ماذا يحدث عند مشارف ولاية الرقة؟؟

تقاریر‌‌ 04:14 PM - 2015-06-26
سقوط أسطورة داعش

سقوط أسطورة داعش

تضيق الخناق على داعش في معاقله
شهدت مناطق شمال شرق سوريا واحدة من اوسع المواجهات المسلحة منذ اندلاع  الحرب عام 2011.
كانت وماتزال الخارطة التي يتواجد عليها الكورد في سوريا، نصب أعين تنظيم مايسمى"الدولة الاسلامية" المعروف إعلامياً بـ "داعش"، وربما يعود ذلك لسببين: الاول، الثروة النفطية، والثاني، كونها تمثل معابر حدودية مع تركيا ونقاط امتداد مع الاراضي العراقية عند "ولاية الموصل"ومن هنا تكمن ديمومة المواجهة مابين اصحاب الارض الكورد والوافدين من تنظيم داعش الإرهابي.
تمكن المقاتلون الكورد الـ (YPG) يوم 22 يونيو 2015 مدعومين بالضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي، من طرد إرهابيي داعش من شمال الرقة، المحافظة التي تحولت الى "ولاية التنظيم" في سوريا.
وهذه  هي الضربة الثانية التي يوجهها المقاتلون الاكراد في اسبوع لـ"داعش" بعد سيطرتهم على مدينة "كرى سبي - تل ابيض"على الحدود التركية، وتمكنت وحدات حماية الشعب الكوردية المدعومة بطائرات التحالف من السيطرة على "اللواء 93" الواقع على بعد 56 كلم شمال الرقة.

وحدات حماية الشعب الكوردي (YPG)
وحدات حماية الشعب الكوردية، تعرف باختصار ( YPG) وتعرف محلياً باسم "اليبكه" وهي قوات شعبية كوردية تختص بحماية مناطقها في سوريا وتعتبر تابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية. وهي إحدى  عناصر القوى في سوريا والتي يقدر عددها ب (60) الف مقاتل بعد قانون الخدمة الالزامية التي طرحتها الادارة الذاتية. ووفقا لمعلومات موسوعية فهي تنظم نفسها على  شكل قيادة عامة وثلاث قيادات فرعية: الجزيرة ، كوباني وعفرين.
وتضم بداخلها قوات مدربة وجزء وبمنها قوات محترفة ذات تدريب عالي، وتمثل المرأة 40% من مكونات وحدات حماية الشعب الكوردية.

اليسطرة على "كرى سبي - تل ابيض" واهميتها الإستراتيجية
سيطر مقاتلون كورد يوم 16 يونيو 2015 بشكل كامل على مدينة "كرى سبي - تل ابيض" على الحدود مع تركيا، بعد طرد أخر إرهابيي تنظيم داعش منها، والزحف باتجاه "عين عيسى" يجعل القوات الكوردية وفصائل مسلحة أصغر تقاتل إلى جانبها على بعد 50 كيلومترا فقط من الرقة التي تعتبر "عاصمة داعش والتي تدير منها ما يسمى بـ"دولة خلافة" تشمل مناطق واسعة بسوريا والعراق.
إن الهدف من التقدم وفق تصريحات قيادات كوردية ميدانية هو السيطرة على الطريق السريع الذي يربط بين الشرق والغرب من خلال "عين عيسى" التي تربط مدينة حلب بمحافظة الحسكة في شمال شرق البلاد. 
وسبق ان اعلنت "وحدات حماية الشعب الكوردية" في سوريا بتاريخ 30 يوليو 2013، النفير العام، لحماية المناطق التي تخضع لسيطرتها من هجمات عناصر داعش الإرهابية ولغرض مواجهة الجماعات المتطرفة الاخرى.
وجاءت هذه الدعوة بعد ساعات على اغتيال الزعيم الكوردي عيسى حسو، العضو في هذه الوحدات، في مدينة قاميشلو شمال شرق سوريا. وأكدت استعدادها لحماية المناطق التي تقع تحت سيطرتها. وتعتبر وحدات حماية الشعب الكوردية الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي الكوردي، أمتداداً لحزب العمال الكوردستاني في تركيا داخل سوريا.
جاءت العمليات العسكرية لوحدات حماية الشعب الكوردية، هذه المرة منظمة في اعقاب انتصاراتهم ضد التنظيم في كوباني، ماتقوم به وحدات الشعب الكوردي الان في شمال شرق سوريا، هو محاولة لاعادة ربط خطوط المواصلات والدعم اللوجستي لها.
إن أستعادة "كرى سبي - تل ابيض" مكن الكورد من ربط مناطقهم، خاصة مابين الحسكة وقاميشلو، وتكمن اهمية  استعادة الكورد "كرى سبي - تل ابيض" بغلق واحدة من المنافذ الحدودية مع تركيا، هذا المعبر يعتبر منفذ للدعم اللوجستي وتدفق المقاتلين باتجاه "ولاية الرقة".
وقال مسؤول بالمخابرات الأمريكية عبر وكالات الاخبار الدولية، طلب عدم نشر اسمه إن الانتكاسات ملحوظة وتظهر أن المتشددين ضعفاء خاصة في مواجهة قوات متحفزة ومسلحة جيدا يدعمها التحالف.

سقوط أسطورة داعش   
الان تشهد  داعش سقوط اسطورتها القائمة على ضعف قدرة وقوة خصومها على الارض.
إن قوات حماية الشعب الكوردية، هي الاخرى قائمة على العقيدة "الايدلوجية" اضافة الى الخبرات والتدريب، وهنا يكمن سر قوة الكورد في مواجهة داعش. هذا الواقع، استثمره "داعش" لزيادة مساحة تمدده داخل سوريا، مستفيدًا بالدرجة الأولى في انهيار المعنويات عند بعض الاطراف، ما يجبره على الاعتماد على قوة خارجية لحمايته، كما يقول الدكتور رياض قهوجي "مديرمؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحليل العسكري"مشيرًا في الوقت نفسه إلى أنه ومع فقدانه لمساحات جغرافية، يفقد قدرات اقتصادية تمكنه من تأمين الموارد العسكرية، ما ينعكس على تدني قدراته.     
أن نوعية التدريب ونوعية التسلح الى جانب العقيد العسكرية هي العوامل الرئيسية لمواجهة داعش وهذا ماتحتاجه على سبيل المثال القوات العراقية لمواجهة داعش.
فالعراق مازال يملك ترسانة من الاسلحة، لكنها غير ملائمة لمواجهة داعش القائمة على المفخخات والانتحاريين لأقتحام الدفاعات العراقية الامامية ومراكز المدن في الانبار.
أن المشكلة لا تكمن فقط بالتسلح والتدريب بل بوضع قواعد مكافحة الارهاب وصياغة الأستراتيجيات وهذا ماتفتقده الحالة العراقية. أما الضربات التي ينفذها التحالف الغربي في العراق فهي موضع انتقاد لفشلها في مواجهة التنظيم.
وبحسب صحيفة "ليزيكو" الفرنسية في تقريرها الصادر في 2 يونيو 2015 ، تقول فيه بإن العبادي لم يتوقف عن إظهار استيائه، بسبب فقدان الرمادي بعد عشرة أشهر من النضال برفقة قوات التحالف ضد التنظيم، مشيرة إلى أنه بالرغم من قيام قوات التحالف بشن ما يقرب من 4000 غارة جوية منذ الصيف الماضي ضد داعش، إلا أنه لم تمنع التنظيم من السيطرة على ثلث العراق ونصف سوريا. وباتت مساحة سيطرة التنظيم، تمتد على أكثر من ( 95 ألف) كلم مربع من المساحة الجغرافية لسوريا، أي ما يوازي نصف مساحة البلاد، بينها معظم منابع النفط والغاز والمياه السورية.
إن سيطرة الكورد على مشارف "ولاية الرقة أثارت حالة الاستنفار عند تنظيم ابو بكر البغدادي، التقارير كشفت يوم 24 يونيو2015 ان التنظيم نقل عناصره من دير الزور الى الرقة لتعزيز دفاعاته.
بات من المتوقع ان يشهد التنظيم تراجعا ميدانيا في شمال شرق سوريا، لكن ربما يعوض ذلك بتصعيد نشاطه في دير الزور او اطراف حلب او العراق عند محافظة الانبار. لقد  كسرت إنتصارات الكورد أسطورة "داعش" وباتت مهددة بالتقلص ورفعت الحاجز النفسي عند مقاتليها.
إن تنظيم داعش ممكن ان يزول بزوال حدوده الجغرافية، والان هو يشهد تقلص في المساحة التي يقف عليها منذ احداث كوباني مطلع عام 2015 ماعدا توسعه في تدمر.. لكن تبقى المعالجة ومواجهته الفكرية هي المطلوبة الى جانب الجهد العسكري وحزمة اصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية، تتحمل مسؤولياتها الحكومات والاطراف الراعية.


* جاسم محمد / باحث في قضايا الإرهاب والإستخبار


PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket