سولاف ساحرة قلعة ئاميديي

تقاریر‌‌ 03:49 PM - 2015-07-26
سولاف ساحرة قلعة ئاميديي

سولاف ساحرة قلعة ئاميديي

سيلاف (سولاف ) كلمة عندما تبدر الى ذهن الانسان وينطقها اللسان فهي ان دلت على شيء انما تدل على الجمال والابهة وكلما هو رائع في الطبيعة والحياة والكلمة تعني الشلال باللغة الكوردية وهو اسم لمسقط ماء واقعة في مصيف مزيركا (مزوركا) الجميل في نقطة تلاقي خمسة وديان واربعة طرق عمومية في الجهات الاربعة و يرتفع عن سطح البحر 1276مترا ومساحته ضيقة جدا وهي عبارة عن 300متر عرضا و500 مترطولا في نهاية وادي – كه لي مزيركا محاط بالقمم الخلابة وتتخلله الاودية الجذابة والمياه العذبة المنسابة من تلك الجبال التي يكسوها الخضرة الدائمة ويطل السولاف على روبار وقلعة ئاميديي- العمادية وجبال كاره ( 1  )ومياهه يجري من عين ماء ينبع من تحت اقدام شمال شرقي جبل متينا ( مه تينا) و يسمى برأس العين ( سه رو كاني )وهو من بقايا خزان ضخم للمياه متجمعة من جبال محيطة به وهي البيرس في الشمال ومه تينا في الجنوب في الازمان الجيولوجية الغابرة والذي كان يمتد من به ريسيلي شرقا والى سه رئاميديي غربا ( 2 ) واستطاعت المياه في هذا الخزان ان تشق لها طريقين لجريانهمن خلال جبل مه تينا و بشيش لتكون احدهما في الغرب ولتكون وادي سه رئاميديي – كه لي مزيركا – سيلاف  والثاني في الشرق ليكون وادي به ري سيلي وكاني سينه م –كاني سنج وروبار ئاميديي ومريبكا وده شتا كارتيي ولتصب هذه المياه سوية في خزان اكبر الاوهووادي صبنه. وفي العصور الجيولوجية المتأخرة انحسرت هذه المياه تحت الارض ولتنبع على شكل وادي به ري سيليي و كاني سينه م(كاني سنج) وكاني مالا وروباري ئاميديي ينبوعين للمياه مكونا بذلك نهري مزيركا في الغرب وروبار في الشرق وليستمرا يعطيان الحياة الى كلا الواديين الخالدين والى يومنا هذا.
ومياه نهر مزيركا يشق طريقه الملتوي الجميل وبحفيف صوته الموسيقي الجميل والذي لا ينقطع ليلا و نهارا في وادي مزيركا بعد ان يوزع بعض من مياهه على جدولين شرقا وغربا ليسقي بهما البساتين والمزارع الواقعة في هذا الوادي واما المياه في المجرى الرئيسي فتستمر لمسافة كيلومترين تقريبا لتسسقط على شكل شلال وبعد ان يفتح جبل بشيش ذراعيه لهذه المياه السلسة ولينزلها بجمالية وحنان الى احضانه والمسمى محليا ( ته نكاف ) وعلى عمق 20مترا تقريبا وقبل بناء جسر فوقه سنة 1936م ليربط ذراعي البشيش وليسمح لطريق للسيارات بأتجاه قلعة ئاميديي- العمادية في التواءات جميلة نادرا ما تجدها في المنطقة بأكملها ولتواجه قلعة ئاميدي - العمادية من الشمال لتضيف جمالا الى جمال.
سولاف (سيلاف) في الستينات من القرن الماضي لا بد الرجوع الى القرون الخمس الماضية للمرور على بعض من تاريخ هذا الوادي الجميل والذي اطلق عليه اسم مزيركا ( مزوركا) حيث اطلق عل هذ الوادي بهذ الاسم  في عهد السلطان حسن ابن الامير سيف الدين ابن محمد ابن بهاء الدين مؤسس امارة ئاميديي (بهدينان )سنة 1501 – 1533م عندما كانت الامارة فتية مهددة بالاخطار من جميع الجهات فتارة من قبل دولة الخروف الاسود ( قره قوينلو) وتارة من قبل الخروف الابيض اق قوينلو) ومن ثم من قبل الدولة العثمانية السنية المذهب من الغرب والدولة الصفوية الشيعية المذهب من الشرق واصبحت كوردستان تحتل مركزا ستراتيجيا في الصراعبين هذه القوى وهنا حاول السلطان حسن الاستفادة من هذا الصراع المستمر والابدي واستطاع من تثبيت اركان هذه الامارة بفضل سياسته الحكيمة وارادته القوية وان يحصل على ما يشبه الحكم الذاتي اذا لم نقل الاستقلال التام ولم يكن ارتباطه بالسلطات العثمانية الا بالاسم وخاصة عندما وحد الامارة وسيطر على القلاع الجديدة والمجاورة لأميديي من زاخو وعقرة وشوش وئه رز وجمع العشائرمن الزيباريين والبرواريين والمزوريين ليعد منهم جيشا قويا واستطاع ان يهاجم قوات اق قوينلو التي جاءت لتحاصر ئاميديي وينتصر عليها في معركة حاسمة حول قلعة ئاميديي (2) ومنذ ذلك الوقت اصبح هذه العشائر قوات احتياطية لامراء ئامييدي ومتى ما داهمهم الخطر من الاعدء. ولذا فقد اهتم الامراء  الذين ولوا الامارة بعد السلطان حسن بأن يقيموا مدن ومحطات لاسكان هذه العشائر والقوات المدعوة للمشاركة في القتال ضد الاعداء فكانوا يسكنون ا الزيبارين في منطقة بريم زلا ( بهرامي زل) ومير سفدين ( ميرسته ك) والبرواريين في منطقة كاني سينه م (كاني سنج ) والمزيريين في منطقة مزيركا والتي سميت بأسم هذه العشيرة بعد ان كانت تطلق  عليها وادي سه ر ئاميديي ( كه ليي سه رئاميديي) . وعرف  هذا الوادي منذ ذلك الحين والى ايامنا هذه بأسم هذه القوات من العشائر المزيرية التي كانت تأتي لتدافع عن قلعة ئاميديي وتحت قيادة الامير الامييدي والى سقوط الامارة فيسنة 1843م.
بدأ بعض امراء بهدينان ببناء بيوت وقصور لهم في هذا الوادي والذي سمي بمزوركا (مزيركا) وكان على رأسهم الامير بايرام بك ابن ميرسيفدين ( 1580- 1581م)حيث بنى قصرا منيفا في هذه الوادي ليصطاف فيه وكانت والدته حبيبة خان ( بير هبيب ) من عشيرة المزيريي وكانت سيدة فاضلة ومتدينة وقد بلغت من العمر 90 سنة وقد اوصت بأن تدفن في هذا الوادي المسماة بأسم عشيرتها حيث كان مصيفها المفضل وبقي اثار قبرها الى الخمسينات من القرن الماضي وكان بقربها عين للماء معروفة بأسمها في نفس الموقع وكثيرا ما كان يزوره  اهل ئاميديي – العمادية بصورة عامة وساكني الوادي بصورة خاصة للتبرك به وتقديم الضحايا لما نذروا من اجل تحقيق امنياتهم.
بعد سقوط امارة ئاميديي ( بهدينان ) قامت السلطات العثمانية بوضع يدها على كافة املاك الامارات التي كانت تحت سيطرتها ومن ضمنها امارة ئاميديي- العمادية واصدرت قانون الطابو المشهور لتعيد توزيع الاراضي في المناطق كافة  على المقربين لها من ذوي النفوذ ولتخلق طبقة جديدة موالية لها ومنفذة لأوامرها وطائعة لخدمتها.ولجمالية هذا الوادي وموقعه الاستراتيجي حدثت صراعات ومنافسات للسيطرة عل سفوحه واراضيه و مثله مثل قلعته الشامخة في السماء ئاميديي – العمادية.
العلاقات الاقتصادية والاجتماعية تغيرت وبدأ الكثييرون يندفعون لامتلاك واستغلال الاراضي الزراعية وانتاج بعض المحاصيل الاستراتيجية مثل الرز  والتبغ وتربية بساتين العنب والفواكه المعمرة مثل التفاح والكمثرى والتين والتوث وانماء اشجار القوغ و استملكت كل قطعة من هذه الارض المباركة في هذا الوادي من قبل السكان وبهذا اصبح وادي مزيركا جنة بأشجارهها ومياها وهواءها العليل وممرا الى سه رئاميديي وبرواري بالا. و خاصة عندما تم بناء اول دار ضيافة في السولاف سنة 1891- 1892م من قبل قائمقام العمادية حينذاك عبد الرحمن ال شريف بك وقيام القائمقام ضياء بك الاستانبولي 1915-1919  بنقل مركز الحكومة من قلعة ئاميديي الى سولاف في الصيف ثم نقله في الخريف الى القلعة ولاول مرة ( 1). استمر المسؤولون عن السلطة في ئاميديي بنقل دوائر الرسمية الى سولاف في اشهر الصيف الحارة وكانت هذه الدوائر تستغل دور الراجعة الى عائلة رئيسا مع والمشرفة على سولاف مباشرة وكان الاهالي يراجعون هذه الدوائر لانجاز معاملاتهم   واستمرت هذه الظاهرة الى السبعينات من القرن الماضي
بهذ العمل انتعش مصيف سيلاف- سولاف وبدأ الحياة يسري في اوصاله واصبح اهله وسكانه  متمسكين به باذلين كل غالي ورخيص للحفاظ عليه وعلى بساتينه وسفوحه وصخوره واعين مياهه التي اصبحت في حكم المقدس بالنسبة لهم فكم من صخرة وكم من اعين مياه سميت بمسميات واصبحت من رموزا هذا الوادي وقلعته الشامخة ئاميديي - العمادية وعلى سبيل المثال كانيكا كاسا وكانيكا بيرحبيبي وكانيا خاتيني وكانيا( بنيي ته باي) وكانيا ( قوبا) و صخرة الابصال ( به ري بيفازا) وصخرة الاستراحات ( به ري بيهنا ) والتي جميعها تحيط القلعة من الشمال وجميعها لها علاقة جيولوجية وتأريخية بهذالوادي وبرديفتها وادي به ري سيلي والتي كانت محطات لكل السائرين من والى ئاميديي يستريحون تحت  ظلالها ويرشفون مياهها. ومن من ىسكان هذا الوادي لم يسمع ببوابة (امام علي ابن ابي طالب )المشرفة على الوادي من شماله والشاخصة من سفح جبل مه تينا وعلى  ارتفاع 30- 50 مترمن الارض حيث عمل الماء تأثيره الذوباني في الصخر الجبسي لتفتح هذه  البوابة في الصخر بأتجاه الشرق للغرب والتي يمكن مشاهدتها من بعيد من قبل الناظر في الوادي مما جعل سكان الوادي يخلقون حولها قصص على شكل اساطير ومنها ان الامام علي ابن ابي طالب عندما كان في احدى جولاته في المنطقة هجم عليه بعض من اعداءه ولم يكن له مفر الا ان يندفع بحصانه نحو الجبل ولينفلق وينفتح امامه على شكل بوابة دائرية وليجد امامه طريقا للخلاص من اعداءه ولذا فان سكان الوادي لا يزالون يؤمنون بقدسية هذه البوابة ويزورونها للدعاء ولتحقيق الامال والاحلام.
كما ان لمياه هذا الوادي فضل كبيرليس فقط على ابناء الساكنين فيه بل على جميع من عاش في المنطقة ليتمتعوا بصحة جيدة و ليمارسوا رياضة بدنية طالما يتمناها كل انسان الا وهي السباحة في مياهه وعلى طول جريانه حيث اقاموا سدودا حجرية مؤقته خلال فصل الصيف لتجتمع المياه على شكل احواض سباحة طبيعية ومن اهم هذه الاحواض ذلك الذي اقيم على بعد خمسمئة متر من منبعه ( سه رو كاني) وكان هذا الحوض في بداياته محطة استراحة للخشابة من سكان الوادي والقلعة الذين كانوا يذهبون ببغالهم ودوابهم لاقتطاع الاخشاب للوقود واليناء وبعض ما تنتجه هذه الوديان المباركة من نباتات طبيعية صالحة للاكل وخاصة في فصل الربيع ويرجعون بعد الجهد والتعب  اللذين كان يأخذ منهم مأخذا فكانوايستريحون ويسبحون في هذا الحوض النظيف والباردة المياه ويتناولون وجبة غذائهم الصباحية التي في حوزتهم ومن ثم يتوجهون الى اسواق قلعة ئاميديي- العمادية لبيع ما جلبوه من تعب نهارهم. ولهذا فقد سمي هذا الحوض بأستراحة المسافرين والدواب ( كه را كه را) والماشية وفي السنوات الاخيرة طور هذا الحوض من قبل السلطات الخدمية في ئاميديي-العمادية ( البلدية) لتصبح مسبحا وبني حوله بعض المنشأت السياحية لتجعل منه مركزا سياحيا جميلا واطلق عليه حاليا اسم مسبح البلدية.
لا بد ان نعطف على حادثة مهمة اخرى وقعت في هذ الوادي الجميل والعاصي الا وهي عندما حاولت القوات البريطانية من مهاجمة برواري بالا في العشرينيات من القرن الماضي وبعد مقتل الحاكم الانكليزي واعوانه في ئاميدييي (العمادية) حيث كان هذه المنطقة لا زالت خارج سيطرتها  وعندما هرعت عشائر البرواري باحتلال المواقع الاستراتيجية من هذا الوادي لتمنع قدوم الجيش البريطاني ولكن التفوق العسكري لهذا الجيش من حيث العدد والعدة استطاعت من قتل الكثير من البرواريين وهزيمة البقية الباقية واستطاع هذا الجيش من احتلال منطقة برواري بالا وبذلك احتلت اخر ما تبقى من ارض كوردستان او بالاحرى اخر ما تبقى من ارض العراق.
عملت السلطات البريطانية على ترسيخ نفوذها في العراق فأقدمت على تأسيس الدولة العراقيةوانتخب فيصل ابن الحسين ملكا لها.  ولغرض الهيمنة والسيطرة اقامت السلطات بمد خطوط مواصلات برية من فتح طرق للسيارات وخطوط سكك حديدية شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وكان من هذه الطرق الاستراتيجية  فتح طريق سير السيارات بين موصل و ئاميديي -  العمادية  وعند انتهائه في حزيران سنة 1936م حضر ملك فيصل لافتتاحه بمناسبة وصول اول سيارة الى ئاميديي العمادية وكانت هذه سابقة لم تحدث في العراق في مثل هذه المناسبات وذلك لكون الطريق يمتد الى اقصى شمال الشرقي من العراق والى ئاميديي- العمادية ولربما ليمتد الى الجارة تركيا وليكون هذ الطريق رديف لطريق الهمايون الذي انشيء ليربط العراق بالجارة ايران  والذي يربط اربيل بحاج عمران والى ايران.
 يصف احد موظفي بلدية الموصل هذه الزيارة للملك فيصل كما يلي:-
 ( سار موكب الملكي المكون من عدة سيارات وسيارة حراسة ووصل الى دهوك ولكن لم يقف في دهوك بل استمر ليصل الى وادي زاويته (كه ليي زواويته ي) وامر جلالته بالتوقف هناك والاستراحة تحت شجرة صنوبر جميلة على ضفاف النهر وبعد تناول بعض المرطبات والشاي وقف جلالته ليبارك هذه الشجرة الجميلة وليبدي اعجابه بهذا الوادي والموقع الجميل واوصى بهذه الشجرة بالذات وبوادي زاويته ( كه ليي زاويته ي) وبدأ موكبه بالحركة الى ان وصل الى سولاف- سيلاف حيث تواجه ئاميديي- قلعة العمادية فامر جلالته بالتوقف في اول التفاتة للشارع وظهور وادي مزوركا والشلال الذي يسقط مياهه في الوادي وقرر جلالته التوقف هنا ودون الاستمرار الى القلعة  ومقابلة المسؤولين من الموظفين في العمادية في هذا الموقع ولذا قام المسؤولن بتوفير اسباب الراحة التي كانت متوفرة في العمادية وجلبها الى السولاف مع تحضير وجبة الطعام وتناول جلالته طعامه في موقع مشرف على الشلال يصاحبه المسؤولون وبعض الوجهاء من اهل المنطقة والعمادية وبعد تبادل الحديث والاطلاع على ما يواجه المنطقة والمدينة من مشاكل والامر بحلها وحسب الامكانيات المتوفرة وهنا ختم جلالته رحلته وبدأ الموكب بالتهيؤ والرجوع الى الموصل.) وهنا ينهي الموظف وصفه لرحلة الملك الى ئاميديي- العمادية.
ومما يؤسف له ان ذلك الموظف و المسؤؤلون في ئاميديي لم يوثقوا هذه السفرة تفصيليا سواء نسبة للمكان الذي استراح فيه جلالة الملك وما جرى من توجيهات واوامر من قبل جلالته وليكون تأريخا مشرفا بالنسبة لأميديي ولسولاف.  هذه الزيارة لملك فيصل الاول شجعت السكان ان يساهموا في توفير بعض المنتجعات السياحية  البسيطة وذلك من المواد الاولية والمتوفرة في منطقة سه ر ئاميديي وبه ريسيلي على شكل مظللات (كبرة) لتكون كموتيلات او اماكن للاسترحة والنوم ومحلات تجارية و مقاهي وكانت بداية استغلال هذا الوادي الجميل و جعله مصيفا سياحيا ليس لاهل ئاميدي ولكن لكل زائر يريد الهروب من حر الصيف وقضاء وقت من الراحة والاستجمام والتمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة.
 اصبحت سيلاف- سولاف مصيفا لا يضاهيه اي مصيف في العراق وحتى في المنطقة بالرغم من امكانياته المتواضعة والبدائية حيث كثرت فيه المقاهي والمحلات التجارية ومن اشهر المقاهي مقهى اسماعيل محمودوكان على شكل كبرة متواضعة و مشرفة على جسر سولاف وعلى الشلال نفسه وكان يرتادها الكثير من الموظفين والمعلمين والمثقفين والسياح متمتعين بمنظر الشارع الملتوي في سولاف والمتوجه الى القلعة ومنظر قلعة ئاميديي المعلقة وكأنها في السماء.ويقابل هذا المقهى في الجانب الاخرمقهى رشيد ارمغاني المعلق بسفح الجبل ي والذي كان يخترفه جدول الماء المتفرع من نهر مزيركا وكن يرتاد هذا المقهى الكبار السن من اهل ئاميديي- العمادية ومن سكنة وادي مزيركا.
ومن المقاهي الاخرى مقهى المقام على ارض سيروب وذلك تسمية بأسم شخص ارمني اشترى هذ الارض الجميلة من صاحبها الكوردي وكان هناك مقهى اخر وعلى الطريق المبلط والمشرفة على الوادي ( ته نكاف)مباشرة وقد اقدم القائمقام صبحي علي  1954- 1956م في الخمسينات في تحديد يوم واحد في الاسبوع ليكون هذا المقهى مخصص للنساء فقط واستمر هذا التقليد لسنوات في مصيف سولاف  تطبق الى ما بعد انتقال القائمقام المذكور من منصبه في ئاميديي - العمادية.
الحياة استمرت في سولاف بهدوء والجميع يتمتعون بجمالية وادي مزيركا وبوابته سولاف الى ثورة 14تموز سنة 1958م حيث تغيرت مراكز القوى وتغيرت العلاقات الزراعية والاقتصادية مرة اخرى لتقفز وجوه جديدة الى الصدارة وتختفي الوجوه القديمة ولتجري تغيرات على منطقة سولاف وبدون تخطيط و توجيهات اوتدخلات السلطات ولتحدث تجاوزات ببناء ابنية واقامة مظلالات كمقاهي ومطاعم ومحلات تجارية مما اخذ وجه سولاف وجماليته بالاختفاء خلف كل ما هو غير جميل وغير مناسب الى ان وصل الى حد اخذت رسوم ولوحات وصور اشخاص تغطي كل ما هوجميل في هذا المصيف والتي  ليست لها علاقة بسولاف وسكانها بل كونها دعاية لأهداف سياسية وصلت الامور الى الاستحواذ على كل فسحة جميلة من هذا المصيف ليبدأ استملاك سفوح جبل بشيش  والطرق والاماكن المفتوحة والعامة لتتحول الى اماكن مغلقة خاصة بمستغليها. ما حدث في سيلاف- سولاف ومزوركا- مزيركا حدثت قبلها في  قلعتها الشامخة ئاميديي  العمادية حيث اختفت فيها اجمل المعالم الاثرية والتأريخية.و كان اخر ماجرى من اقامة  نصب على شكل منحوتات مطلة على طريق المبلط لتكون  بوابة  لوادي مزيرك- مزوركا والتي لا تمثل اي شيء له علاقة بالموقع سواء من الناحية المعنوية او المادية بل انها  شوهت منظر مدخل مزيركا الجميل.
كما  ان الطريق الجميل المبلط والملتوي والممتد من قمة سه ري صوريا الذي يبكي فندقه السياحي الجميل والذي لم يبق له اثر  يستمر ليشتكي التجاوزات عليه والى ان يلتفت على سولاف حيث اختفى  الشلال الجميل و الهاوية (ته نكاف) و لم يبق منه موقع قدم ليتمتع فيه المرء او الزائر نظره بجزء من ما كان عليه هذا الشلال من جمال وروعة  ثم ليبقى الطريق يشكو ما بني عل جانبيه من منشأت وبصورة عشوائية مسيئة الى كل ما كان السفح العالي يعكسه على الناظر في الطريق من جمالية ورهبة تبقى مطبوعة في الذهن الى ابد الابدين وليكن اسم سيلاف- سولاف- من اجمل الكلمات الى قلبه وذهنه.
فهل من يعيد الى سيلاف- سولاف جمالها وابهتها ؟ ولعل الزمن كفيل بذلك.

ا. د. طارق الباشاعمادي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket