صحوة كاميرون المتأخرة

الاراء 02:13 PM - 2015-07-01
ابو فراس الحمداني

ابو فراس الحمداني

لقد استوقفني أنتقاد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون لهيئة  الإذاعة البريطانية BBC، لوصفها تنظيم داعش بـ”الدولة الإسلامية”، عندما قال  ان هذا  التنظيم ليس دولة إسلامية بل هو نظام رهيب وهمجي!!!. 

هل غيرت بريطانيا ستراتيجيتها في التعاطي مع التنظيم الارهابي أم أن رئيس وزرائها أكتشف  فجأة أن التنظيم ليس بدولة اسلامية بل عصابات ارهابية!!!،،،، هل يمكن لمؤسسة مهنية وعريقة بمستوى bbc  وماتملكه من خبراء أعلام  ان تطلق  وصف الدولة على منظمات ارهابية  دون علم الحكومة وبعيد عن وزارة خارجيتها التي تعلن وقوفها مع العراق وشعوب المنطقة ضد الارهاب!!!!،،،، واذا افترضنا ان  ذلك يأتي ضمن قيم الديمقراطية البريطانية  والحرية المسؤولة وبعيداً عن أعيُّن المخابرات ومراقبة الحكومة،،، هذا يعني ان الدواعش  أو لنقُل  المتعاطفين مع  داعش تسللوا الى اهم واعرق مؤسسة أعلامية غربية ناطقة بالعربية والفارسية والتركية وبلغات عديدة اخرى  تساهم في بناء الوعي السياسي لمنطقة الشرق الاوسط  وهنا تكمن خطورة الاعلام البريطاني الموجه لبلداننا،،،

ازمة داعش كشفت التناقضات الكبيرة في المنطقة والعالم بين من يدعم داعش في الخفاء ويعلن محاربتها في العلن،،،،  لانستطيع تفكيك هذه المعادلات لاننا لسنا متخصصين  في علم الستراتيجيات،،،، ولكن كيف يمكن لاي انسان مهما كان  ساذجاً ان يقتنع ان ١٥٠٠ ارهابي  من بريطانيا يسافرون بجوازاتهم وعبر المطارات الرسمية الى تركيا ومنها الى سوريا و العراق ليلتحقوا بداعش  دون علم اجهزة المخابرات  خصوصا ان هنالك حلف عسكري يجمعهم مع تركيا وثمة تنسيق وتبادل معلومات في داخل حلف الناتو حول الارهاب،، نخشى ان يكون  ذلك ضمن سياسة مبرمجة لتحويل اوطاننا الى مكبات للنفايات الارهابية الغربية،،، على العموم شكرا كاميرون على صحوتك المتأخرة التي نتمنى ان تكون صادقة في محاربة الارهاب دون حسابات استعمارية واعادة رسم لخرائط الدول في الشرق الاوسط وفق منظور غربي جديد للهيمنة،،،

 

نتمنى ان  يُأخذ أنتقاد  رئيس الوزراء البريطاني  على محمل الجد وان تُعيد bbc مراجعة مصطلحاتها لاننا بحاجة الى قراءة خبرية  مهنية لتطورات الاحداث في المناطق الساخنة  ، فلا يمكن  ان يطلق على ابناء الحشد الشعبي الذين يمثلون  متطوعين للدفاع عن مدنهم ومقدساتهم بالميليشيات،، هذا الخطاب يمثل تجاوزاً على الشعب العراقي ومرجعياته وتضحياته ويُضر بمكانة بريطانيا  ومصالحها في العراق والمنطقة،، كذلك لايمكن استضافة شخصيات تتبنى اطروحات داعش وتبرر جرائمهم  بدعوى  التهميش والاقصاء،،   فهل يوجد  تهميش في بريطانيا واسبانيا  وفرنسا وباقي الدول الاروربية حتى ينشط داعش ويُنفذ جرائمه بشعة  ،،فلايمكن ان يكون الارهاب وجهة نظر تشكل  طرفا في الحوار خصوصاً عندما يتعلق الموضوع بالملف العراقي،،،،

نتمنى فعلا ان تعود مؤسسة BBC الى سابق تألقها عندما كسبت ثقة جيل الآباء،، بمهنيتها وخبرها الحُر ومعلومتها الدقيقة وحياديتها المعروفة  وأن تُميّٓز نٓفسٓها عن الاعلام العربي المؤدلج والمشبع بالطائفية والعنصرية،،،

 

أبو فراس  الحمداني

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket