عبدالرزاق فيلي يروي ذكرياته في ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني

ا.و.ك‌‌‌‌ 05:17 PM - 2015-06-02
مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني: مام جلال، عادل مراد، فؤاد معصوم، عبدالرزاق فيلي

مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني: مام جلال، عادل مراد، فؤاد معصوم، عبدالرزاق فيلي

الأول من حزيران، يعتبر بحق، يوماً عظيماً في تاريخ الحركة التحررية الكوردية، إنه يوم الإعلان عن تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، قلعة التضحيات والنضال الكوردستاني المستمر على مدار السنوات الاربعين الماضية على تأسيسه، بقيادة القائد "جلال طالباني" ونخبة من المثقفين والمناضلين الكورد، رفاق دربه. هذا الحصن الذي أصبح مدرسة نضالية من أجل الأمة الكوردية وقضيتها العادلة، رغم تعرضه إلى جميع صنوف المؤامرات، من الداخل والخارج، إلا أن حرب الإبادة تهاوت أمام إقدام وعزيمة شهدائه ومناضليه، الذين تخندقوا خلف الثوابت الوطنية الكوردستانية، التي بني عليها الاتحاد الوطني الكوردستاني.
وفي هذا اليوم الوطني، وقبل اربعين عاماً بدأت مسيرة النضال والعطاء من خلال الدماء والتضحيات، وثمرة الانتصار، كان ذلك بالصمود أو الشهادة لكوادره الوطنيين على امتداد أرض الوطن، من هكاري إلى كركوك وإلى سفوح جبال السليمانية، وهه ولير وقنديل وبشده ر ورانيه وكويه وهورامان وكرميان وحلبجة وكل بقعة من ارض كوردستان.. سال نهر من دماء كوادره، ليرسموا بها انتصارهم الرافض لغبار النكسة.. إنه الإصرار على مواصلة طريق النضال الذي استمر إلى يومنا هذا، وستتواصل حتماً بارادة الشعب.
يحتفل الاتحاد الوطني الكوردستاني بيومه الوطني، بذكرى ميلاده الاربعين، بذكرى بزوغ نجمه وتلألوئه في سماء كوردستان. ففي الاول من حزيران عام 1975 تأسس الاتحاد الوطني في ظل وضع وطني واقليمي دقيق كانت تمر به البلاد والمنطقة.. وهو وضع متغير بالنسبة للشعب الكوردي. كان هذا اليوم مشهوداً له في تاريخ الشعب الكوردستاني وثورته المعاصرة، حيث شكلت انطلاقة الاتحاد الوطني الكوردستاني مرتكزا أساسياً للحركة التحررية الكوردية ككل، سواء داخلياً أم خارجياً، واستطاع بتميزه الفكري والسياسي والتنظيمي المسلح، أن تسطر لنفسه ولشعبه وقضيته العادلة تاريخاً مشرقاً وحافلاً بالعطاء المتميز، والمواقف البطولية الجريئة النوعية، على امتداد ربوع كوردستان، وقدم خلال مسيرته آلاف الشهداء والجرحى في جميع الميادين والأزمنة والمواقع.
* وفي هذه المناسبة الوطنية العظيمة لذكرى تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، زارت (الاتحاد) أحد أعضاء الهيئة التأسيسية وهو الاستاذ عبدالرزاق فيلي الذي رغم أنه مقل في الحديث عن نفسه بقدر اعتزازه بدور رفاقه الذين عملوا معاً، وأسسوا الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة الأستاذ جلال طالباني في الأول من حزيران عام 197، إلا ان (الاتحاد) كانت ملحة في طلبها حول توضيح بدايات التنظيم والتأسيس وهكذا بدأنا الحوار.
* نرجو أن تحدثنا عن بدايات الفكرة وكيفية تأسيس الاتحاد.
- ثمة أمور كثيرة للبحث والتقصي في أحداث عام 1975، لامجال لها في هذه العجالة من الكلام واستذكار بدايات تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني. ولكن هناك حقائق يجب ذكرها لأهميتها ، ولبروزها في الذاكرة.. من هذه الحقائق أن فكرة تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني لملء الفراغ الحاصل في الحركة التحررية الكوردية آنذاك وصياغة مبادئه الفكرية والسياسية والتنظيمية هي حصراً من نتاج أفكار الرئيس مام جلال ومبادرته..
* وصلنا دمشق، عادل مراد وأنا، آتين من طهران، في أواسط نيسان 1975 واتصلنا بثلاثة من قيادات الأحزاب العراقية المعارضة الموجودة في سوريا، وهم: السيد محمود الشيخ راضي من قيادة قطر العراق في سوريا، والسيد عبدالإله النصراوي أمين عام الحركة الاشتراكية العربية والدكتور ابراهيم علاوي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي –القيادة المركزية وثلاثتهم نصحونا بالتريث لحين عودة الأخ مام جلال من سفره اذ يحمل حسب قولهم فكرة تأسيس حركة جديدة، وكان سيادته آنذاك في زيارة الى بيروت والقاهرة للأتصال ببعض كوادر الحركة الكوردية لمناقشة فكرته معهم في تأسيس حزب جديد.. وبعد عدة جلسات مشتركة لمام جلال معنا: د.فؤاد معصوم، عادل مراد، وأنا، لطرح ومناقشة أفكاره في تشكيل تنظيم جديد وتأسيس مبادئه الفكرية والسياسية والتنظيمية، أتانا بمسودة البيان التأسيسي الذي ناقشناه ووافقنا عليه يوم 24/5/1975 في جلسة عقدناها بكافيه (طليطلة) في منطقة أبو رمانة بدمشق.. وبعدها سافر سيادته ومعه مسودة البيان الى اوروبا حيث عرض البيان على عدد من المناضلين في اجتماع خاص، وانضم الى الهيئة التأسيسية بعد إجراء تعديلات قليلة على البيان في بعض صياغتها الرفاق السادة: د.كمال فؤاد، ونوشيروان مصطفى، وعمر شيخموس، ومن ثم وبعد عودة الرئيس طالباني نشر البيان رسمياً في 1/6/1975، واعتبر ذلك اليوم هو التاريخ الرسمي لتأسيس الاتحاد الوطني واذيع البيان من راديو دمشق.
* وحال تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني انضمت اليه عصبة شغيلة كوردستان، وأول رسول من الداخل أتى ليقابل الرئيس مام جلال كان الأخ فريدون عبدالقادر، وكان في ذلك الحين مام جلال في برلين الغربية لحضور المؤتمر السنوي لجمعية الطلبة الكورد في اوروبا، وكنا نتهيأ عادل مراد وآخرون من الجبهة الطلابية العراقية (التي كانت منظمة طلابية لطلبة الاحزاب الوطنية المعارضة، مقرها في دمشق)، كنا نتهيأ للسفر الى برلين الغربية للمشاركة في المؤتمر المذكور، حينها أخبرني الأستاذ عبد الإله النصراوي بمجيئ أحد الرفاق الكورد من بغداد طالباً مقابلة مام جلال، ويجب أن تعتني به ريثما تصلون برلين اذ أنه لايرغب في أن يراه غيرك وهو يعرفك.. وكان القادم هو الأخ فريدون عبدالقادر، ترتب للأخ فريدون أن يسافر ببطاقة درجة أولى كي لا يراه الآخرون في وفدنا، ورغم بعض المصاعب فقد استطاع الأخ فريدون العبور الى المانيا الغربية وتمكن من اللقاء بالأخ مام جلال.
* الحركة الاشتراكية الكوردستانية كانت التالية في الانضمام الى الاتحاد الوطني الكوردستاني.. وكانت قد تشكلت الحركة في بغداد بقيادة: الشهداء صالح اليوسفي وعلي العسكري والدكتور خالد سعيد والمرحوم عمر مصطفى، وعلي هزار وعلى ما أظن فقد كان معهما الشهيد كاردو كلالي ايضاً وآخرون من الأحياء والشهداء..
* وذات يوم أخبرنا مام جلال بالذهاب الى مطار دمشق لأستقبال الاستاذ عمر مصطفى، فذهبنا عادل مراد وأنا وم. ن.. وكان م.ن يقود السيارة التي  تقلنا.. في طريق العودة تساءل م.ن عن سبب زيارة كاك عمر مصطفى في هذا الوقت بالذات؟؟!، م.ن لم يكن في قيادة الاتحاد ولم يكن يعلم بتأسيس الحركة الاشتراكية الكوردستانية، ولكن تساؤله هذا أثار شكوك كاك عمر ولم يخف شكوكه لدى مام جلال.. ولكنه وللتغطية قال بأنه مسافر الى لندن وفي طريق سفره فيه توقف في دمشق لزيارة مام جلال واللقاء به.. وكان المرحوم عمر مصطفى في الحقيقة حضر وهو يحمل رسالة من قيادة الحركة حيث يطلبون الانضمام الى الاتحاد الوطني الكوردستاني. ولكنه قال تلك الكلمات للتمويه لأنه كان يشك في م.ن.
* بعد ذلك تكررت الاتصالات وانتظمت مع الرئيس مام جلال في أغلبها، والآخرون في قيادة الاتحاد مدوا خطوط اتصالاتهم مع رفاقهم وأصدقائهم.. فمن العصبة بأستثناء كاك فريدون جاء الى سوريا الشهيد جماله ره ش، ومن ثم جاء الشهيد عزيزمحمود، الشهيد جمال لم يكن يعرف الى أين يأتي فقطع الطريق الى قامشلي ليسأل هناك عن مام جلال، وكنت حينها أقيم في قامشلي، فجاؤوا به الي، وكانت بيننا معرفة سابقة، وأرشدته الى دمشق وكيفية اللقاء بالأخ مام جلال.. أما الشهيد عزيز فقد رأيته عن طريق الصدفة بعد أن كان قد التقى بالأخ مام جلال وكان في محطة الحافلات المسافرة الى حلب، وقد مررت أنا وصديق آخر من ذلك الشارع واذا بأحد يناديني بأعلى صوته وداخل احدى الحافلات، وكان الشهيد عزيز محمود..
* في القامشلي حيث انيطت بي مسؤولية استقبال وتنظيم القادمين من العراق وأكثرهم من القرى الحدودية المستعربة والمهجرة من قبل نظام الطاغية صدام حسين.. عند استلامي لهذه المهمة كان هناك شخصان كرديان عراقيان، كان من المفرض بهم مساعدتي في هذه المهمة، ولكني لم اتمكن الثقة بهما كلياً، وكانت المهمة لي من الناحية النفسية صعبة، الى أنه في أحد الأيام كنت اتمشى وحدي في سوق القامشلي واذا بصوت يناديني باسمي الحقيقي فانبهرت لذلك وعندما نظرت اليه فاذا به انور (فرهاد) شاكلي.. فعدت معه الى الفندق الذي كان فيه حيث القتيت بشخصين آخرين معه: الشهيد ابراهيم عزو (جبار)، والسيد ابراهيم عبد علي من أعضاء العصبة وكانوا قد قطعوا الحدود الصحراوية بين العراق وسوريا .. لا أريد غمط حق أحد في هذه العجالة من الأستذكار، ولا أريد تجاهل الدور العظيم للشهيد ابراهيم عزو فهو قد تفانى بدوره، كما كان لفرهاد شاكلي ولأبراهيم عبد علي مع الشهيد ابراهيم عزو دور عظيم في انتقاء وتربية وتدريب مجموعة من الشباب الثوري بين المهاجرين الكورد العراقيين فلا يمكن لأحد كان في تلك الايام أن ينسى صروحاً بقامات كارا ومتينا وشه نكار وبيرس وسه فين، صروحاً مثل الشهداء: عبدالرحمن سنجاري وعزت سنجاري وقاسم محمد علي وعبدالجبار عبدالغني وسولاقا توما وغيرهم ممن شكلوا المشعل الأول في الثورة الآتية من الغرب لتمزيق حلكة الظلام الدامس الجانح على الشعب والوطن في ذلك الزمان..
كان للشهيد حسين بابا شيخ دور عظيم في بناء اتصالات مع أبناء سنجار وبهدينان وضمهم الى الاتحاد الوطني الكوردستاني.. لايمكن القفز على دور المواطنيين من كوادر الأحزاب الكوردية في سوريا في دعم المجهود الثوري للاتحاد الوطني الكوردستاني ولا أريد الأطالة في هذا الموضوع في هذه العجالة، ولكني لا يمكن ان انسى ذكر طيبة الذكر (ام شورش) في قامشلي التي انطلقت المفرزة الاولى من دارها بعد أن لاقاهم  الرئيس مام جلال في 1/6/1976.
- وعن توقعاته لتطوير الاتحاد الوطني الكوردستاني وتعديل بعض برامجه والتركيز على بعض القضايا المستجدة في المؤتمر المقبل للاتحاد قال العضو المؤسس الاستاذ عبدالرزاق فيلي:
* أنا أرى أن تطوير الاتحاد وتهيئته لاستقبال المراحل القادمة يكمن في:
1- تكريس مبدأ المنابر الفكرية المختلفة، وتطوير الكتل الموجودة الحالية والألتحام فيما بينها أو التمايز حسب مواقف وأفكار سياسية وبرامج إقتصادية وإجتماعية من شأنها خدمة المجتمع الكوردستاني، لا التكتل على أساس غير مبدأي بحيث يتم القضاء على أي تكتل ضار..
2- الاسراع في عقد الاجتماع المركزي المشترك للمكتب السياسي واللجنة القيادية بغية التوصل الى حلول للمشاكل العالقة والتمهيد لعقد المؤتمر العام.
3- الاهتمام الاكثر وبشكل جذري فاعل بالبيشمركة حماة الوطن وتحسين احوالهم المعيشية والعناية باولادهم.
4- الرعاية الكاملة لأسر الشهداء وتأمين الحياة الحرة لهم وايلاء العناية الخاصة باولادهم.
5- التأكيد على مضاعفة الجهود في الإهتمام بالمرأة والطلبة والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة والعمال والفلاحين، وشرائح المثقفين من الأدباء والفنانين والأكاديميين والاعلاميين.
6- تكريس الجهود على حث حكومة الأقليم لمضاعفة خدماتها للمواطنين وحل مشاكلهم.
7- محاربة الفساد وتقديم المسيئين الى القضاء لينالوا عقابهم
8- التاكيد على رعاية الكوادر الحزبية القدماء والبيشمركة القدماء واعادة الاعتبار لادوارهم المشرفة، وكل عام.. والاتحاد الوطني الكوردستاني بخير، والقوى السياسية الكوردستانية بخير، والبيشمركة الاعزاء بخير وعزة وقوة.

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket