في عيدها العشرين تستمر (المدى) في النجاح والتألق والتحدي

الآراء 02:48 PM - 2023-08-16
عدنان المفتي

عدنان المفتي

بهذه المناسبة لا يسعني وكل المتابعين لمسيرتها المبهرة إلا رفع القبعة عاليا للصديق العزيز فخري كريم ولكل العاملين في مؤسسة المدى بمختلف انشطتها الثقافية والإعلامية والفكرية والتهنئة بهذا النجاح الذي كانت وراءه الإرادة وعشق العمل وحب الوطن وقضاياه، والحقيقة ان شغف الاستاذ فخري بها يسبق تأسيس (المدى) بسنوات وربما عمله في السياسة
والذي كان خياره فيها الصحافة والفكر وبناء علاقات واسعة مع من يشترك معه في ثوابت المبادئ وهي الصدق والنضال من اجل حرية الشعب وضد الدكتاتورية والتعسف ولاحقًا ضد الثقافة الطائفية المشوهة التي تعيق بناء العراق الديمقراطي الاتحادي والذي ناضل الشعب العراقي من اجله وقدم خلاله مئات الآلاف من الضحايا من ابناء الوطن بما في ذلك شهداء الأنفال واستخدام الأسلحة الكيميائية والقمع الذي تعرضت له مختلف التكوينات العراقية.
احن إلى الماضي و إلى اول لقاء مع الاستاذ فخري عام ١٩٧٩والذي استمر دون ان يفسده اي اختلاف في وجهة نظر او وجود أية مصلحة مشتركة غير العمل من اجل المستقبل الذي اردناه مزدهرا، ففي تموز كنت في زيارة الى بيروت وكان صديقي العزيز الراحل الحاضر دومًا عادل مراد موجودا هناك وزيارتي كانت لمحاولة اللقاء مع الفعاليات السياسية على الساحة اللبنانية والفلسطينة والعراقية وكان أول لقاء لي مع الاستاذ فخري الذي كان قد وصل بيروت قبل اشهر ونجح في فتح مكتب للحزب الشيوعي العراقي ومن خلاله أجرينا لقاءات مع عدد من المسؤولين الفلسطينيين من بينهم الشهيد ماجد ابو شرارة واحمد عبد الرحمن مسؤول الاعلام المركزي لحركة فتح الفلسطينية وابدى اعجابه بالسيد فخري الذي كان ينشر مقالاته باسم علي عبدالخالق وقال عنه انه طاقة هائلة وكتلة من النشاط استطاع خلال اشهر ليس فقط بناء علاقات ايجابية تتطلب العمل لسنوات وإنما التأثير الايجابي لتغيير مواقف بعضهم الى جانب المعارضة العراقية، وعندما قلت له اننا نريد ان نلتقي بالرئيس ياسر عرفات ضحك وقال علاقة علي عبدالخالق جيدة معه وهكذا اتصل الاستاذ فخري بالسيد زياد عبد الفتاح الذي كان مسؤولا لوكالة الأنباء الفلسطينة وتم اللقاء معه ومع الرئيس عرفات واخرين من الفعاليات السياسية وهو كان العامل المهم في نجاح مهمتنا في بيروت.
الى ذلك وخلال السنوات اللاحقة كنا نلتقي وتزداد مع كل لقاء الثقة والصداقة الحميمية بيننا ولا ننسى دوره في كردستان الذي كان هاجسه هو السلام والوحدة بما يخدم قضية الشعب الكردي وتجاوز مرحلة الصراعات والمنافسات غير المشروعة وكان دوره ايجابيا وفي مراحل مختلفة استطاع بنجاح ان يجيّر علاقاته الشخصية المتميزة بالرئيس الراحل مام جلال والرئيس مسعود البارزاني في ايجاد الحلول للمعوقات التي كانت تعترض العمل المشترك بينهما.
ونحن نحتفل مع (المدى) لابد من ان نستذكر ايضا تلك الفعاليات التي لم تكن الا تمهيدًا لتأسيس (المدى) وربما فاقتها اهمية في حساب الزمان والمكان وتحدي الصعوبات والمعوقات ومنها الفعاليات السياسية والثقافية التي عقدت في دمشق وبيروت وكذلك الفعاليات الثقافية في أربيل والسليمانية عام ٢٠٠١ وحضور نخبة من الشخصيات الأدبية والاعلامية العربية من مصر ولبنان وفلسطين والعراق والذين تحسب لهم الجرأة والشجاعة في مواجهة النظام الدكتاتوري.
الف تحية وسلام لجميع الذين ساهموا في نجاح مؤسسة المدى مع كل التمنيات بالاستمرار على نفس النهج والمستوى والتقدم نحو المزيد.

*عدنان المفتي عضو المجلس الاعلى لسياسات ومصالح الاتحاد الوطني الكوردستاني، ورئيس برلمان كوردستان الاسبق.

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket