لكنه يرى بأن تشارك الأحزاب الشيوعية في هذه اللجنة بصفة مراقبين لا أعضاء، وأنه أبلغ هذا الرأي للرفيق عزيز محمد أيضاً ووافق هو بدوره على ذلك، وأضاف قاسملو بأنهم سوف يبعثون بأحد رفاقهم القياديين لحضور الجلسة الأولى المقترحة في أقرب فرصة..).

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket