قصة كاك رفيق ..اقدم مصورفوتوغرافي في السليمانية

قصة كاك رفيق ..اقدم مصورفوتوغرافي في السليمانية

( الحياة فقاعة فصورها قبل ان تنفجر) هذا قول ماثور لاحد المصورين الفوتوغرافيين الانكليز والذي اتخذه مصوري بغداد ايام زمان شعارا للمظروف الذي يضعون فيه صور زبائنهم .. حيث يعتبر التصوير الفوتوغرافي هو الخطوة الاساسية في تطور التصوير وبروز مصورين لهم دورهم في تصويرالأحداث والشخصيات السياسية والعسكرية والاجتماعية.. ومن اقدم مصوري السليمانية كاك رفيق الذي كان مقيما في بغداد وتعرف على الكثير من مصوريها وتاثر بهم وانتقل بعمله الى السليمانية ويصبح اقدم مصور فوتوغرافي فيها وجميع وجهاء وشخصيات  السليمانية يعرفونه وخاصة القدماء منهم ...
ـ لقد كان لقائنا بكاك رفيق صعبا لان الرجل مريض ومتعب وان الزهايمر بدا واضحا عليه، وقد تحدث بصعوبه عن ايام ومراحل عمله حيث اكد ان ارشيفه الذي ورثه هو ايضا عن والده يضم صوراً نادرة للحركة الرياضية العراقية وأبطال الرياضة الأوائل، مثل صورة الأمير غازي في فرقة الكشافة عام وأبطال المصارعة ورفع الأثقال: عباس الديك وصبري الخطاط ومجيد لولو ومهدي زنو وآخرون..ويعتبر ( بيته الحالي ) قرب حديقة الام الذي حوره ليكون متحفا دائم يتجمع عنده الناس ليشاهدوا صور من التاريخ الذي يعتبر ذاكرة الزمن الجميل، وصوررفيق سجلت أحداث العراق الحديث ومدنه.. كما عكست صوره قبل كل شئ، الروح السمحة المتفتحة الفكهة للمجتمع انذاك.. وكذلك الحال مااورثه لابنائة من صور نادرة للسليمانية وشخصياتها وتاريخها وسمة المجتمع البسيطه انذاك ..
ـــ بصوت اجش ومتعب يقول رفيق لموقع PUKmedia: لقد عملت فترة طويلة مع والدي من عام 1946في العاصمة بغداد كما صورت العديد من الصور التي تعتبر اليوم النادرة ومنها صورة انتفاضة جسر الشهداء المعروفة انذاك وشارع الرشيد اروع واقدم شوارعها ،وان هذه الصور تعتبر تاريخا موثقا لايمكن الاستغناء عنه.. وقد ارشفت ايضا صور من مدينة السليمانية  والاحداث التي مرت على هذه المدينة وناسها الطيبين ومنها شخصيات ثقافية وادبية واجتماعية ومن وجهاء المجتمع انذاك، كما وصورت صور عائلية وشخصية للرئيس مام جلال طالباني والراحل ابراهيم احمد والد السيدة هيرو ومصطفى البرزاني عام 1958 في العاصمة بغداد كما تلاحظونها، وصورت الشيخ محمود وصوره اول محافظ للسليمانية وصورت الملك فيصل مع قاضي السليمانية شيخ محمد بيخال.
ـ مضيفا : انا اطالب حكومة الاقليم ان تساعدني على ارشفة وتوثيق اعمالي والاهتمام بها لانها ثروة تراثية وتاريخية وثقت مراحل من تاريخ العراق ومحافظة السليمانية، وان هذا المعرض يستحق الاهتمام  الحقيقي وليس المجاملات في التصريحات من خلال الصحف او وسائل الاعلام كي يطلع عليها ابناء واجيالنا التي تجهل كل شئ مع الاسف الشديد ولاتعرف نضال وتاريخ مدينتها وشخصياتها، لانها صور نادرة وقد استغرقت مني جدها كبيرا من اجل ابقائها من ذلك التاريخ حتى يومنا هذا .. وتابع وبسبب اوضاعي الصحية المتردية لايمكن ان امارس التصوير بالرغم من تطورات التقنيات الحديثة وتكنولوجيا التصوير الرقمي الا ان ذلك لايؤثر على اهمية الصور القديمة التي وثقتها بتواريخها حتى اليوم ..وقد ساعدني ابني في توثيق العديد من الاعمال النادرة ومن خلال ( نكتف الزجاج القديم) وطبعها على اسلوب جديد لنحافظ على اهميتها واصالتها لان الصور كلما تقدم بها التاريخ اصبحت اكثر قيمة واهمية من السابق ..
ـ ويضيف: لقد صورت العديد من شخصيات وصور نادرة للزعيم عبد الكريم قاسم،كذلك صور نادرة للرئيس المصري جمال عبد الناصرمع مام جلال وصور الملك فيصل الثاني خلال زيارته لمدينة السليمانية عام 1955 وشخصيات المجتمع والمهن الشعبية انذاك مثل الحلاج والنجار والحلاق والسمكري والحداد ومنظر عام لساحة السراي وبناية السراي وسط المدينة وصور نادرة لجوامع السليمانية ومنها المسجد الكبير والقيصرية وشخصيات وشيوخ ووجهاء العشائر العربية في العراق والشاعر الراحل شيركو بيكس ورجال الدين الافاضل وحبسة خان النقيب وبعض مناطق ومحلات السليمانية السكنية انذاك مثل صابون كران وملكندي وسرشقام وتوي ملك وبيره ميرد ومعلمي التربية، ولقطات لبعض التظاهرات الجماهيرية في بغداد ومناطق السليمانية ومدنها مثل بيارة وطويلة وبنجوين.
ـ هذا المبدع الكبير يمتلك الاف الصور النادرة التي ينوي ان يقيم معرضه الشخصي ولكن ظروفه الصحية وكبر سنه لاتسمح له بذلك ،ومن ثم يطرح لوحاته من خلال شبكة الانترنت ، ومعرضه الدائم في مختبره الذي يشكو الاهمال وبحاجة ماسة الى رعاية حكومة الاقليم بشكل خاص !!وعدم اهتمام الهواة ومحبي التصوير الفوتوغرافي ،وتصل صوره الممتدة الى اكثر من نصف قرن.


PUKmedia خالد النجار / السليمانية