في الذكرى الرابعة لرحيلكَ: خسرك العراق قبلنا يا مام جلال

الآراء 08:48 PM - 2021-10-02

"خسركَ العراق قبل أن نخسَرُكَ نحن يا مام جلال"، ثمانُ كلمات خير من كل الأسطر والكلمات لأبدءُ بها حديثي للحديث عن أوجاع رحيلك المغروسة في دواخلنا حتى الآن آهاتُها، لم يتيتَم الكورد في رحيلك فحسب، بل أصبح كل العراق يتيماً ومعهُ القضية الكوردية، وخسرك العراق وشعبه برمته قبل أن نخسرك نحن يا مام جلال.
أربعةُ أعوامٍ مضت ونحنُ في كل لحظةٍ نُسطّرُ صفحات أيّامُنا بالدّموع اشتياقاً لك وحاجةً لحكمتك وبلاغتُك وحنكتُك، فها هو العراق يحتاجك أكثرُ من كوردستان والإتحاد الوطني الكوردستاني، كثُرت الكراسي من بعدك، لكنّها آبت أن تخلق سياسياً حكيماً مثلك.
ستة عقودٍ أفنيتُها من حياتك، متنقلاً بين الجبال والوديان والمدن من أجلنا وأطفالنا ونسائنا وقضيتنا، ومستقبل كوردستاننا الحبيبة وعراقُنا الأغر، لكن لم يعد لنا ذاك الضوء الباعث لآخر بقعة في الكون بعد رحيلك.
لقد خسر العراق بغيابك عموماً والكورد خصوصاً شخصية لن تتكرر في المشهد السياسي العراقي مرة أخرى، فكنت يا مام جلال وباجماع الكل ومنها المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف صمام الامان، ليس للعراق فحسب، بل للعملية السياسية برمتها، ولولا نبوغك وعقليتك الواسعة وتطلعك للمستقبل برؤيا سياسية مختلفة، لكان العراق في خبر كان، ويمكن الإستدلال على ذلك، كيف تحوّل واقع العراق والإقليم الى مرحلة أكثر ضبابية بعد رحيلك يا العم جلال.
لقد دافعتَ عن حقوق جميع المكونات والمذاهب والقوميات في العراق وكوردستان دون النظر الى الخلفية السياسية والدينية والإجتماعية والعقائدية لها، ففي زمنك كانت المرأة في أوج مراتبها السياسية والاجتماعية، ودافعت عنها وعن حقوقها واستقلال شخصيتها بشراسة، لكن للأسف واقعها تراجع بعد رحيلك.
لم تبخل في يومٍ من الأيام بأي عطاء أو تضحية بحياتك وحياة أسرتك من أجل القضية الكوردية، فالجبال والوديان والقرى والأرياف شاهدة وخير دليل على تضحياتك، ومازالت تحتفظ بآثار أقدامك وآهاتك وهي تعتصرك آلماً على معاناة شعبك، وكنت تتنقلُ من هذه المنطقة الى تلك من أجل الدفاع عن حقوق شعبك.
لا نملكُ أي كلمة أو شهادة لنقدّمها لك يا رئيسُنا الأوحد، وقائدُنا الأشجع، ومعلُمنا الفاضل بهذه المناسبة الأليمة سوى أننا نُجدّد لك العهد والوعد في الذكرى الرابعة لرحيلك بأننا على عهدك ومسيرتك ونضالك باقون ما حيينا.

نصرالله سورجي

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket