آب.. شهر الخطأ والخطايا

الآراء 05:29 PM - 2023-08-05
.

.

* عزيز محمود
تندرج خصوصية شهر آب في تقلباته الكثيرة وخطاياه الخافته والفاقعة؛ إنه شهر يحمل معه الخطأ الكثير والخطايا غير المنتهية؛ بدءا من جحيم حرارته ومروراً بالانحرافات المختلفة التي ارتكبت في يوميات هذا الشهر وانتهاء بالجروح غير المنسية التي خلفها هذا الشهر؛ واصبحت جروحا مزمنة.
يبدو أن الهروب من حرارة هذا الشهر يذكرنا بهروب قوات الكردية من شنكال وترك أهالي القضاء الايزيدي بمختلف شرائحهم لمصائر مجهولة أبان هجوم إرهابيي داعش على شنكال في أبشع إبادة يتعرض لها شعب على مرأى وسائل الإعلام بشكل مباشر؛ كما يحيلنا هذا التذكر إلى استذكار هجوم جيش الدكتاتور المخلوع صدام حسين في هذا الشهر على دولة الكويت دون سابق إنذار واحتلالها؛ بعد أن كان الجيش نفسه وبأستغاثة من الحزب الديمقراطي الكردستاني قد دخل إلى أربيل لنكون بذلك حيال توصيف علني "الخيانة الوطنية" .
الضوج من حرارة هذا الشهر يحرض على الخطايا الكثيرة وربما البعض يندم على ارتكابها والبعض الآخر لا يندم ابدأ؛ ففي العام ١٩٩٠ عندما دخل صدام حسين بجيشه الى الدولة الجارة الكويت؛ ضرب عرض الحائط جميع الوساطات العربية والدولية التي كانت تمنعه أو تردعه عن فعل ذلك؛ ولكنه أقبل على الهجوم؛ وبذلك ضرب؛ في الوقت نفسه ؛ عرض الحائط كل الشعارات القومية الكاذبة التي كان يرددها على مر السنين والعقود الطويلة ؛ حتى أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الأب؛ بعد انشاء تحالف دولي ضد صدام وجيشه؛ اخرج قصاصة ورق من جيبه كانت مأخوذة من النص الشهير للاعلان  القومي لصدام حسين تحرم تجاوز بلد عربي على بلد عربي آخر.
في خيانة ٣١ آب أبان كان الاقتتال الكردي الكردي في ذروته في كردستان العراق لم ينصاع الديمقراطي الكردستاني لأي نداء جماهيري وسياسي وقومي واستعان بجيش شخص كانت كل كتابات الحركة الكردية تصفه حقا بالدكتاتور لينقذه من بيشمركة الإتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يشكل أكبر قوة للمعارضة العراقية آنذاك؛ فهذه الخيانة الكردستانية و الواقعية ظلت جرحا وما زال المه ظاهر إلى يومنا هذا.
أبان هجوم داعش على شنكال؛ في الثالث من شهر الخطايا؛ شهر "آب" ورغم أن كل المؤشرات كانت تدل على أن داعش سيهاجم كردستان؛ بحجة خروج الجماعات المتنوعة عن الملة؛ إلا أن بيشمركة الديمقراطي الكوردستاني هربت من المدينة دون اطلاق رصاصة واحدة وبذلك تتعمق الجروح أكثر فأكثر لأنها أصبحت جزءاً من الذاكرة الكردية.
حتى على مستوى خلافات حكومة اقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية فإن التنصل من الاستحقاقات الكردية والعمل على التذاكي الحزبي لدى الديمقراطي الكردستاني يجعلنا نخشى من انحرافات جديدة وخشيتنا هنا؛ خشية مشروعة بعد كل تلك الآثار السلبية التي خلفتها قرارات ومواقف الحزب الديمقراطي الكردستاني.
اذاً؛ نتمنى أن تصبح كل ما ذكر من خطايا في شهر آب وصفة تتعلق بالتاريخ فحسب؛ لأنها جراح لا تندمل و أملنا أن لا تتكرر.
كان الروائي الفرنسي غي دي  موباسان يردد للفرنسيين بين الفينة والأخرى "اذا أتى الربيع؛ انتبهوا ايها الفرنسييون؛ من الحب".. وهنا نحن نردد للكرد والعراقيين نفس النداء التحذيري هل هو شهر أب بحرارته الملتهبة انتم أيضا انتبهوا.. ولا تتورطوا في الخطأ والخطايا. فلاتكونوا مثل الهارب والمتورط في اكثر من جريمة المدعو كمال كركوكي ، غير الكركوكي والابعد مايكون عن الكمال و المنتحل لصفة الدكتور ومازال يصف الاخرين بنعت الخيانة في شهر الخيانة والخطايا..

PUKMEDIA

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket