رؤوس اقلام حول الرسائل السياسية في الشأن الكردي

الآراء 12:02 PM - 2023-05-24
ستران عبدالله

ستران عبدالله

أتحدث عن الرسالة السياسية الموجهة للأخر (العربي) باللغة العربية.
حيث يفترض أن هناك محطات من التجربة الإعلامية في إرسال الرسائل التي لا تعبر عن التطلعات الكردية فحسب ، بل و عن مستقبل العراق السياسي من وجهة نظر الشعب الكردي وحركته التحررية الكردستانية ممثلاً بأحزابه و تياراته المتنفذة في محطات مختلفة.
ولكي نعي أهمية وحجم الموضوع يجب أن نقارن بين مرحلتين من المسار السياسي لتطور الشأن السياسي العراقي في أرتباطه بالمسألة الكردية. مرحلة عامرة ومثمرة تتمثل في مرحلة كانت الرسالة الكردية تصل عراقياً وتنتشر وتلقى قبولاً جيداً على استنادا على مبدأ أن الحركة الكردية تمثل قضية حقة، و تمثل نافذة احتياطية لتعزيز الديمقراطية في العراق في أوقات الشدة والازمات. والمرحلة الحالية في الاستقطاب القومي الكردي العربي حيث لا رسائل كردية موجهه للشريك العربي ولا آذاناً صاغية منهم أيضاً. ومن خلال استقراء التجربة التأريخية للحركة الديمقراطية في العراق و التصارع السياسي بين السلطة و أحزاب المعارضة والحركة الوطنية بشكل عام، سواءً اكان ذلك في العهد الملكي حيث ديمقراطية ناشئة و وليدة، أو في العهد الجمهوري و ما تخللها من  عهود الدكتاتورية والقسوة المفرطة و فترات قصيرة من الانفراج السياسي القصير  أو الانفتاح المبتور، كانت الرسائل الكردية دائماً تصل بمساعدة منقحة وجهد مشترك من اليسار العراقي والديمقراطيين العراقيين ممن يتموضعون بين الهم الوطني الواسع والهم الطبقي مع نفحة يسارية ، بل وحتى وحدوية من الجناح اليساري للحركة القومية العربية (الناصرين و الاشتراكيين العرب). في حين  ان الليبرالية العراقية لم ترتق إلى مستوى من النضج السياسي بل وحتى إلى مكانة من التواجد الأصيل بحيث يمكن أن تستوعب الرسالة العراقية العامة، فما بالك بخصوصية الرسالة الكردية بكل تعرجاتها ومصاعبها. وهذه مثلبة في خطاب النخبة الليبرالية الحديثة حيث تترفع عن الحديث عن الخصوصية الكردية بدعوى أولوية الهم الليبرالي العام وقدسية رسالتها الفكرية والسياسية. وفي سردية نقل الرسالة الكردية إلى الأخر العربي في تجربة القرن الماضي ، نجد أن اليسار العراقي تحول الى جسر لـ:
1-تنقية الخطاب الكردي و تشذيب مطالبه القومية وربطه بالشأن العراقي العام بحيث يجعله مقبولاً في عراق العهد الملكي ثم العهد القومى حيث الثنائية البعثية. طبعاً في مطالعتنا الخارطة وتركيبة اليسار نعلم أن جزء من اليسار العراقي هو كردي يقرأ بالكردية ويفهم الرسالة الكردية بحسب الخيال الكردي، فيساهم في تنقيتها عربياً بحيث يكون مقبولاً للمستمع العربي بأطيافه الطبقية كما يساهم في تسويقه أو الترويح له. كخطاب معتدل وهي كذلك. ثم هناك انتقالة آخرى وهو تأثر الخطاب الكردي نفسه كردياً وعربياً بالتنقيح اليساري للرسالة الكردية فأصبح هناك شق أو أزدواجية في الرسالة الكردية. واحدة قومية للكرد وأخرى للعرب على وفق الخطاب والتفسير اليساري. وفي الحقيقة فأن الشرخ غير القصود يعد نقصاً في الصراحة السياسية و يعد تقية فكرية و سياسية غير مرغوب فيه وفي مرحلة متقدمة من التصارع السياسي فأن الضربة التي وجهتها السياسة الدكتاتورية لنظام البعث ضد اليسار العراقي والقمع المستمر لفضاء الحرية أسهم في توقف أو تعطيل الرسالة الكردية إلى حين. فحامل تلك الرسالة والوسيط اليساري أصبح ذاته مكبلاً ومطارد عراقياً فكيف بأن يؤدي تلك الوظيفة الديمقراطية والوطنية. وبين هذا و ذاك هناك مرحلة من الانفتاح على المسألة الكردية والرسالة الكردية عراقياً، مع تضيق الخناق على اليسار، في الستينات خصوصاً. فأصبحت الطاقات اليسارية تنتقل إلى المنبر الإعلامي الكردي بشقيه جناح البارزاني و جناج الحزب (المكتب السياسي). فأصبحت الصحافة الكردية كمنبر عراقي متنفساً لليسار العراقي و هذا الانتقال ساهم في توسيع تبنيهم للرسالة الكردية.
ونجد في تجربة صحيفتي النور و التأخي و انجذاب اليسار العراقي في العمل بالصحافة الكردية البغدادية خير مثال على ذللك.
بعد سقوط صدام في عام 2003
-بدأت تتبلور تجربة ذاتية في الإقليم. صحافة حرة تنتقد و توصل رسائل داخلية مختلفة للداخل الكردستاني. وإذا تحدثت تلك الصحافة عن الشأن العراقي فهي تتحدث عن ذلك كجزء من السجال النقدي مع السلطة في كردستان. كأن تنتقده فيما يخص عدم قدرتها على حل المشاكل مع بغداد و عدم قدرتها على إنصاف المطالب الكردستانية.
-هناك رسائل كردية بالعربية الصريحة تصل عبر البرلمانيين والناشطين السياسين في المنابر الإعلامية العراقية والعربية خارج العراق. وهي رسائل مباشرة يخص اليومي من الشأن السياسي و ماهو متداول في السجالات السياسية.
-رسائل السياسة عبر الإعلام الحزبي الكردي عربياً وهي بدأت تتقلص لأن الإعلام الحزبي أساساً لم يعد مرغوباً في العراق مع انه في العهد السابق كانت الصحافة الحزبية ونشاط الا
الأحزاب إعلامياً أحدى المظاهر الرئيسة تقيم الحرية والديمقراطية في العراق الخمسيني والاربعيني هو حرية الاحزاب و نشاط الصحافة الحزبية.
-الصحافة صاحب الرسالة هو على الأغلب الصحافة الملتزمة وقليلاً ماكانت الصحافة المحترفة المهنية المستقلة تحمل رسائل سياسية مباشرة.
السبب الاخر: الصحافة الحزبية للأحزاب الكردية تتأثر بأجواء الإقليم الكردستاني حيث التوجه نحو القطيعة مع بغداد. ومع التباعد الأكثر سياسياً بين بغداد والإقليم فأن الرسالة ستنقطع. فلا رغبة كردية في الكلام ولا أذان عراقية تسمع. أما الرسالة الكردية عربياً أو ماتبقي منها، فهو الموجهه للعالم العربي خارج العراق. وللعالم الإقليمي الذي يجيد اللغة العربية فقط.
وبعد مرحلة الاستفتاء فأن الحاجة لوصل ما أنقطع. هي حاجة كردستانية أولاً وعراقية ثانياً.
و في كل الأحوال فأن الرسالة الكردية ذات المضمون القومي على الرغم في تعبيرها عن رؤى كردية فأنها تظل متنوعة و مختلفة الاتجاهات بل و أحياناً متضاربة لأن المجتمع الكردستاني كحال المجتمعات الأخرى مجتمع طبقي و مجتمع فئات مختلفة تتحد في الهدف الستراتيجي و لكنها تتباين في التعبير عنها.رسائل السياسية في الشأن الكردي..

ستران عبدالله

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket