أفعال صبيانية خطرة!

الاراء 01:48 PM - 2015-11-26
أفعال صبيانية خطرة!

أفعال صبيانية خطرة!

ثقافة حرق الأعلام ثقافة بائسة جدا

هنالك الكثير من الافعال التي تتسم بالصبيانية ولكن ليس جميعها يمكن غض الطرف عنها لان البعض منها خطرة يمكن ان تستهوي آخرين وتجرهم لدائرتها ويمكن ايضا ان تتسع هذه الدائرة بصبية آخرين ليس بمقدورهم قياس مدى خطورة ما يفعلون، وغالبا ما يستهوي هؤلاء ردة الفعل الجمعي غير المنضبطة وبهذا يقعون تحت هوس الجماعة ويقادون لا بعقولهم بل بالعقل الجمعي.

من هذا المنطلق علينا تحليل ما يقوم به البعض من فعل حرق الأعلام بين غاضب يحرق علم العراق وآخر يحرق علم كردستان في رغبة لإغاضة المقابل دون الانتباه الى ان الشرر المتناثر هنا وهناك يمكن ان يؤدي الى الاسوأ ان اتسعت دائرة الصبية هؤلاء.

في الاصل ان ثقافة حرق الأعلام ثقافة بائسة جدا، ايا كان العلم المعني ولأية دولة كانت وفي اية مناسبة، وكثير من الشعوب بدأت تغادر تلك الثقافة لانها لا تنطوي إلا على فعل يوجه في الاصل الى ايذاء مشاعر الشعوب، والعلم بالنهاية هو رمز لهذه الشعوب وليس رمزا للحكام وسياساتهم وبذلك فان خطاب حرق الأعلام سيكون موجها اصلا ضد هذه الشعوب.

مهما يبلغ الاختلاف بين المكونات العراقية فإن الامر يجب ان لا يتعدى الاختلاف في الآراء وفي الكيفية التي يختار فيها كل مكون طريقة العيش التي يراها صحيحة وسنبقى شئنا ام ابينا نعيش في هذه الرقعة الجغرافية المسماة العراق.

علينا ان نفكر كيف يمكن ان نتعايش ليس لأننا عراقيون فقط بل لأن منطق العقل يقول ان ايا من مكونات العراق لن تغادر مساحتها الجغرافية وترحل فلا الكرد سيتركون جبالهم ويرحلون ولا اهل الجنوب سيتركون ارضهم ويرحلون ولا اهل الغربية فاعلون ولا التركمان ولا غيرهم، وبذلك فنحن متجاورون مهما حصل في عراق واحد او ان شاءت السياسات والاحداث غير ذلك لا سامح الله.

الذين قاموا بفعل الحرق هم بالتأكيد قلة لا يمكن حسابها بأي شكل ولكنها قلة تلعب بشرار الفتنة ومن خلفهم جهلة يعزفون العزف النشاز ولا نستبعد ان هناك جهات خلفهم تدفعهم الى ذلك.

الفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن ان تفعل الشر الكثير ولكن في مقابل ذلك يمكن ان تفعل الخير الكثير ايضا، وعلى من يتحلى بحرص على التعايش السلمي بين البشرية عموما وليس فقط في مثل هكذا موضع ان يدفن فتنة الصبية هؤلاء.

فمقابل من يحرق علم العراق هنالك كردي يقوم بفعل رفع علم العراق فلماذا نرى تلك الصورة ولا نرى هذه، ومقابل من حرق علم كردستان هنالك من دان واستهجن الفعل فلماذا التركيز على الحالة الاولى وتجاهل الثانية؟.

ان فعل الشر دائما له صوت عال ولكن هذه المرة علينا وأد الفتنة تلك وعدم الانتباه اليها وعلينا ان نتعلم سلوك التعايش السلمي مهما فعلت السياسة ومهما كانت نتائجها فبدلا من ان نمارس فعل الكراهية علينا ان نتعلم فعل التعايش الحقيقي فليس لدينا بديل عنه.

 

عمران العبيدي /عن صحيفة (الصباح) البغدادية

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket