صوتّ للحكمة والعقلانية

الآراء 10:36 PM - 2021-09-22

من الصعب جداً أن تجد في زمن القوة وإظهار العضلات من يفكر بحكمة وعقلانية ، ومن يؤمن بحرية التعبير والرأي ، ومن يؤمن بالاختلاف ، يكاد أن يكون معدوما من يؤمن بالعقلانية والحكمة والديمقراطية بل يجعله مرتكزا أساسيا في التعامل مع الاخرين .
هذا ما يتميز به الاتحاد الوطني الكوردستاني في الحقيقة ، بل بهذه المبادئ الأساسية تأسس الاتحاد ، ولهذا السبب توجه نحو الاتحاد آلاف الشباب والمثقفين ، لإيمانهم بمبادئ الاتحاد .
من جهة إيامنهم باختلاف وجهات النظر أن الاتحاد تأسس من قبل أربع شخصيات ، كل شخص يؤمن باتجاهٍ سياسي معين يختلف عن الآخر ، لكن جمعهم هدف واحد ، وكان هذا اهم أسباب النجاح .
الكثير من أعداء الاتحاد يُصورون الاختلاف في وجهات النظر بين قادة الاتحاد الأمس واليوم على أنه صراع ، وفي الحقيقة لأن هؤلاء لا يؤمنون بالرأي والرأي الآخر ولا يؤمنون بالاختلاف وان هناك من يُملي عليهم فهذه المفاهيم جديدة عليه ويصعب فهمها من قِبلهم .
والدليل على أن الاتحاد يطبق مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وإيمانه بحرية التعبير والرأي والصحافة ، مدينة السليمانية تضم جميع مقرات الأحزاب المعارضة ، كما يقيم فيها جميع الناشطين والصحفيين المختلفين مع حكومة الإقليم لإيمان هؤلاء بمبادئ الاتحاد .
أما حكمة وعقلانية الاتحاد الوطني في التعامل مع القضايا السياسية والمهمة كثيرة ، ولا يمكن ببعض الكلمات نختصرها .
لكن لا بد أن نذكر موقف عقلائي وحكمة كبيرة في التعامل مع إحدى أهم القضايا التي تعرض لها كوردستان بعد عام 2003 .
هي قضية كركوك في أكتوبر 2017 ، حيث لو لا حكمة قادة الاتحاد لحدثت مجازر دموية كبيرة من الجانبين ، ولأحدث شرخا كبيراً بين المجمتع العراقي .
أن العقلانية التي تعامل به الاتحاد مع قضية كركوك 2017 ، كانت محط اهتمام كبير من قبل جميع شرائح المجتمع العراقي ، كما ثّمن هذا الموقف الكثير من قادة الأحزاب السياسية ، وأيضاً قادة العالم ثّمنوا موقف الاتحاد وتعامله العقلائي مع هذه القضية .
لا نريد أن نغوص في تفاصيل وتبعات القضية من الناحية السياسية والاجتماعية وسنذكرها في محل آخر .

الشباب والاتحاد الوطني الكوردستاني
دائما ما يركز الاتحاد الوطني الكوردستاني على الشباب لأنهم الأمل والمستقبل في البناء  ، بسبب ما يملكه الشاب من الطاقة والحيوية والنشاط في العمل السياسي والنشاط البدني .
وأن أغلب قادة الاتحاد اليوم هم من الشباب ، وهذا هو أحد الأسباب المهمة التي تجعل من الشباب يتوجهون للاتحاد ويؤمنون به .
كل هذا النجاح والمبادئ المهمة هي كلها دروس من الزعيم الراحل مام جلال وشخصيته المؤثرة على كل من التقى به .
فكان زعيما بحق وكان مفكرا بحق وكان سياسيا بحق .
حتى المرجعية الدينية الشيعية العليا في النجف وصفت مام جلال بأنه (صمام أمان العراق) والمرجعية لم تقل هذا اعتباطا إلا بعدما شاهدت شخصية مام جلال وتأثيره وفكره النّير وتقبله للآخر المختلف معه ، وإيمانه بجميع مكونات المجتمع وحق الجميع في المشاركة في العمل السياسي لبناء دولة قوية .
كان مام جلال بجلسة واحدة يستطيع التأثير على المتخاصمين وينهي الخلافات فيما بينهم بأسلوبه الراقي ، ويحثهم على ترك الخلافات جانبا والعمل على بناء العراق والنهضة به .
يجب ان لا يضيع أصواتنا ويجب أن ننتبه حين التصويت من هو الأحق ، الأحق هو صوت الحكمة والعقل يجب أن نصوت لمن يؤمن بالآخر المختلف ، يجب أن نصوت للديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير .

PUKmedia  حيدر خليل السوره ميري

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket