انتصار كوباني انتصار السلم العالمي-3

لقاءات 12:20 PM - 2015-08-29
انتصار كوباني انتصار السلم العالمي-3

انتصار كوباني انتصار السلم العالمي-3

زيارتي لجبهات قوات وحدات حماية الشعب بعدما أنهيت مهمتي في قلب كوباني ولقاءاتي مع الجهات المعنية, حيث زرت مركز الأسايش و تناولت الفطور معهم "فول وحمص و زيتون" الذي قدمه لنا عضو الأسايش الوسيم هفال عدنان حسي ورحب بي و سرد لي قصة أهله و نضالاتهم السابقة واليوم.
 أيضاً شرح لي كيفية دخول المجاميع الارهابية الى مدينة كوباني و نواحيها و قراها و عن دور العرب المجاورين لكوباني في مساندة مسلحي داعش و خاصة من بلدات شيوخ و كرى سبي (تل ابيض) . يقول هفال عدنان: عندما كان المسلحون يهاجمون مناطقنا ويدمرون و يدنسونها كانت العشائر العربية تبدأ بعمليات النهب و السرقة والفرهود ضد ممتلكات الشعب الكوردي في كوباني .
كما يقول نحن شعب مسالم و نحترم كافة المكونات و الشعوب التي تعيش في غرب كوردستان ولكن اليوم نتفاجئ بهكذا عمليات همجية ترتكبها العشائر العربية المجاورة لكوباني ضد اهل كوباني. سيصبح هذا درساَ لنا في التاريخ ولكننا لسنا مثلهم وسوف نستمر في حماية مكتسباتنا و سنحمي وجودنا حتى آخر قطرة من دمائنا و سنكون لكل مهاجم بالمرصاد .
من هناك توجهنا الى المكان الذي يتواجد فيه مراسلون دخلوا معي الى كوباني احدهم شيروان قاسم والآخر آياز كريم مراسل قناة ناليا NRT التي تبث من مدينة السليمانية. وسألتهم هل انهيتم عملكم.؟ قالوا لي لا والله لأن الرفاق لم يقبلوا بسبب خطورة الوضع الامني والاشتباكات العنيفة في كافة المواقع حرصاً منهم على سلامة حياتنا.
اتجهنا معاَ الى خارج المدينة من الجهة الغربية وهناك التقينا بقوات وحدات حماية الشعب ولحسن الحظ التقينا مع الصحفي الكوردي القديرفرهاد شامي وهو خريج كلية الصحافة في دمشق وهو الذي كان منذ بداية حرب الوحدات ضد المجاميع المسلحة الارهابية في غرب كوردستان يقوم بالتغطية الصحافية في الجبهات الامامية و خاصة في معركة سريكانية(رأس العين) التاريخية ضد جبهة النصرة أحرار الشام و بعدها معركة كرزيرو ضد كتائب النظام واليوم نشاهده منذ بداية مقاومة كوبانى جنباَ الى جنب يقوم بتغطية احداث كوباني و مقاومة وحدات حماية الشعب و المرأة الكوردية بكل جرأة و جسارة وبروح ومعنويات عالية.
طلبت منه ان يقدم يد العون للاخوة شيروان و آياز لكي يقوموا بعملهم في داخل المدينة وقال لي: "الوضع خطير جداَ و أخاف على حياة ضيوفنا ولكنني سوف اقوم بمساعدتهم كما تشاؤن وأكرر لكم بأن حياتهم ستكون في خطر لأن هؤلاء الارهابيين ليس لديهم لا قانون الحرب و لا مبادئ وبما أنهم انهزموا بعد استلامنا الاسلحة والذخيرة جواَ من الحلفاء اصبحوا يستعملون السيارات المفخخة للنيل منا و لكنهم لم ينجحوا في ذلك و يستخدمون القناصات ولا يفرقون بين مدني و صحفي و عسكري لانهم يعانون من الهستريا.
وفيما بعد ذهبوا الى داخل كوباني و بقيت أنا مع مقاتلي وحدات الحماية هناك وأخذوني الى خطوط التماس مع داعش لكنهم أبلغوني بأنه علي ان أكون حذراَ بسبب وجود القناصة.
هناك أجريت اللقاءات مع مقاتلي و مقاتلات الوحدات حول وضع المقاومة و كيفية نجاحهم في التصدي لهجمات داعش وما مدى استفادتهم من وصول اول دفعة أسلحة و ذخيرة جواَ من قبل قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية.
 فقال المقاتل كندال 20 عاماَ وهو يحمل سلاحه مبتسماَ وينظر الى حوله بحذر بأنهم مقاتلون في صفوف وحدات حماية الشعب لحماية كافة المكونات الموجودة في غرب كردستان, و هم أقسموا لشعب غرب كردستان بأنهم سوف يدافعون بكل ما أوتي لهم من قوة و عزيمة ضد اي هجمة من الارهابيين و النظام البعثي الديكتاتوري و لا يفرقون بين اي مكون آخر في غرب كوردستان و سوريا.
يقول كندال: نحن تدربنا بشكل ممتاز على فهم و استيعاب معنى انضمامنا لهذه القوة و من خلال التدريبات العسكرية و السياسية و الاجتماعية. اليوم اعرف لماذا احمل هذا السلاح و كيف سأواجه به أعدائي و أعداء شعبي و أعداء الإنسانية برمتها. و لهذا أتيت وانتسبت لوحدات حماية الشعب وأنتم تشاهدون ماذا نفعل و كيف نقاوم أكبر قوة ارهابية في العالم التي تمتلك الدبابات والاسلحة الحديثة المتطورة ويأتيهم منتسبون من كافة انحاء العالم وخاصة من الدول العربية وافغانستان لمحاربتنا و احتلال كوباني و غرب كردستان, لكننا لهم بالمرصاد و نعلم جيداَ بأنهم سوف يندحرون و نحن المنتصرون.
و كذلك المقاتل هوكر وهو في العشرينات يحمل سلاحه و يراقب بمنظاره الحربي أماكن تواجد مسلحي داعش في القرى الغربية و الجنوبية الغربية من مدينة كوباني. سألت هوكر كيف تقيم وضعكم بعد استلامكم الاسلحة جواَ من قبل طائرات التحالف الدولي بقيادة امريكا فرد علي وقال: اولاَ اهلاَ بك في كوباني نشكركم لزيارتنا في هكذا وضع و خاطرتم بحياتكم لتغطية الاحداث الحالية رغم ان الدولة التركية لا تسمح لاي جهة اعلامية و صحافية بدخول كوباني لتغطية الاحداث الجارية ومقاومة وحداتنا ضد الارهابيين . وجودكم هنا موضع احترام كبير وثانياَ بالنسبة لوضع مقاومتنا ضد اللصوص طبعاَ الوضع تغير و نحن اليوم في وضع احسن وافضل و رفاقنا حرروا مناطق واسعة في غرب المدينة وانت تشاهدها.
 كما اننا ماضون في التحرير حتى نقوم بتنظيف كوباني بشكل كامل و نحن واثقون بأن مقاوتنا سوف تزيد عدد اصدقائنا في العالم و سوف تعطي قوة للدول المتحالفة ضد الارهاب لكي يقدموا الاكثر لنا لكي ندحر اللصوص والارهابيين بشكل تام.
يشيد المقاتل هوكر بدور شعب كردستان بأجزائها الاربعة وخاصة شمال كردستان حيث قدم حزب الشعوب الديمقراطية كافة انواع الدعم والمساندة لهم بخاصة من ناحية حماية كوباني بوجودهم ليلاَ ونهاراَ على الحدود لمنع دخول الإرهابيين من الطرف الشمالي الى كوباني و تقديم المواد الغذائية و الدعم اللوجستي و المعدات الطبية بشكل كبير بالإضافة للمظاهرات الواسعة في كافة مدن شمال كردستان و تركيا دفاعاَ عن كوباني وللضغط على الحكومة التركية لعدم افساح المجال لدخول المسلحين الأجانب من عبر الى تل ابيض و منه الى محاربة اهل كوباني المقاومين.
 وكما شكر هوكر كرد جنوب كردستان و خاصة اهالي مدينة السليمانية وحلبجة وكرميان و رانية وجمجمال وخانقين وكركوك لوقوفهم معهم من خلال مظاهراتهم و اضراباتهم دفاعاَ عن مقاومة كوباني وقال نحن نسمع من الإذاعات بأن السليمانية هي المدينة التي لم تنم لأجل كوباني و هذا بحد ذاته انتصار لنا و دعم لمعنوياتنا وهكذا سوف ننتصر على المهاجمين اللصوص الارهابين و نحن واثقون من قوتنا و سوف نقاوم حتى آخر قطرة من دمائنا ولن نفسح المجال لهولاء الهمجيين بأن يحتلوا مدينتا الجميلة ولا يمكن ان يدنسوها والايام المقبلة سوف تشهد على ما اقوله.
 اما المقاتلة شيلان وهي ايضاَ في العشرينات من عمرها, واثقة من نفسها بيدها سلاحها و رحبت بي و سألتني كيف دخلت الى هنا و كافة الطرق مغلقة و حتى تركيا لا تعطي مجالاً للصحافة والاعلام للدخول و تغطية الأحداث لكي لا يعلم أحد بما يجري في كوباني و بصدد وجودها بين صفوف وحدات حماية المرأة الكردية تقول أنها تدافع عن وجودها ووجود اهلها وارضها وهي لا تحس بالضعف وترى من قوتها و عزيمتها مصدراَ للدفاع عن حقها المشروع وعن مدينتها التي اصبحت هدفاَ للصوص والارهابيين وهي لأكثر من عام تناضل وتكافح في صفوف ثورة غرب كردستان و غدت لها تجربة في القتال و الدفاع المشروع وهي مرفوعة الرأس لانها اصبحت مقاتلة في معارك مقاومة كوباني.
عندما سألتها عن وجود اطراف وشخصيات كردية تتزمت من وجود المرأة في جبهات الحرب ويقولون ألم يبقى رجال حتى تقوم نسائنا الضعفاء بالانضمام في صفوف وحدات الحماية.؟ فأجابت شيلان: إنني كمقاتلة في صفوف وحدات حماية المرأة اقول لهؤلاء صباح الخير.... اين انتم واين نحن....؟ انتم في فنادق خمس نجوم واخرجتم أولادكم الى أقليم كردستان و اسطنبول واوروبا واليوم تشمتون بمقاومتنا ضد الإرهاب واللصوص وانتم تقومون بالتجارة عندما يتم الحديث عن عظمة المرأة الكردية في المحافل الدولية وحينها تجعلون من انفسكم اصحاب المقاومة و تتفاخرون بنا وعندما ترجعون الى اسطنبول تشمتون بنا و بالمقاومة.
إني أسألهم اذا هم لا يحبذون مقاومة المرأة الكردية في كوباني و غيرها لماذا لم يشاركوا وحدات حماية الشعب في حربهم ضد الارهاب ولماذا هم خارج رؤجافاي كردستان.؟؟ ولماذا هم ازدواجيي المواقف.؟؟ إن كانوا خائفين علينا فليتفضلوا فالساحة مفتوحة لهم.
 تقول شيلان: يجب على كل كردي ألّا ينسى مقاومة كوباني و لا ينسى العملية التاريخية للرفيقة الشهيدة آرين ميركان التي أتت من عفرين و دافعت عن كوباني و جعلت من عمليتها الفدائية رمزاَ لملحمة و مقاومة كوباني التاريخية التي هزت عروش الديكتاتوريات العالمية واللصوص والارهاب الدولي. هكذا هي المرأة الكردية التي دافعت عن قيمها و كرامتها وحق شعبها كما أنني اوجه كلامي لهؤلاء الذين لا يحترمون حقوق المرأة عليهم ان يتحلوا بالوجدان وان لا يشمتوا بقوة المرأة وعظمتها وانتم تعرفون في تاريخ الكورد بدءأ من ليلى قاسم و مينا خانم و حبسة خان و بريتان و زيلان وروناهي و سما وإلى فيان وآرين ميركان بعظمتهن رسمن لوحات متعددة لحقيقة المرأة الكردية و عظمتها وقوتها وعن دورها الريادي في تطوير الثورات الكردية.
فيما بعد التقيت بمقاتل من شمال كوردستان اسمه أوزكور من شباب حزب الشعوب الديموقراطية فسألته كيف التحقت بالوحدات و كيف ترى وضعكم هنا فأجابني: انا من اسطنبول و طالب في السنة الاخيرة بكلية العلوم السياسية و والدي عضو في حزب الشعوب الديموقراطية ورجل اعمال وعندما سمعت بهجوم الارهابين واللصوص على كوباني لم اتمالك نفسي ولم افكر في انتهاء دراستي فطلبت من اهلي بأن يساعدوني بالوصول الى برسوس(سروج) و بعد فترة وصلت الى برسوس و التقيت بمجموعة اخرى من شباب اسطنبول و دخلنا كوباني بشكل سري و التحقنا بالمقاومة واليوم انا سعيد لاني مقاتل في صفوف وحدات حماية الشعب التي تدافع عن وجود أعرق شعب في المنطقة يعيش على ارضه و هو الشعب الكردي.
قال اوكور بأنه عنما كان في اسطنبول كان يعيش في الرفاهية ووضعهم الاقتصادي ممتاز و بالرغم من ذلك يقول انا افضل هنا على اسطنبول و انا مرتاح كلياَ هنا لانني اشعر بأنني ادافع عن اهلي و شعبي و مدينتي و حقوقي المشروعة.
كما قال بأنه التقى في كوباني بالعشرات من اصدقائه و اغلبيتهم جامعيين و هم يقاومون في صفوف وحدات حماية الشعب ضد المجاميع المسلحة واللصوص وانهم لا يفرقون بين مدينة آمد عاصمة شمال كردستان و مدينة كوباني و اين ما وجب حماية حقوق الشعب الكردي هم جاهزون للدفاع عنها.
PUKmedia هوزان عفريني

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket