مام في الشام

الآراء 11:07 AM - 2023-09-03
علي شمدين

علي شمدين

(٣٣)

(ممثلو الاتحاد الوطني الكردستاني في الشام)
لقد كانت الشام محطة استراتيجية هامة في إطار شبكة العلاقات العامة التي بناها الاتحاد الوطني الكردستاني منذ تأسيسه، ومنصة رئيسية لتنظيم هذه العلاقات مع الحكومة السورية ومع عموم الحركة السياسية في البلاد، الكردية منها والعربية، فضلاً عن أنها كانت بمثابة القناة الرئيسية للتواصل عبرها مع ممثليات الدول والحركات والمنظمات العربية المتواجدة هناك، وخاصة الفلسطينية منها، هذا إلى جانب كونها الجسر الذي عبر من فوقه كوادر الاتحاد الوطني الكردستاني وقياداته نحو الخارج في وقت كانت الأبواب مغلقة أمام مام جلال وحزبه الذي لم يتخلف عن المبادرة إلى فتح مكتبه في الشام، وتكليف خيرة كوادره للعمل فيه، وقد كان هذا المكتب وفي مختلف المراحل الودية بين الشام ومام جلال أشبه بسفارة فعالة تزدهر بالحيوية والنشاط.
وبعد الأعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني في الشام بتاريخ (١/٦/١٩٧٥)، عقدت الهيئة التأسيسية اجتماعها الأول برئاسة مام جلال بتاريخ (١٧/١٢/١٩٧٥)، ومن بين القرارات التي تم اتخاذها في هذا الاجتماع، هو قرار تكليف الدكتور فؤاد معصوم كأول مسؤول للعلاقات العامة للاتحاد الوطني الكردستاني في الشام، وذلك بالتعاون مع عادل مراد الذي تم تعيينه مسؤولاً للعلاقات الخارجية، فيقول عادل مراد في كتاب (أصدقاء طليطلة)، ما يلي: (لقد تم تكليفي- أي عادل مراد-  في هذا الاجتماع بمسؤولية العلاقات الخارجية.. وأنيطت مهام العلاقات العامة بدمشق بالدكتور فؤاد معصوم..)، فقد كان الدكتور فؤاد معصوم قبل ذلك ممثلاً للثورة الكردية في القاهرة، وكان يتمتع بعلاقات واسعة مع الوسط العربي، والمصري بشكل خاص حيث كان قد أنهى دراسته العليا في جامعة الأزهر وحصل منها على شهادة الدكتوراة..
وتولى الدكتور شازاد صائب من بعد الدكتور فؤاد معصوم مسؤولية هذه العلاقات في الشام عام (١٩٧٩)، لغاية شهر آب من عام (١٩٨٢)، حيث غادر شازاد صائب الشام إلى هولندا حيث تقيم عائلته هناك، فاستلم من بعده هذه المسؤولية المرحوم دارو شيخ نوري، الذي استمر في مسؤولياته في الشام إلى أن بدأت المفاوضات مع صدام حسين، وبنتيجة ذلك تم إغلاق مكتب علاقات الاتحاد الوطني الكردستاني، وكذلك إغلاق منزل مام جلال في الشام عام (١٩٨٤)، وطلب من كوادر الاتحاد الوطني الكردستاني مغادرة الشام، أو البقاء كلاجئين، حيث تقول نرمين عثمان (زوجة المرحوم دارو)، في كتابها (على ضوء القمر نسجنا أحلام الوطن)، في هذا المجال: (حينها قررنا أن نترك سوريا، لأن النظام السوري قال علناً: على ممثلي الاتحاد الوطني الكردستاني أن يغادروا سوريا، وبإمكانهم أن يبقوا كلاجئين إن أرادوا، وإلا فعليهم أن يرحلوا إلى مكان آخر يختاروه، وفي نهاية كانون الأول من عام ١٩٨٤، اتجهنا نحن وعائلة عبد الرزاق فيلي.. من دمشق باتجاه السويد، وعائلة الدكتور فؤاد معصوم باتجاه لندن..).
وفي اتصال هاتفي معه بتاريخ (٢١/٨/٢٠٢٣)، تحدث ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في الشام (عبد الزراق توفيق كويي)، عن إغلاق المقر لغاية عام (١٩٨٧)، ويقول بأنه عاد إلى الشام من جديد، وجاء من بعده وفد مكون من (نوشيروان مصطفى، كمال خوشناو، ملازم عمر، د. خسرو خال..)، ويقول بأنه حينذاك تم الاتفاق على افتتاح المكتب مرة أخرى، وقد تولى مسؤولية المكتب (كمال خوشناو)، وكذلك تم تعيين عبد الرزاق توفيق عضواً في هذا المكتب، ومن بعد  كمال خوشناو جاء الدكتور خسرو خال، وبعد وفاته عاد (كمال خوشناو)، مرة أخرى وأصبح مسؤولاً للمكتب في الشام، ومن بعده جاء (دانا أحمد مجيد)، الذي ظل لفترة من الزمن مسؤولاً لمكتب الاتحاد الوطني الكردستاني في الشام، ومن ثم جاء عادل مراد ليحل محله لغاية (٢٠٠٣)، وبعده جاءت (هاوزين منمي)، لتتولى هذه المسؤولية لفترة مؤقتة، وبعد سفرها تم تعيين (عبد الرزاق كويي)، ممثلاً للاتحاد الوطني الكردستاني لغاية اليوم، الذي استطاع أن يحافظ على مكتب الاتحاد الوطني الكردستاني مفتوحاً في الشام رغم الأزمة التي تمر بها البلاد..
تذكر نرمين عثمان في كتابها (على ضوء القمر نسجنا أحلام الوطن)، طرفة حصلت بين مام جلال وابنها (هاوري)، خلال فترة وجودهم معاً في الشام، فتقول: (في نهاية عام ١٩٨١، كان مام جلال في بيتنا بدمشق عندما دخل هاوري عائداً من المدرسة، وكان أطفال الحي قد قاموا بمضايقته ويبدو أنه قام بضربهم، فيقوم الأطفال بشتم أخته، ولكنه يرد عليهم بعربيته المكسرة، قائلاً لهم: مافي أخت، أي لا توجد لديه أخت، فأعجب مام جلال بجوابه لهم.. وبعد عدة سنوات، وفي اجتماع لكوادر العلاقات الخارجية للاتحاد الوطني الكردستاني في أوروبا قال أحد كوادر العلاقات لمام جلال: إن البارتي يشتموننا كثيراً. فقال مام جلال لا تردوا عليهم، افعلوا كما فعل ابن دارو واكتفوا بقوله: ما في اخت..).
هذا ومن الجدير بالذكر، أن الاتحاد الوطني الكردستاني كان قد افتتح مقراً له في مدينة القامشلي وخاصة خلال سنوات الانتفاضة، نظراً للأهمية اللوجستية لهذه المدينة بالنسبة للثورة في كردستان العراق، وقد توالى على هذا المقر عدد من المسؤولين كان أبرزهم (محمود عيدو)، والبيشمركة القديم بوزي (أبو علي)، فضلاً عن المعسكرين التدريبيين اللذين تم افتتاحهما خلال الإعداد للثورة الجديدة، وهما معسكر القامشلي بإشراف (عبد الرزاق فيللي)، ومعسكر ديريك بإشراف (نوشيروان مصطفى).

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket