صالح اليوسفي …

جینوساید‌‌ 03:24 PM - 2015-06-25
الشهيد صالح اليوسفي

الشهيد صالح اليوسفي

في ذكرى استشهاده في بغداد عبر رسالة مفخخة من قبل نظام صدام حسين  في 25-6- 1981-

اليومُ كردستان ُ وجهَك َ تلثم ُ
وإلى ضفافِك َ تستريح ُ الأنجم ُ
وعلى ثراك َيميد ُموكبُ عاطر ٍ
وتميسُ أجنحة ٌ وينهضُ  مِعْصَم ُ
وتلوح ُمن خلل ِالحنين ِسحابة ٌ
ورواق ُصوتكَ بالمسرّة ِ مُفْعَم ُ
ترتاده ُ حُلُلُ السجايا ثرّة ً
فسجيّة ٌ تعلو وأخرى تَبْسُم ُ
يا قصّة َ الألمَ الكبير ِ، نزفْته
وحـملتهُ ظمـآن َ لا تَتبرّم ُ
وضممْته ُ ضمّ النخيل ِ لسعفه ِ
حتى استراحَ إليكَ منه الميسم ُ
فتضوَّعَتْ صورٌ من الإقدام ِ ما
فتأتْ تنيرُ مناضلين َ وتُعْصِم ُ
وتُميط ُعن نَكَد ٍجهامَتهُ وعن
وَهَن ٍإسارا ًبالمَلالة ِمُفْعَم ُ
ولأنت َ حقّا ً قدوة ٌ كبرى على
عزفاتِها ينمو النضال ُ الأعظم ُ
فالمجدُ مذ أدنيته ُ من شأوه ِ
ما زال َ من نعماء ِ أمسك َ يُرْسَمُ
ولقد ولدتَ وفيك طبع ُسحابة ٍ ،
وكبرت َ والإقدام ُ طَيَّك َ مِنْجَم ُ
فصلابة ٌ تعلو وتبصُّر ٌ ورَوِيَّة ٌ
وشجاعة تأبى الغلوّ وتَحْسِم ُ
فالرأيُ قبل الطعن ِ يَؤخذ أمرُه ُ ً
والطعنُ حين الرأي ُ لا يتسنّمُ
من يقرع ِالظلماء َ ملء َجفونِه ِ
حين الضرورة ِ ضدّه ُ يتلثّم ُ
رجلُ السّلام ِوتلك فيك حضارة ٌ
ما زال َ منها كوكب ٌ يتعلّم ُ
            ****
يا صالح َ الخُلق ِ النبيل ِ نزاهة ً
 في عالم ٍ يطغي عليه ِ المُوصِم ُ
تلك السنين ُ الخمسُ والخمسون َ ،
تلك السامقات ُ بفيضِها نَتَيَمّم ُ
تلك السلاسل ُ في  يديك َ صوادح ٌ
تَهْزى بمن ظن َّ الّسلاسل َ تُهْزِم ُ
****
يا صالح َ الفقراء يهدّهم ْعسفُ الطغاة ِ  ،
وعَسْفُ أبناء ٍ في العُقوق ِ هواهُم ُ
نَكَدُ الزمان ِعصابة ٌ من خِسَّة ٍ
وتسود ُوهو اللغزُ دوما ً مُبْهَم ُ
ووثبت َ ضدّ الغول ِ ، جنبُك َصحبة ٌ
وإلى الأمام ِالطودُ فيه ِالمَعْلَمُ
المصطفى رمزُ الشعوب ِ تحررّا ً
والماطرُ الدنيا ندى ً لا يُصْرَم ُ
ومشيتمُوا ، نحو الضفاف ِ مشيْتمُ ،
وعلى الجباه ِالأمنيات ُ تُحَوِّمُ
لم تأبهوا بالقلب ِ  كيف شؤونُهُ
فشؤونَكُم ْ ضمَّ النضالُ الأعظمُ
وتضوّعتْ قيمٌ من الإعجاز ِ ما
فتئتْ تنيرُ مناضلينَ وتُعْصِم ُ
وتزيلُ عن كنه ِ النفوس ِ غشاوَة ً
إنْ راوَحَت ْ ، صفوَ الضمائر ِ تُخْرِم ُ
****
يا صالحَ الأعمال ِ والغايات ِ، يا
صُوَرَ الفداء ِ إلى الفداء ِ تُسَلّمُ
يا خطوةً  كبرى ثريّ ٌ وقعُها
وبريقُها فحوى الحياة ِ يُترْجمُ
تُرسي الخيالَ من البعيدِ على المدى
وتقرّب ُ المأمول َ إذْ يَتَجَشَّم ُ
حيث امتداد الضوء يسقي حالِكا ً
ومناكب ٌمن وهنِها تترمّمُ
إنّ المعالي من مضارب ِ رؤية ٍ
فيحاء َ بين  ندى التحفّزِ  تُضْرَمُ
أبت ِ الرجولة ُ فيك أنْ لا تنتمي
لسوى الطريق ِ من الدجى يتظلّم ُ
علَّمْت َ كيف يكون ُ شأن ُمناضل ٍ
فحواه من فحوى الجياع ِ يُنَظَّم ُ
لا يستسيغُ العيش َ والجمع ُالغفيرُ
جوارُه  مُسْتَنْجدا ً يتألّم ُ
ولقد رأووكَ  وفي غمار ِ مهامه ٍ
ورأوا البساطة َبالوقار ِ تُعَمَّم ُ
ورأوا إنتماء ً لا يُحّد ُّ ، كلالة ً
لا تستريح ُ ، رأوا الذي هو مِنْهُم ُ
عمرُ المناضل ِ لا يَمُت ُّ لذاته ِ
لكنْ يَمُتُّ لآخرين َ ويَنْعَم ُ
لمنازل ٍ هدّ الأنين َ رتاجَها
وبيادر ٍمنها الجوارح ُ تُطْعَم ُ
ولأنتَ منهم في الهموم  ِ شراكة ٌ،
خَبَبُ الجراح ِ من الحشى يتكلّمُ
من قبل ُ قال حكيمُ قوم ٍ : قيمة ُ
الحُرّ الجليل ِ إذ ِ الرعيّة َ يخدم ُ
****
حيِّيتَ صالحَ سيرة ٍومسيرة ٍ ،
قتلوكَ ، لكنْ كيف يُقتلُ مُلْهِمُ
ولقد عجبتُ من الطغاةِ، يقينِهمْ
أنْ في اضطهاد ِالحُرِّ يُجهض ُ مَوْسِم ُ
الحُرُّ شأنَ البذر ِ يكبرُ راحلا ً ،
بين الثرى خلجاتُه ُ تتبرْعَمُ
اليوم َ كوردستانُ وجهَك َتلثم ُ
وإلى ضفافك َ تستريحُ الأنجمُ


PUKmedia           جاسم ألياس



شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket