إحتفالية للاندماج والتعايش مع طالبي اللجوء في النمسا

المهجر‌‌‌‌ 05:09 PM - 2015-06-25
إحتفالية للاندماج والتعايش مع طالبي اللجوء في النمسا

إحتفالية للاندماج والتعايش مع طالبي اللجوء في النمسا

الاخبار السيئة والمروعة القادمة من سوريا والعراق حيث لا هدوء للعمليات الانتحارية والانفجارات، القنابل تفتت الامكنة وتنهال على الاسواق والاحياء والضحية المئات من الابرياء، كل يوم واغتيالات بالرصاص في الزمن الخطأ والمكان الخطأ والمأساة السورية والعراقية استمرت اخبارها منذ فترة طويلة. فلا تخلو نشرات الاخبار النمساوية من اخبار النزوح الجماعي وسقوط الضحايا وطمس هوية التاريخ والتراث والاماكن الاثرية وأما الذين وصلوا بر الامان (البلدان الاوربية) فهم يحملون هموم واوجاع عوائلهم في جحيم الحرب. مايحدث في هذه البلدان تعد مأساة حزينة وواقع طالبي اللجوء مؤلم لايمكن غض الطرف عنه!! فهذا كل مايعرفه النمساويون حول العراق وسوريا ولهذا قررت السيدة الناشطة في مجال حقوق الانسان (يوهانا سكوريانس) بأن تمد يد العون لطالبي اللجوء وأن تقيم لهم امسية تعارف ولقاء مع النمساويين لغرض التعرف على الثقافة النمساوية والعادات والتقاليد وكي لا يحسوا بالغربة في هذه الديار.
وفي بلدة (روزن تال على نهر كايناخ) وقاعة الاحتفالات في البلدة حيث كان اللقاء والاحتفالية الكبيرة ووجهت الدعوات الشخصية للعديد من الشخصيات وكذلك لكاتب المقال ايضا وحضرت الاحتفالية قادماً من مدينة غراتس للمشاركة في هذه الامسية وغصت القاعة بالجمهور الكثيف  وشوق وفضول النمساويون للتعرف على حكايات طالبي اللجوء والتعرف عن قرب على ضيوف البلدة والمنطقة والبلدات والمدن المجاورة. اخبرتني المشرفة على اقامة الاحتفالية بان الكثير من طالبي اللجوء لم تحل مشاكلهم وان محافظ البلدة ونائبه سيحضران من اجل التعرف على معاناة اللاجئين من الناحية القانونية والمعيشية.
لقد كانت الناشطة (يوهانا سكوريانس) شجاعة واتخذت القرار والتجأت الى صديقتها ( آنا كايش) وتذهبان معاً الى محافظ البلدة (انكيل بيرك كوبل) ووضعا الطلب على منضدته وابدى المحافظ تحمساً كبيراً لهذه الخطوة الانسانية وقرر بأن يدعم السيدتان بكل امكانياته واتفقا مع نائب المحافظ لتحديد الموعد وهو السيد ( يوهانيس شميد) والمسؤول ايضاً عن الثقافة في البلدة،للعلم بأن بلدة( روزن تال على نهر كايناخ) تعد من اغنى بلدات الاقليم وقد كانت عبر قرون مشهورة بالتعدين. لقد عرضت السيدتان مقترحات لدار البلدية تضم الفعاليات الرياضية والطهي معا اي الاكلات الشرقية بجنب النمساوية، وكان السفر الى مدينة غراتس حيث المحلات الشرقية لشراء المواد الاولية للوجبات الشرقية وكذلك لخروج اللاجئين من البلدة الى غراتس عاصمة الاقليم والتعرف على اكبر مدينة في الاقليم. لقد كانت الفكرة رائعة لاقامة هذه الامسية  وتكفلتا السيدتان بتهيئة واعداد الوجبات الشتاياماركية للضيوف وتم تزيين قاعة الاحتفالات لتكون ليلة تاريخية للبلدة ولقاء الحضارات والثقافات. امتلأت الصالة بالضيوف ووقفت اعداداً كثيرة من دون مكان للجلوس و كان مزاج الجميع ايجابيا واضافت اضواء الشموع وباقات الورود والمكان البهي نسمات جميلة الى الحفل.افتتح الاحتفال بمعزوفات لفرقة الابواق الجبلية المشهورة في البلدة.. لقد كانت كلمة الفرقة في هذا الاحتفال بانها تريد ان تكون هنا لكل البشر وهم بدورهم لايفرقون بين احد. تأسست فرقة الابواق الجبلية عام 1930، وقتها كانت تعزف الفرقة لعمال المناجم في المنطقة في كل الاحتفالات  واليوم حضرت لتقدم معزوفاتها للحاضرين وطالبي اللجوء. ادار هذا الاحتفال نائب محافظ البلدة (يوهانيس شميد) ورحب الحضور وبحضور محافظ المدينة وكذلك بالسيدتين( يوهانا و آنا) على مبادرتهما الانسانية والتي تبين وجة النمسا الحضاري في التعايش والاندماج مع الاخر. حضرت سيدتان من مدينة غراتس ( ايفا ايكهارد) من منظمة( زيبرا)  لتلقي محاضرة حول اللجوء ولتفرق بين كل انواع اللجوء الانساني والسياسي وطالبي اللجوء وقد استقبلت اسئلة الحضور برحابة صدر.تم عرض فلم وثائقي مأساوي حول سوريا و وفيه عرضت صوراً اليوم والامس وما فعلته الحرب بهذه البلاد..تأثر الضيوف كثيراً بهذه المأساة السورية بالاضافة الى شهادتين لسوريين فارين من قلب الحدث.خلال نقاشات الامسية كانت اسئلة بعض الضيوف مثيرة وتم الاجابة عليها واما اصغر سائل وحاضر كان عمره 15 سنة (الياس سكوريانس) حين قال: كم لاجئ سنستقبل بعد وهل هناك نهاية لهذا التدفق وماهي الوسائل التي يمكن التعامل مع هذه الماساة؟؟ وقال ايضا وهل سيطرد اللاجئين الذين لايلتزمون بقوانين البلد؟
السيدة( يوهانا سكوريانس) خلال لقائي بها على هامش الاحتفالية قالت لي بانها تشكر بلدية البلدة التي تساند افكارنا ومبادراتنا ،فنحن لدينا طالبي لجوء ظرفاء وعلينا ان نساعدهم فقد نجو من الحرب باعجوبة وليس بوسعنا ان نضع الجميع في قدر واحد!! وكذلك علينا ان ان نفتح لهم ابواب التعايش والاندماج  بعد ان خسروا كل شئ.
3 طبالات ضمن فرقة موسيقية ادهشن الحضور بعملهن على الطبول بايقاعات فنية رائعة وقد رافق عزفهن تناول الحضور الوجبات السورية والنمساوية من البوفيه الذي تم اعداده من قبل النمساويين والسوريين وقد حضرت بقوة (حمص بطحينة والدولمة والفطائر السورية).. لقد كان الماساة السورية والعراقية حاضرة في كل اركان قاعة الاحتفالات وتاثر النمساويون كثيرا بما يجري في الشرق وللعلم بان النمسا كانت اول دولة تستقبل الكورد عام 1976 كلاجئين.. تحدث لي على هامش الاحتفالية الفنان النمساوي(بافل) بانه سعيد بهذه الاحتفالية للتعرف عن قرب على مشاكل ومآسي طالبي اللجوء.. امسية واحتفالية تاريخية للبلدة حيث امتزج فيها التعايش والاندماج والفن والموسيقى في بلاد النمسا خيمة السلام الكبيرة.


PUKmedia بدل رفو/ النمسا

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket