باموك يطلق "السيدة ذات الشعر الأحمر"

کتب 06:45 PM - 2016-02-04
 باموك يطلق "السيدة ذات الشعر الأحمر"

باموك يطلق "السيدة ذات الشعر الأحمر"

 فاجأ الأديب التركي الحائز على جائزة نوبل أورهان باموك قراءه بإطلاقه روايته الجديدة بعنوان "السيدة ذات الشعر الأحمر" خلال فترة قصيرة بلغت 14 شهرا. 

وأبرز الكاتب، الذي يتناول مشاعر كالأبوة والاستبداد من خلال حفّار آبار وتلميذه ، علاقة آلاف السنين بين الأب والإبن من جديد بأساطير أوديب وأسطورة رستم وسهراب.

-   كنت قد قلت: "إن في دفتري خطة 11 رواية لكنني لن أستطيع كتابتها كلها لأنني للأسف لن أعيش غالبا فترة تكفي لكتبتها". وما سبب هذا الاستعجال؟

أشعر بالقلق من ضيق الوقت. لا تنسوا أن رواياتي مر عليها 40 عاما وأصبحت ملتزما بكتابة 200 صفحة سنويا. نعم لا تزال لدي خطة 10 روايات أرغب في كتابتها فيما بعد.

-   نعلم أنك ظهرت قبل نحو 30 عاما بتقرير قمت به مع حفّار آبار وتلميذه. حسنا هل ترى أن هذا كان كافيا بالنسبة لك لكتابة حكاية حفّار آبار؟

لماذا سيهتم كاتب ما بموضوع كهذا؟ مشاعر الكاتب مفتوحة لكل أشكال الحياة اليومية. فخبر في صحيفة ما قد يثير اهتمامنا وكذلك قلعة قديمة أو أطلال رأيتها في مكان ما أثناء سياحتي. ففي عام 1988 كان معلم حفر آبار وتلميذه يحفران بئرا في حديقة جانبية.

فقمت بتعريفهما بنفسي وأجريت حوارا معهما. وفكرت على مدار 30 عاما في أحد جوانب عقلي ماذا سأفعل بهذا. واصلت النظر في دفتري ولم أجد سوى كلمة "بئر" فقررت إرجاءها. فما نعيشه واهتمامنا بالأسباب الفكرية والموضوعات التي تجذب اهتمامنا ونقاط التركيز ونهايات الأعصاب هو ما أرغب في عرضه برواياتي في أغلب الأوقات.

 

كلنا نتمنى أن نؤمن بمنقذ

 

"السيدة ذات الشعر الأحمر" تقول للولد جيم:"اذهب وابحث عن أب آخر لك. فالبلد هذا فيه آباء كثيرون؛ فهناك مثلا الدولة التي تلقب بالأب وهناك من يصفون إلههم بالأب وهناك الباشا الأب وهناك المافيا الأب وغيرهم من الآباء، فلا أحد يمكنه العيش من دون أب. فالأب يمتلك السلطة ونحن نريد التخلص منه فلماذا نشعر بحاجة إليه في الوقت نفسه؟

فنحن نشعر بحاجة إلى الأب وكذلك نتمرد عليه. نرغب في قتله وبعد قتله ندرك الجريمة الكبرى. فالأب يخبر ابنه أنه يحبه كثيرا ويقطع رأسه ويبكي عليه بحرقة. فهذه مشاعر موجودة رغم تناقضها. نحن نهتم بالأب لأنه هناك حاجة إلى الأب في المجتمعات التقليدية التي تشعر بحاجة إلى الاستبداد ولا تتمتع بحريات كثيرة وتُنفذّ فيها الأعمال بالخضوع والانحناء.

فالحاجة إلى الاستبداد وفوضى اليأس تنبع من الخوف من الفوضى. لم أكتب هذا الكتاب كرد فعل على الأحداث الأخيرة لكن للأسف رد فعل مجتمعنا في الانتخابات الأولى والثانية التي اُجريت مؤخرا أظهر أن مجتمعنا لا يزال يشعر بحاجة إلى الاستبداد.

نحن نعيش في مجتمع ظل لسنوات يدعو رئيس الجمهورية الأسبق الراحل سليمان ديميريل بالأب. فأتاتورك أب وديميريل أب والجميع آباء، نحن جميعا نتمنى أن نؤمن بمنقذ. فنحن نخشى الفوضى وننتخب الأب حتى ولو كان سيئا.

-    ما هي الأسئلة التي يكثر أصدقاؤك الأجانب طرحها عليك بشأن تركيا؟ وهل تجد صعوبة في الإجابة على الأسئلة المتعلقة بالديمقراطية وحرية الفكر؟

 

بصفتي محترف لدي الكثير من الأصدقاء والأسئلة تتغير. دعونا نسردها على مهل. نسيان استبداد الحزب الحاكم والأكثر هو أزمة اللاجئين. فمنذ الصيف الحديث يدور حول أزمة اللاجئين وداعش. فهم لا يكترثون بديمقراطيتنا بقدر ما كنت أرغب.فعندما أحدثهم عن حبس الصحفيين لا يهتمون فالغرب يرغب في صداقة تركيا لمساعدتهم في الحرب على داعش وكبح تدفق اللاجئين الذين لا يرغبون فيهم.

-   هل معنى ذلك أن الغرب غير مكترث بأمر الديمقراطية؟

 

يقولون"أيا كان ما يحدث فهي ديمقراطية تركية". كان هناك فترة كانت الديمقراطية خلالها في صورة أفضل لكنهم لا يهتمون كثيرا بهذا الاختلاف. فوضع أصدقائنا مثل رئيس تحرير صحيفة جمهوريت جان دوندار صعب لهذا السبب.

 

-   لم يعد هناك في تركيا وسائل إعلام يمكن من خلالها أن يتحدث المفكرون والنخبة المثقفة المستقلة. فما النتيجة الناجمة عن هذا؟

 

للأسف عددها قليل لكننا لسنا متشائمين في هذا الصدد فهناك المواقع الإلكترونية. فالصحف بمرور الوقت تزداد رداءة.

 

-   في الواقع تركيا حاليا منقسمة إلى قسمين. فأي نوع من الانشقاق سيؤدي إليه هذا الوضع؟ وكيف سيكون حل هذا الوضع في المستقل؟ هل يمكن علاجه؟

 

هناك مقولة شهيرة لمفكر إنجليزي تقول:"هناك شعبان في إنجلترا. الطبقة العليا والطبقة الدنيا". والآن نحن أيضا نعاني من استقطاب. وللأسف القائمون على الحكم يطلبون العون من كتاب الأعمدة في الصحف لمواجهة الاستقطاب. وأنا لست راضيا عن هذا الوضع. فتركيا لديها إمكانات عالية ليس للاستقطاب بل للإيمان وتأسيس المدينة الفاضلة. الثراء أمر مهم لكنه لا يمكن أن يكون الغاية الوحيدة. فالحرية والتنوع الثقافي واحترام حقوق الفرد وحرية الفكر كلها أمور مهمة بالإضافة إلى الثراء.

 

PUKmedia وكالة جيهان التركية

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket