مام في الشام

الآراء 09:45 PM - 2023-08-12
مام فی الشام

مام فی الشام

(٣٠)
(الحاضنة اللوجستية للثورة الجديدة)
علي شمدين
مثلما كانت الشام هي الحاضنة السياسية لولادة الاتحاد الوطني الكردستاني، والظهير الآمن لتأمين الدعم السياسي والمادي والعسكري له، كذلك كانت القامشلي وديريك الحاضنة اللوجستية التي احتضنت الترتيبات الأولية لاندلاع الثورة الجديدة من المقرات والمعسكرات التدريبية، واستقبال المقاتلين والمتطوعين، وإيواء اللاجئين والكوادر السياسية، ومنها انطلقت الشرارة الأولى التي أشعلت تلك الثورة التي شملت عموم جبال كردستان العراق ووديانها، والجسر الذي عبرت من فوقه المفارز الأولى للبيشمركة بعتادها وأسلحتها وذخائرها، وقد كان الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا في مقدمة تلك الجهات التي تحملت هذه الأعباء، وكانت بيوت أعضائه وأنصاره ومؤيديه مفتوحة أمام الجميع.
الحقيقة أن الدعم الذي قدمه الكرد السوريون لهذه الثورة لم يقف عند هذا الحد فقط، وإنما بلغ الأمر إلى حد انخراط العشرات منهم بين صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني من أمثال الدكتور عمر شيخموس (عضو الهيئة التأسيسية)، والشخصية السياسية المعروفة الأستاذ يوسف زوزاني (الكادر الإعلامي المتقدم)، وانضمت مجموعات أخرى إلى قوات البيشمركة وشاركوا معها في القتال، واستشهد البعض منهم من أمثال (عزيز جركس/ عامودا، حسين أحمد/ عامودا، شيخموس ابرهيم أحمد / قامشلو، خالد خليل/ عفرين، عبد الحميد تحلو/ ديريك.. إلخ)، كما ساهم البعض الآخر في نقل الذخيرة والمتفجرات والأسلحة عبر الحدود لصالح الثورة الجديدة من أمثال (برهان مراد، محمد مراد وكنعان مصطفى.. إلخ).
هذا فضلاً عن استقطاب مام جلال للعديد من الشخصيات الكردية السورية، وخاصة أولئك الطلبة الكرد السوريين الذين كانوا يدرسون في أوروبا خلال أواسط الستينيات من القرن المنصرم، من أمثال (عمر شيخموس، يوسف زوزاني، جمعة سعيد، إبراهيم نايف باشا ومحمد نايف باشا..)، وذلك خلال حضور مام جلال إلى مؤتمر اتحاد الطلبة الأكراد في أوروبا وتواصله معهم عن قرب، وإعجابهم بأفكاره الواقعية وبشخصيته الكارزمية المؤثرة، وفي حوار أجراه معه آياز هركي، يقول عبد الرحمن يوسف ميراني، وكذلك أكده لنا السيد (شلاش نايف باشا)، أيضاً في اتصالنا الهاتفي معه، بأن: (إبراهيم، ومحمد، ابنا نايف باشا رئيس عشيرة ميران في منطقة ميران وكوجرا، كانا من مؤيدي الاتحاد الوطني الكردستاني، اللذان كانا يتابعان الدراسة في أوروبا وكانت لهما علاقات جيدة مع مام جلال، وتأثرا بأفكاره حول الثورة، وكان هذا سبباً لكي يساند أهالي منطقة ميران وسكان قراهم في منطقة ديريك، الاتحاد الوطني الكردستاني..). 
وفي القامشلي كان عبد الرزاق عزيز ميرزا (فيلي)، هو المكلف بمسؤولية استقبال وتنظيم القادمين من العراق وكان معظم هؤلاء هم من المهجرين الذين تم تهجيرهم من القرى الحدودية التي قام نظام صدام حسين بتعريبها، وكان النقيب المهندس إبراهيم عزو وعدد من رفاقه يقومون باختيار المقاتلين من بينهم وتدريبهم، حيث يقول عبد الرزاق فيلي في لقاء أجراه معه موقع الإعلام المركزي للاتحاد الوطني الكردستاني: (لا أريد أن أغمط حق أحد في هذه العجالة من الأستذكار، ولا أريد أن أتجاهل الدور العظيم للشهيد ابراهيم عزو الذي تفانى بدوره، كما كان دور فرهاد شاكلي وإبراهيم عبد علي هاماً في انتقاء وتربية وتدريب مجموعة من الشباب الثوري من بين المهاجرين الكورد العراقيين، ولا يمكن لأحد في تلك الأيام أن ينسى الشهداء من أمثال: عبدالرحمن سنجاري وعزت سنجاري وقاسم محمد علي وعبدالجبار عبدالغني وسولاقا توما وغيرهم ممن شكلوا المشعل الأول في الثورة الآتية من الغرب..).
كما كان نوشيروان مصطفى يقيم حينذاك مع فرهاد شاكلي وعلي خان سندي وإبراهيم قربان، في مقر ديريك، يشرفون على نشاطات عناصر بيشمركة الثورة الجديدة، الذين كانوا يعبرون يومياً إلى منطقة جزيرة بوتان، وجنوب كردستان.. فينقل ريوار صالح عن عادل شكور في لقاء نشره في كتاب (الطريق إلى الحرية: سيرة الشهيد القيادي إبراهيم عزو..)، والذي يقول: (لقد كان حينذاك يتواجد في الشام كل من مام جلال وكاك نوشيروان والدكتور فؤاد معصوم، والشهيد الملازم كريم، والشهيد الملازم حسن خوشناو، والملازم فؤاد، والملازم عبد الله، والدكتور خضر معصوم، ومجموعة من الأخوة الآخرين.. كما كان لنا مقران: أحدهما في مدينة المالكية/ ديريك، والآخر في القامشلي، وكان مقر ديريك يضم هؤلاء الرفاق: فرهاد شاكلي مسؤولاً للمقر، حسن فيض الله كركوكي، سامان كرمياني، الشهيد الأستاذ داوود علي كرمياني، رؤوف ديزي والملقب باسم شوانه، وصابر حاجي بيرة زراري والملقب باسم سمكو هوليري، وفرحان أمين باديني، ومحمد حسن باديني، وحسن باديني وعادل شكور والملقب باسم رزكار.. وكان المقر الآخر يوجد في القامشلي، وكان الشهيد إبراهيم عزو مسؤولاً فيه، وقواته كانت تتألف من ٢٠ عنصراً من البيشمركة ومن الكوادر المتقدمة التي اجتازت العديد من الدورات التدريبية..).

حقيقة كانت المناطق الكردية عموماً، ومدينتا القامشلي وديريك بشكل خاص تشكل الحاضنة اللوجستية للثورة الجديدة، والتي انطلقت منها المفرزة الأولى من بيشمركة الاتحاد الوطني الكردستاني باتجاه كردستان العراق، كما كان للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، وسكرتيره عبد الحميد درويش، الدور الهام في تأمين هذه الحاضنة الآمنة التي احتضنت كوادر الاتحاد الوطني الكردستاني وكوادره في أصعب الظروف وأقساها، وفي هذا المجال يقول مسؤول مكتب الإعلام المركزي (ستران عبد الله)، في مقاله المنشور في كردستاني نوي، عن علاقة الوفاء التي كانت تجمع عبد الحميد درويش مع مام جلال طالباني، ما يلي: (في أسوأ الظروف التي كان الاتحاد الوطني الكردستاني يمرّ بها في كردستان داخليا، وعندما كان الكثير من الأحزاب والأطراف والشخصيات في كردستان يظهرون عدم وفائهم لمام جلال، في تلك الظروف كان كاك حميد درويش مخلصاً ووفياً في مواقفه مع الاتحاد الوطني الكردستاني..).

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket