الاتحاد الوطني الكوردستاني.. الانطلاقـة من طليطلة إلى بـغداد

ا.و.ك‌‌‌‌ 01:19 PM - 2015-05-29
الاتحاد الوطني الكوردستاني.. الانطلاقـة من طليطلة إلى بـغداد

الاتحاد الوطني الكوردستاني.. الانطلاقـة من طليطلة إلى بـغداد

 الحلقة الثالثة

آفاق وتطور العلاقات السياسية
عند تقسيم المهمات نهاية عام 1975 بين أعضاء الهيئة المؤسسة للاتحاد الوطني الكوردستاني تم تكليفي بمسؤولية العلاقات الخارجية في الاتحاد وتكليف الأستاذ نوشيروان مصطفى (الذي كان طالباً للدكتوراه في النمسا عام 1975 وترك الدراسة لالتحاق بالاتحاد في دمشق) بمسؤولية قيادة التعبئة للعمليات العسكرية وكان مقره على الحدود العراقية – السورية في قرية (ديريك) وكان معه الأستاذ عبد الرزاق عزيز والدكتور خضر معصوم وعدد من خيرة الضباط منهم النقيب إبراهيم عزو وسيد كريم كريم وحسن خوشناو ومجموعة المثقفين الشباب أمثال فرهاد شاكلي وداود الجاف وعبد الرحمن سنجاري وسامان كرمياني وشوان صالحي. وكانت الأمور التنظيمية السرية والفكرية من مهام مام جلال، حيث انتخب من بيننا ليكون الناطق الرسمي للاتحاد الوطني الكوردستاني وأنيطت مهام الأعلام وبعض الأمور التنظيمية السرية والعلاقات العامة بالدكتور فؤاد معصوم بدمشق وكان مسؤولا عن اصدار صحيفة (الشرارة) .
كانت لدى النظام العراقي علاقات واسعة جداً بالأحزاب الشيوعية العربية والعالمية والقومية العربية واللبنانية والفلسطينية وبالأحزاب الأوربية الاشتراكية الديمقراطية والقومية وحتى العنصرية والدينية، مما شكلت هذه العلاقات جداراً سميكاً بين النظام وحركة المعارضة العراقية الناشئة، لكننا تمكننا من اختراق فسحة محدودة جداً من ذلك الجدار في بداية عام 1976 ولكن ببطأ شديد، من خلال أقامتنا علاقات جيدة مع القوى السياسية الديمقراطية واليسارية العالمية ومع القوى الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح والجبهة الديمقراطية بقيادة نايف حواتمة ومع الجبهة الشعبية بقيادة جورج حبش ومع الحزب الشيوعي السوري بقيادة خالد بكداش (الذي كان يحب ويحترم مام جلال كثيراً).
مع الحزب الشيوعي اللبناني بقيادة جورج حاوي وكانت لنا علاقات ودية مع السيد غسان الرفاعي عضو المكتب السياسي الذي كان من أهالي مدينة السليمانية ومن عائلة جاويد الوطنية المعروفة وغادر العراق عام 1948 هرباً من الاعتقالات في حينه. وإكتشفته بالصدفة حينما كنا في زيارة سياسية له في بيروت وكنت أقوم بالترجمة للسيد سالار عزيز من الكوردية إلى اللغة العربية وفاجئنا وقال بأنه فهم الحديث فلا داعي للترجمة لأنه كوردي من مدينة السليمانية، مدينة سالار عزيز. وكانت لنا علاقات مع الحركة الناصرية في مصر ومع الحزب الشيوعي المصري والمقاومين اليمنيين والجبهة الشعبية لتحرير ظفار (سلطنة عُمان) ومنظمة العمل الشيوعي اللبناني بقيادة محسن ابراهيم وكانت لنا لقاءات اسبوعية مع نائبه السيد نصير الاسعد يقوم بها السيد حمه زياد ونظمنا علاقات جيدة مع العصبة التروتسكية اللبنانية التي كانت تؤمن بحق تقرير المصير لشعب كوردستان. والجبهة الشعبية لتحرير إريتريا التي كانت لنا معهم علاقات جيدة .. فقد إلتقيت ولمرات عديدة مع الأمين العام للجبهة للسيد آسياس أفارقي في مكتبهم بمنطقة المزرعة في بيروت مقابل جامع جمال عبد الناصر وكان يزورنا بإستمرار في مكتبنا في بناية يعقوبيان .
أنتخب أفارقي بعد إنتصارهم ثورة شعبهم وإنفصالهم عن أثيوبيا أول رئيساً لجمهورية أرتيريا كما أنتخب مام جلال رئيساً لجمهورية العراق. وكان يسعى من أجل تطوير العلاقات بين الإتحاد والجبهة على مختلف الصعد .
وتم ترشيح نائبين في مكتب السيد محمد زياد للسفر إلى ارتيريا عن طريق السودان للإطلاع على أوضاع الثورة ولكن حصوله على زمالة دراسية إلى موسكو حال دون سفره إلى ارتيريا عام 1978.
لقد عرفنا على تلك المنظمة السيد تحسين الشيخلي، باعتبارها منظمة ثورية يسارية فاعلة. وخلال تلك الفترة في بيروت نظمنا علاقات سياسية مع الحزب الإشتراكي اليمني الذي حكم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة مع اليمن الشمالي. وقد اوت جمهورية اليمن الالاف من العراقيين الشيوعيين والديمقراطيين الهاربين من قمع وملاحقة النظام العراقي في حقبة السبعينات والثمانينات. وكانت لنا علاقات مع معظم الأحزاب الثورية الإيرانية من ضمنها الحزب الشيوعي الإيراني – تودة – الثوري ومع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية اليسارية (قبل دخولهم إلى إيران)، وكذلك أقمنا علاقات مع الحركات الثورية التركية والأرمنية ومع الجبهة الشعبية لتحرير جنوب السودان برئاسة الدكتور جون قرنق.
ومع أحزاب يسارية أوربية وأمريكية صغيرة وتنظيمات طلابية وشبابية أوربية وعربية، وأقام الاتحاد الوطني الكوردستاني علاقات سياسية واضحة مع بعض الدول العربية مثل سوريا وليبيا التي قدمت للاتحاد مساعدات كبيرة واستلمنا من ليبيا مساعدات مختلفة، ففي آذار 1976 استلمت مبلغ مليون فرنك فرنسي من القيادة الليبية عن طريق مكتبهم في باريس، نقلت المبلغ إلى السويد بواسطة حقيبة سفر، واشترينا من هناك عدد من أجهزة اتصالات ومحطة بث لاسلكي بواسطة مسؤول الاتحاد في السويد وقمت بنقل بقية المبلغ إلى دمشق سراً لتغطية العمل وإرسال قسماً كبيراً من المبلغ إلى كوردستان لتغطية مصاريف الانصار وشراء السلاح والعتاد. لقد استلمنا المساعدة السخية بعد اللقاء مع رئيس الاركان الليبي المقدم ابو بكر بالتنسيق مع النقيب سالم بوشريده وكان من المعجبين بمام جلال لمواقفه التاريخية في تعميق العلاقات التاريخية بين الامتين الشقيقتين العربية والكوردية. وقبل مغادرتي طرابلس في حزيران 1977 رتبوا لي زيارة قصيرة إلى الرئيس معمر القذافي وكان معي سالم بوشريده وشخص اخر .
والتقيت مرة ثانية بالرئيس الليبي في شباط 1986 ضمن وفد عراقي من قيادة الجبهة الديمقراطية الوطنية العراقية برئاسة المرحوم ادريس البارزاني، وكان ضمن الوفد السادة الدكتور مبدر الويس سكرتير الحزب الاشتراكي وسالار عزيز والدكتور ماجد عبد الرضا عضو قيادة الحزب الشيوعي العراقي .
ومع الاتحاد السوفيتي السابق استطعنا ان نقيم علاقات معهم، حتى قبل ضرب الحزب الشيوعي العراقي في نهاية عام 1978 حيث اتجهت القيادة السوفيتية بالاقتراب مرة أخرى من الحركة الكوردية المسلحة بعد ان انقطعت مع الحركة الكوردية بعد توقيع الاتفاقية الستراتيجية بين بغداد وموسكو في 7/4/1972، وكنت حلقة الوصل بين الاتحاد الوطني الكوردستاني ومسؤول سوفيتي رفيع المستوى في بيروت التي كانت تعتبر محطة مركزية للسوفيت في منطقة الشرق الأوسط وكان الدبلوماسي السوفيتي بدرجة سكرتير اول في السفارة السوفيتية في بيروت ويدعى الكسندر زايسيف. وفي صلة بالحديث فقد التقيت مرتين بالسيد بريماكوف الخبير الروسي في شؤون الشرق الاوسط والعالم العربي بشكل خاص والذي عينه الرئيس الروسي غورباتشوف عام 1990 رئيساً للوزراء، التقيته في المرة الاولى عام 1977 في منزل السيد الكسندر زايسيف في بيروت وقدمه لي بصفته مدير وكالة نوفوستي في بيروت على ما اتذكر وخلال الاحاديث سألني عن كيفية الحصول على المقابلة الاصلية المصورة التي قام بها صحفي شاب نمساوي قام بزيارة إلى كوردستان سراً وقابل هناك السيد علي العسكري وقادة البيشمركة في ربيع 1977. والمرة الثانية التقيته في مطعم بمنطقة الروشة على مأدبة اقامها الكسندر زايسيف وفي ذلك اللقاء سألني عن الموقف الحقيقي للاتحاد الوطني الكوردستاني ومام جلال بشكل خاص من نظام شاه ايران وهل لنا علاقة بالسيد الخميني الذي كان يقيم في حينه في النجف. كان رجل حاد الذكاء قليل الكلام ومستمعاً جيداً وميالاً إلى مجارات النظام العراقي في حينه .
ولاحقا تم تنظيم العلاقات مع البلغار والمجريين والرومان والتشيك بشكل مباشر في بيروت أو عن طريق تنظيمات الاتحاد في تلك البلدان، بالرغم من ان تلك العلاقات لم تكن بالمستوى الذي كانت عليه علاقات النظام العراقي مع تلك الدول آنذاك، ولكن الدول تلك بدأت تشعر بان النظام العراقي بدأ بالاقتراب من الغرب من خلال تعزز علاقاته التجارية مع الدول الغربية إلى درجات عالية واقترنت تلك العلاقات بضرب الحزب الشيوعي العراقي ومنظماته الجماهيرية. ولكنهم أي السوفيت وحلفائهم بدأو يستقبلوننا ونتصل بهم في الوقت الذي لم تكن لدينا علاقات مع الدول الغربية، التي كانت على علاقة قوية بالنظام العراقي. واكتفت البلدان الغربية بقبول اللاجئين الكورد بأعداد كبيرة حماية لهم من بطش النظام، حيث تم منح اللجوء للآلاف من الكورد كلاجئين في الدول الاسكندنافية (السويد والنرويج والدانمارك) والنمسا وهولندا وبريطانيا وأمريكا .
بذلت جهوداً من اجل تنظيم علاقة مع الصين الشعبية وكان هذا مطلب الكثير من قادة الاتحاد الوطني الكوردستاني في حينه. اتصلت بهم عن طريق مسؤول في المكتب الفلسطيني الغربي الذي كان يشرف عليه السيد خليل الوزير (أبو جهاد) وجاءني الجواب بعد فترة من السيد منير شفيق (كاتب ماركسي مسيحي تحول إلى الإسلام فيما بعد) بان الصينيين يعتذرون لانهم يلتقون بمسؤول آخر من الاتحاد بشكل منتظم . فتلك كانت المحاولة الأولى والأخيرة .
بعد ان فشلت الجبهة الوطنية في العراق التي كانت بين حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الكوردية الكارتونية الهزيلة، طرأت تطورات جديدة على الساحة السياسية العراقية بانفراط التحالف الهش بين حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي، فازداد نفوذ المعارضة العراقية، وتطورت علاقات الاتحاد إقليمياً وعالمياً فالتحق بالجبال في نهاية عام 1978 كوادر وانصار الحزب الشيوعي العراقي الذي شكل قوات مسلحة إلى جانب القوى الكوردية وبذلك توسعت جبهة المعارضة والرفض للنظام العراقي .
ولعب قادة الحزب الشيوعي عزيز محمد وعمر علي الشيخ (ابو فاروق) وكريم احمد وعادل حبه وعبد الرزاق الصافي ابو مخلص وفخري كريم واحمد باني خيلاني ورحيم عجينة وملازم احمد الجبوري، ادواراً مهمة في تصعيد الكفاح ضد النظام العراقي.
اما على الجانب الكوردستاني، فان الاتحاد الوطني الكوردستاني ومنذ تأسيسه أولى النضال الكوردستاني المشترك أهمية قصوى. إذ شهدت الأيام الأولى لتأسيس الاتحاد تنظيما للعلاقات مع أبناء شعبنا الكوردي في سوريا، حيث بنينا علاقات كوردستانية متميزة مع العديد من القوى منها (الحزب الكوردي اليساري في سوريا - عصمت دينو– يوسف- والحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي السوري (حميد درويش) والحزب الاشتراكي الكوردي اليساري في سوريا (عزيز شركس) والحزب الديمقراطي الكوردي السوري بقيادة الشيخ محمد عبد الباقي وغيرهم .
وفي علاقاتنا مع كورد سوريا كنا نحتكم الى الوقائع التاريخية الراهنة والاعتراف بحقائقها القائمة على الارض والتي تؤكد ان لحمة المجتمع السوري هي خليط من القوميات المختلفة التي تشاركت العيش معاً منذ القدم! العرب والكورد والارمن والشركس والاشوريين وغيرهم ..
وقد ساهم الكورد قبل الف سنة في تحرير فلسطين وكل سوريا الكبرى من الصليبين بقيادة القائد الكوردي صلاح الدين الايوبي المدفون في الجامع الاموي بدمشق وقاد السيد ابراهيم هنانو الكوردي السوري الثورة الوطنية السورية ضد الاستعمار الفرنسي في بداية القرن الماضي. ورغم علاقاتنا الحارة مع الحكومة السورية في حينه فاننا لم ننسى ضرورة الاقرار الواضح والصريح بوجود الشعب الكوردي كجزء مهم من المجتمع السوري وكقومية ثانية في البلاد بعد العرب. وكان محور حديثنا مع القوى السياسية الكوردية السورية ومع النخب الثقافية والشخصيات الوطنية الكوردية والعربية والاشورية السورية اضافة الى القوى العراقية، وجود مسألة سياسية نضالية ترتبط بالحقوق القومية المشروعة لكورد سوريا كحق المواطنة والحقوق الثقافية والسياسية بما في ذلك حل قضيته القومية حلا ديمقراطياً ضمن الوحدة الوطنية السورية. وكانت تردنا شكاوي وانتقادات وانزعاجات قوية من الاجهزة السورية حول اتصالات كوادرنا بالنخب السياسية والثقافية الكوردية في سوريا. وفي كل مرة كانت الامور تمر بسلام لكون قيادة الاتحاد على علاقة بالرئيس حافظ الاسد، وهذه المواقف السياسية تصب لصالح سوريا وهي من طرف صديق وليس من النظام العراقي الذي كان يخطط لتدمير سوريا منذ 1968 لحين اندحاره في 9/4/2003 .
وتمكن الاتحاد الوطني الكوردستاني ان يلعب دوراً مهماً في تعبئة كورد سوريا ضد سياسات النظام العراقي العنصري وتقليص دور بعض التجمعات الكوردية السورية الميالة لبغداد .
أما على صعيد العلاقات مع كوردستان إيران، تكونت لنا علاقات متينة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني بقيادة الشهيد عبد الرحمن قاسملو. ففي آذار 1977 عقد اجتماعا كوردستانيا مهما في شقتي ببيروت بمنطقة الروشة وحضر الاجتماع مندوبين عن الحزب الكوردي اليساري في سوريا والحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي في سوريا والسيد أمير القاضي مندوبا عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني والسيد عدنان المفتي مندوبا عن اللجنة التحضيرية للحزب الديمقراطي الكوردستاني ومندوباً عن تنظيم (DDKD) الكوردستاني التركي الذي كان يقوده عمر جتين وعن الاتحاد الوطني الكوردستاني حضر اللقاء الدكتور فؤاد معصوم والمرحوم عمر دبابة وعادل مـراد، ولاتسعفني الذاكرة بأسماء من حضر من كوردستان تركيا أيضاً.. كان اجتماعا كوردستانيا ناجحا وجريئاً في تلك الشقة ببناية يعقوبيان في بيروت. فكان ذلك اللقاء الذي قمت بتنظيمه واعداده هو الاجتماع الأول لأحزاب كوردستانية لبحث أوضاع كوردستان عموماً .
عند وصول عبدالله اوجلان مؤسس حزب العمال الكوردستاني في تركيا (الذي اعتقل في كينيا يوم 15/2/1998) إلى بيروت عام 1978 التقيتُ به وعرفته على العديد من أطراف المقاومة الفلسطينية التي كان لنا معها علاقات جيدة بناءً على طلبه، ومن خلالنا تعرف على الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية والقيادة العامة وفتح والقوى العراقية الثورية وأقاموا علاقات متينة مع مجموعة (تنظيم الشيوعيون الثوريون) بقيادة الشهيد تحسين الشيخلي الذي اغتيل على يد المخابرات العراقية صباح يوم 24/4/1980 في بيروت، وتم اغتيال معظم تلك المجموعة العراقية الثورية في بيروت، وحتى الذي فـر منهم إلى كوردستان قد اغتيل عن طريق أحد وكلاء المخابرات العراقية في كوردستان العراق عام 1984 وهرب القاتل إلى قلعه دزه في محافظة السليمانية، ولكن قوات البيشمركة في الداخل قاموا بتصفيته قصاصاً على فعلته الشنيعة ضد المناضلين الضيوف على الكورد .
في دمشق وكوردستان تركيا تطورت علاقاتنا مع تنظيم (DDKD) بقيادة السيد عمر جتين الذي قدموا لنا مساعدات كبيرة أثناء عبور بيشمركة الاتحاد الوطني الكوردستاني إلى كوردستان العراق أو نقل السلاح والعتاد إلى هناك .
لم يكن الاتحاد الوطني الكوردستاني طرفا في الصراعات الدموية غير المبررة التي شنها حزب العمال الكوردستاني(PKK) ضد القوى الوطنية الكوردستانية التركية الأخرى كتنظيم (KUK) أو الحزب الاشتراكي الكوردستاني التركي (PSKT) بقيادة كمال بورقاي، تلك الصراعات التي أدت إلى أضعاف الحركة الكوردستانية في كوردستان تركيا عموماً، اذ ادانت القوى الكوردستانية العراقية وجميع القوى الكوردستانية في تركيا وسوريا وايران والقوى العراقية حروب PKK غير المبررة ضد الآخرين من القوى الكوردستانية الوطنية .
لم تقتصر علاقات الاتحاد بالأحزاب والمنظمات الكوردستانية والكوردية في إيران وسوريا وتركيا، بل نشأت علاقات فكرية وتعاضدية بين قادة الاتحاد وشخصيات كوردية تقدمية في أنحاء كوردستان. ومن هذه الشخصيات الكوردستانية في تركيا الشهيد نجم الدين يوكسك المعروف بصلاح نجو، الذي قدم مساعدات هائلة للاتحاد الوطني الكوردستاني منذ تاريخ تأسيسه حتى استشهاده في سجن ديار بكر في منتصف الثمانينات على اثر اضرابه عن الطعام حتى الموت، حيث كان يساعدنا بتفاني من اجل نقل الأنصار والسلاح من سوريا إلى داخل أراضى كوردستان العراق بشكل سري وقد تعرض إلى مخاطر حقيقية خلال تنقلاته .
كانت لنا علاقات مع الشخصية الوطنية صبري نواف مدير بلدية (جزيره) في كوردستان تركيا ومع علي ملا ياسين في قرية اولودره على الحدود التركية – العراقية وعمر جتين سكرتير حزب (DDKD) واحمد ترك وفريدون ورمضان وحاجي محمد من مدينة نصيبين على الحدود العراقية – التركية ومحرم وعدد من المحامين الكورد في أنقرة واسطنبول وديار بكر .. وفي سوريا قدم لنا العديد من الشخصيات الوطنية الكوردية مختلف المساعدات كالسادة خليل عبدي      (خليل سوور) وحميد درويش وملانيو وعثمان صبري ومحمد مستو وعصمت دينو وعوائل وطنية عديدة كعائلتي محمد نواف وحسن ميللي .
وللحيلولة دون توطيد العلاقات بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والقوى الكوردستانية في تركيا، أبرمت الحكومة العراقية اتفاقية سرية مع أنقرة نشرت بعض نصوصها صحيفة ((ملليت)) التركية في 25/8/1978 التي جاء في المادة الرابعة منها ((يتخذ الطرفان التدابير الكفيلة لإيقاف أعمال التخريب التي تجري في مناطق حدود البلدين))، وتنص المواد الأولى والثانية والثالثة من نفس الاتفاقية على تشديد الرقابة على الحدود وإيقاف التسلل والأخبار عنه بسرعة، والقاء القبض على المتسللين وتسليمهم إلى الدولة الأخرى ووقع الاتفاقية عن الجانب العراقي طارق عزيز. ثم وقع اتفاق بين الحكومتين في نيسان 1981 يسمح لقوات البلدين بالتغلغل مسافة سبعة عشر كيلومتراً في أراضى وأجواء البلد الأخر بهدف خنق تحركات وتنقلات الأنصار والعوائل والجرحى على طرفي الحدود .
اما علاقاتنا مع كوردستان إيران، فقد تكونت صداقات نضالية وعلاقات دافئة بين قيادات الاتحاد وعدد كبير من الشخصيات الوطنية والديمقراطية الكوردية في كوردستان ايران قبل سقوط الشاه، واستمرت تلك العلاقات وتوطدت في العهد الجمهوري في مدن مهاباد وسقز وبانه واشنويه (شنو) وتبريز وطهران وسردشت وهورمان وارومية وميان دو آب ونقده والوتان وكرمنشاه وبيرانشهر (خانة).. وأتذكر منهم الدكتور جعفر شفيعي الذي كان يطبب البيشمركة واهالي القرى الحدودية العراقية –الإيرانية من مستوصفه البسيط في ناوزنك (مقر قيادة الاتحاد ومام جلال) وكان معه مناضلاً أخر يدعى ساعد وطن دوست.
وعلى مستوى العلاقات مع العوائل الكوردستانية الإيرانية، كانت لدينا علاقات جيدة مع العديد من العوائل، مثل عائلة قادري الوطنية في اشنويه، أتذكر منهم المدرس مراد قادري وشقيقه نبي قادري. وخلال رجوعنا من دمشق إلى كوردستان في تشرين الثاني/ نوفمبر 1978 كنا في منزله (عمر دبابة وعمر شيخموس والصديق العربي عادل عبد المهدي وعدنان المفتي وعادل مراد) حيث أوصلنا سراً من إيران إلى مقر القيادة في ناوزنك على الجانب العراقي حيث اقامة مام جلال .
وعلاقاتنا كانت منتظمة مع قيادات الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني، أتذكر منهم الدكتور قاسملو وفتاح كاوياني وجليل كاداني وسيد رسول بابا كورا وحسن رستكار وعزيز يوسفي والأستاذ عبدالله حسن زاده والدكتور شرف كندي شقيق الشاعر الكبير المرحوم هزار.
ومع كومله إيران كانت لنا علاقات جيدة أيضا حيث كانوا من المناضلين الأشداء ضد نظام الشاه، وأتذكر منهم المهندس سيد إبراهيم علي زاده وملا عمر عصري والدكتور جعفر شفيعي وزميله ساعد وطن دوست ومع شخصية وطنية قديمة كان يدعى محمد ملا علي من منطقة آلان في سررشت. إضافة إلى هولاء نظمنا علاقات مع شخصيات ومنظمات وروابط ثقافية وطلابية في مدن كوردستان إيران وعلى رأس هذه الشخصيات كانت لنا علاقات متينة مع الشخصية الوطنية الديمقراطية الكوردية الإيرانية الأستاذ صلاح مهتدي ومع شقيقه الأستاذ عبدالله مهتدي الذي اصبح فيما بعد زعيماً للكومله الإيرانية .

زيارة إلى السيد الخميني في نوفيل لوشاتو
بعد تصاعد الحركة الجماهيرية الواسعة في إيران نهاية عهد الشاه نتيجة نشر الرسائل الثورية التي كان يرسلها السيد الخميني من النجف الأشرف إلى الإيرانيين عموماً بواسطة أشرطة الكاسيت وخاصة إلى رجال الدين والطبقات الفقيرة والبازار. فشعرت الحكومة الإيرانية بالخطر القادم من النجف، فطلبت من بغداد طرد الخميني من العراق لوقف نشاطاته التي هزت عرش الشاه، إذ خرجت المظاهرات المليونية في مدن إيران ضد الحكم الاستبدادي الشاهنشاهي حليف صدام حسين في حينه .
ففي نهاية أيلول 1978 طرد صدام حسين السيد الخميني إلى الكويت، ومنها سافر السيد الخميني إلى أوربا، فاستقر في قرية نوفيل لوشاتو قرب باريس. ومن هناك تصاعدت نشاطاته السياسية ضد نظام الشاه ودعا إلى إسقاطه وبناء الدولة الاسلامية. واصبح مركزاً سياسياً – دينياً ضد حكومة طهران .
كان من ستراتيجية الحركة الكوردية سقوط حكومة الشاه الحليفة لحكومة صدام حسين، نظراً للتحالف بين النظامين على أرضية اتفاقية الجزائر التي أبرمت بين صدام حسين ومحمد رضا شاه في 6/3/1975، تلك الاتفاقية التي أدت بالعراق إلى تقديم تنازلات كبيرة للجانب الأخر مقابل خنق وتدمير الثورة الوطنية الكوردية المسلحة في كوردستان العراق .
ورغبة من قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني بالاتصال بالسيد القائد الخميني، فقد اتصلت بممثله في بيروت السيد حسن روحاني عن طريق مكتب السيد خليل الوزير نائب ياسر عرفات آنذاك، فتم تنظيم سفرنا لزيارة الخميني في منفاه قرب باريس .
بادرنا إلى تشكيل وفداً من السادة الدكتور فؤاد معصوم واحمد بامرني (سفير العراق الحالي في مملكة السويد) وعادل مراد للقيام بالمهمة، فالتقينا به يوم 4/10/1978 في (نوفيل لوشاتو) وخلال اللقاء رحب بنا ترحيباً حاراً وقال على ما اتذكر بأن الشعب الكوردي شعب مسلم مظلوم ومقموع ولابد ان يحصل على حقوقه الإنسانية بعد ان يتخلص من الحكام الظالمين المستبدين وقال بان الله ينصر المستضعفين على المستبدين. وحضر اللقاء عدد من مستشاريه أتذكر منهم السادة صادق قطب زاده الذي عين مديراً للإذاعة والتلفزيون لاحقاً وأبو الحسن بني صدر الذي كان أول رئيساً منتخباً للجمهورية الإسلامية الإيرانية والدكتور إبراهيم يزدي وزير الخارجية وحفيده أحمد مصطفى الخميني واخرين لا أتذكرهم.
لمسنا من الخميني التصميم على الانتصار ودحر سلطة الشاه وعرفنا حجم زواره الإيرانيين القادمين من إيران وأوربا وأمريكا لدعمه واستلام الإرشادات والأشرطة الصوتية الثورية والتعليمات منه.. وبعد رجوعه منتصراً إلى إيران في 11/2/1979، قام مام جلال بزيارته والكتابة اليه وتكونت لنا علاقات مع العلامة حسين منتظري خليفة الخميني وباقي مسؤولي الثورة والدولة .
بعد سقوط نظام الشاه، تنفس الكورد في العراق الصعداء، ففتحت المناطق الحدودية للبيشمركة للتنقل والعلاج والاتصال بالسكان الكورد في كوردستان إيران وتمت الاتصالات هاتفياً بتنظيمات الخارج وبدأ الاتحاد بإرسال منشوراته الى العالم، فتكونت علاقات سياسية راسخة بين قيادات ومنظمات الاتحاد الوطني الكوردستاني والكورد في المدن الحدودية (خانه، نقده، مهاباد، سردشت، سنندج، سقز، بانه، كرمنشاه، شاه آباد، قصر شيرين) إضافة إلى العلاقات مع القوى السياسية الإيرانية المختلفة الكوردية والماركسية والقومية الأذربيجانية والعربية والإسلامية ومع التشكيلات والمنظمات الثقافية والأدبية والفنية، عدا العلاقات الكوردستانية الخاصة مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني والكومله ومكتب الشيخ عز الدين الحسيني إمام وخطيب الجامع الكبير في مهاباد .

طبيعة العمـل التنظيمي في الخارج
بدأنا بتنظيم الشبيبة والطلبة في الخارج بعد تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني بأيام، حيث سافرت إلى هولندا في منتصف حزيران 1975 وشكلنا أول خلية للاتحاد الوطني الكوردستاني في الخارج من السادة فؤاد حسين وعلي إحسان الجرموندي والشهيد ظاهر حمد (الذي استشهد مع عائلته في عمليات الأنفال سيئة الصيت عام 1988) والدكتور جيا عباس صاحبقران والدكتور جميل شرف ومحمود درويش وعدد آخر من الشباب الذين التحقوا بالاتحاد الوطني الكوردستاني بدون تردد. سافرت بعدها إلى بلغاريا وتم تأسيس منظمة للاتحاد الوطني الكوردستاني من الطلبة الكورد المقيمين هناك: الدكتور سردار رضا وزوجته روناك وشيركو حمزة والدكتور طالب رشيد كاكه ي والدكتور جمال رشيد، وسافرت إلى براتسلافا وبرلين وبراغ ومناطق أخرى لتشكيل منظمات للاتحاد الوطني الكوردستاني وتم تشكيل منظمات للاتحاد الوطني الكوردستاني في بريطانيا والسويد والنمسا والنروج وايطاليا وسويسرا وأمريكا وألمانيا من قبل الرفاق الدكتور كمال فؤاد ونوشيروان مصطفى امين وآزاد خوشناو وفؤاد ملا محمود والدكتور عمر شيخموس وسعدي بيره وصلاح رشيد. وقام الدكتور فؤاد معصوم بتنظيم الكورد في الكويت والقاهرة .
اما في رومانيا فعندما زرتهم بصورة سرية خوفاً من ملاحقة ازلام صدام في السفارة العراقية في تموز 1975 وجدتهم بانهم شكلوا منظمة للاتحاد الوطني الكوردستاني من السادة الدكتور إبراهيم محمود (بله رش) والدكتور جبار صابر والمهندس احمد بابكر و جزاحاجي عبدالله واحمد حمه سوور وسامان رشيد جودت وصلاح حاجي إبراهيم وآراس عبد الرحمن عارف وعبدول وبازران ونجاح ونوزاد وقد شكلوا المنظمة بناءً على رسالة موجهة من مام جلال الى الدكتور إبراهيم محمود نقلها لهم في حينه السيد آزاد خوشناو الذي كان من النشطاء البارزين للاتحاد في أوربا.
كان التوجه العام لنا هو حث طلبة كوردستان في العراق وأوربا للعمل في صفوف الاتحاد الوطني الكوردستاني، إضافة إلى بناء المنظمات وكانت الاتصالات متواصلة وتمكنا من اختراق الحدود ومطار بغداد والحواجز المخابراتية من اجل الاتصال بالوطنيين الكورد وتنظيمهم.
إضافة إلى كوردستان سلكنا طرق مختلفة من اجل الاتصال برفاقنا وأصدقائنا في العراق، على سبيل المثال كان للدكتور فؤاد معصوم عضو الهيئة المؤسسة صديقاً في الكويت وكان مديراً لشركة بناء، ومن كوادر ثورة أيلول يدعى طلعت كلي، إذ كان يتصل ببعض مسؤولي الاتحاد المنفيين الى جنوب العراق عن طريق زوجته السيدة حليمة احمد حمدي بالتنسيق بين الدكتور فؤاد معصوم، حيث كنا نبعث رسائل تنظيمية سرية للشهيد علي عسكري المنفي الذي عين مديراً لناحية الشطرة في محافظة الناصرية آنذاك، وكانت السيدة حليمة تنقل اجوبة الرسائل عن طريق الكويت وينقلها طلعت بدوره إلى مام جلال أو الدكتور فؤاد معصوم أو الدكتور خضر في الشام. وكان هناك سواق من الكورد الفيليين نبعث بواسطتهم وعبر سياراتهم وبطرق سرية جداً بيانات وكراسات الاتحاد إلى الكويت ومن هناك إلى بغداد حيث كان ينقلها السائق الشهيد سيد خليل جعفر من دمشق مروراً بالأردن والكويت وصولا إلى العراق عن طريق البصرة ويسلمها للسيد شهزاد صائب لنقلها من بغداد إلى السليمانية، وكنا نستفاد من كل وسيلة متاحة، وكان هناك شخص من السليمانية يدعى حاجي عثمان من معارف الشهيد جبار حاجي رشيد يأتي إلى بيروت ونحمله مطبوعات الاتحاد الوطني لينقلها بدوره إلى الشهيد جبار ومنه إلى الشهيد آرام (شاسوار جلال) المشرف على تنظيمات الكومله.
ففي البداية لم نسلك السلوك التنظيمي التقليدي فقد سلكنا مختلف الوسائل المتاحة من اجل إيصال مطبوعات وتعليمات الاتحاد الوطني الكوردستاني إلى الداخل، مما أدى إلى نشوء إشكاليات في بعض المدن، فبعض المسؤولين تصلهم المطبوعات عن طرق غير تنظيمية وبطريقة عشوائية فقد كنا على عجلة من امرنا بحيث نرسل أدبيات الاتحاد إلى منظمات أوربا من دمشق بشكل مباشر لان البيروقراطية التنظيمية في أوربا كانت تعرقل الحملة الإعلامية لنا، ومثال أخر أوصلنا إلى السيد سلام عبد الرحمن في السليمانية مجموعة الكراسات قبل وصولها إلى المركز التنظيمي في السليمانية. فهدفنا كان إيصال أدبيات وأفكار الاتحاد الى الوطن لكي يطلع الشعب الكوردي والعراقي على أفكارنا الجديدة لعدم توفر وسائل اتصالات متطورة آنذاك مثل الستلايت أو الانترنيت أو الاتصالات عن طريق الهواتف الخلوية. فكانت تلك الأساليب البدائية الطريقة الوحيدة لإيصال البيانات التحريضية ضد النظام. وكانت ادبياتنا تكتب أحيانا باليد مرة أخرى لعدم توفر آلات الطابعة والرونيو لان تلك الأجهزة كانت من المحرمات في العراق ويعاقب بالإعدام من يحتفظ بواحدة من هذه الأدوات في منزله او مكتبه دون علم الأمن والمخابرات. وتمكنا في الهيئة المؤسسة في دمشق من إصدار ثلاثة أعداد من نشرة (الشرارة) الجريدة المركزية للاتحاد الوطني وإصدار كراس باسم (الاتحاد الوطني الكوردستاني .. لماذا) وعشرات البيانات.
وتم نشر أفكار الاتحاد الوطني الكوردستاني الديمقراطية وأساليب العمل الجديد وكيفية الاعتماد على الجماهير والأفكار التي تبناها الاتحاد الوطني الكوردستاني وكيفية بناء نواة مركزية تنظيمية ثورية يمكن ان تقود حركة كفاح مسلح، كل هذه الأفكار طرحت للمواطنين الكورد ولعموم العراقيين العاملين في منظمات سياسية مختلفة.
وقد استطاع الاتحاد الوطني الكوردستاني ان يرسخ تنظيماته وقواته، بعد تنظيم المئات من الأنصار في المدن والقرى، ورويدا رويدا بدأ تنظيم الناس وتعبئتهم خاصة في تموز 1977، عندما رجع مام جلال من بيروت إلى كوردستان العراق سراً في منتصف تموز 1977 بوثائق مزورة تفادياً من مراقبة المخابرات العراقية ليقود الحركة بنفسه، وقد اختار منطقة (ناوزه نك) في بشدر شمال شرق السليمانية في نهاية المطاف مركزاً لـه ومقراً للمكتب السياسي.
أدت عودة مام جلال عن طريق بيروت – أنقرة سرا بالتعاون مع قوى سياسية صديقة إلى كوردستان العراق إلى تنشيط الحركة وتوسيعها، حيث كان الأنصار منتشرين في مناطق كرميان وبادينان وسوران. وكانت هناك خلافات سياسية فكرية وذاتية بين تنظيمي الكومله والحركة الاشتراكية الكوردستانية، تمكن مام جلال بحكمته وصبره من الحد منها وبالتالي حلها والعمل معاً في بوتقة الاتحاد. بعد تزايد قوات المقاومة نتيجة الدعم الشعبي لها، بدأت بالتصدي للقوات الحكومية المهاجمة للحصول على السلاح وكسر هيبة النظام. اندلعت معركة حامية صباح يوم 8/3/1978 في منطقة دشتيو قرب مدينة قلعه دزه وكانت بمثابة مواجهة عسكرية أولى وجها لوجه مع الجيش العراقي واسفرت المعركة عن قتل العشرات من ضباط وجنود النظام وعدد من المرتزقة الكورد (الافواج الخفيفة) الموالين للنظام والى استشهاد (13) من الأنصار وفي مقدمتهم الشهيد سعدي كجكه زعيم المجموعة وقد تطورت العمليات النوعية والكمية للأنصار في جبال وهضاب ومدن وقرى كوردستان بعد تلك المعركة ضد المؤسسات العسكرية والأمنية الحكومية، وكبد البيشمركة في تلك المعركة ومثيلاتها النظام خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات وكسروا شكيمته وعنجهيته العسكرية .
تلك الوتيرة من العمليات بدأت تنمو وتتوسع لتشمل معظم مناطق كوردستان العراق، وبدأت الحركة الكوردية تحتل مكانتها الطبيعية والطليعية في جسد المقاومة الوطنية العراقية، وبالتالي مواقعها السياسية في الحركة الكوردية الوطنية والعراقية، خاصة بعد توحيد البرامج السياسية مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي والحركة الاشتراكية العربية وقيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي والجيش الشعبي لتحرير العراق والحزب الشيوعي العراقي (وحدة القاعدة) وأقيمت علاقات ثنائية مع العديد من الحركات والتنظيمات العراقية الإسلامية والماركسية والثورية والقومية العربية .
هذه كانت بداية ولادة الاتحاد الوطني الكوردستاني في عام 1975 ولمحات سريعة عن تطور هذا التنظيم الذي أضحى اليوم من أوسع التنظيمات العراقية وخلال مسيرته النضالية قدم الآلاف من الشهداء في ساحات الكفاح المسلح في المدن والأرياف والجبال وفي السجون والمسالخ البشرية البعثية الدموية.
تطور الاتحاد الوطني الكوردستاني في خضم كفاحه انسجاماً مع المراحل التاريخية التي مرت بها الحركة التحررية الكوردستانية وعموم حركة المعارضة العراقية، حتى تكلل نضال الشعب العراقي بالقضاء على الدكتاتورية التي خلفت ورائها الدمار السياسي والاقتصادي والمقابر الجماعية والانفالات وعراقاً خرباً فقيراً يأن تحت وطأة ديون تقدر بثلاثمائة بليون دولار .

منظمة النسر الأحمر في بغداد
ان التاريخ الحافل بالانتصارات الباهرة للاتحاد الوطني الكوردستاني لايمكن اختصاره ضمن هذه الوريقات، ولايمكن المرور عليها على عجالة. فالذاكرة قد لاتسجل الأحداث الجسام، ولاتتذكر بطولات وتضحيات الكوادر والبيشمركة على الجبهات أو داخل المدن بتفاصيلها، فكيف يمكن نسيان شهامة شهاب الشيخ نوري أثناء صعوده على منصة المشنقة حينما قال  (عش قليلاً ولكن بشموخ) وسيتذكر الكورد في بغداد وكوردستان أبنائهم البررة الذين شكلوا تنظيماً ثورياً محدود العدد قوي الفعل باسم (النسر الأحمر) قاده الشاب الشهيد جوامير سيامير وكان معه كوكبة من الشهداء الخالدين سلمان داود المندلاوي وعادل عبد الكريم الداودي وجمال سعيد الفيلي وشيرو عبد القادر وكان شباب الكورد الفيليين يشكلون الغالبية في ذلك التنظيم الثوري، اذكر منهم كوردو قاسم ورعد بشير اسكندر وعدنان رضا مسؤول احدى الخطوط الاساسية للاتحاد واحمد علي اكبر وكمال قاسم كل محمد وزيدان بهلوان ومنير محمد وخليل حسن. خططوا لتصفية المجرم طـه ياسين رمضان في منتصف حزيران 1977 حينما كان وزيراً للصناعة وامراً لمليشيات البعث ولم يصلوا اليه في لحظة التنفيذ، فنفذوا حكم الشعب بالمجرم عثمان فائق المدير العام لمديرية الثقافة الكوردية (البعثية) المعادية للثقافة الكوردية وذلك في منطقة الخلاني وسط بغداد .
وبعد شهرين من نجاح العملية الاولى خططوا لتصفية صدام حسين وبعض القياديين البعثيين الذين كانوا من المقرر ان يحضروا يوم 16/8/1977 احتفالات تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني المزيف الذي شكله هاشم حسن عقراوي ومجموعة من المرتزقة الكورد في بغداد. وكان من المقرر ان يقام الاحتفال في قاعة الجامعة المستنصرية في بغداد، لكن الخطة فشلت قبل التنفيذ بأيام حيث تسلل احد ازلام المخابرات العراقية المدعو كاوه فاتح الى المنظمة الثورية فافشى بخطط المنظمة الثورية إلى المخابرات العراقية، فادى الى اعتقال المجموعة، وبعد تعذيب وحشي ولمدة اشهر نفذ حكم الإعدام شنقاً بالشهداء جوامير سيامير وسلمان داود وسلام عبد الرزاق وشيرو عبد القادر يوم 10/4/1978 في سجن ابو غريب، اما الشهداء عادل عبد الكريم الداودي وجمال سعيد الفيلي فاعدموا رمياً بالرصاص لكونهما جنود في القوات المسلحة العراقية في حينه .
لقد تمكن الشهيد جوامير سيامير من الهرب قبل اعدامه من غرفة الاعدام في سجن مديرية الامن العام ببغداد وبصعوبة بالغة القي القبض عليه.. اعدموا  المجموعة وهم يشتمون الجلادين ويهتفون بحياة الشعب والثورة .
كيف ننسى هولاء وكيف لايمجدهم الشعب والتاريخ. ولايمكن نسيان صمود المقاتل الشجاع سعدي عزيز كجكه ومجموعته الذين تحدوا دبابات وطائرات النظام في معركة غير متكافئة في كوردستان العراق، فبعد رجوع مام جلال الى كوردستان في نهاية تموز 1977 وتصديه بشكل مباشر لمسؤوليات ادارة البيشمركة وتنظيمات الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي انتظم عمله وهيكليته. فاصبح الاتحاد هيكل يتكون من حركتين سياسيتين وهما عصبة كادحي كوردستان (الكومله) والحركة الاشتراكية الديمقراطية الكوردستانية (حسك)، اضافة الى عدد من القياديين المستقلين اطلق عليهم (التنظيم الوطني العريض).
نتيجة الممارسات اليومية على الارض والكسب الجماهيري الواسع وتلاقح الافكار والايديولوجيات، ولدت خلافات مستديمة بين التنظيمين وهي نتيجة طبيعية بين حركتين سياسيتين مختلفتين ايديولوجياً وبرنامجياً. وكل فصيل كانت له علاقات سياسية خاصة مع القوى الكوردستانية في كل من ايران وتركيا.
ولكن الفصائل العسكرية (البيشمركة) كانت موحدة ومنضبطة وتستلم الاوامر من الامين العام للاتحاد مام جلال بشكل مباشر. اذ كان مام جلال شديد الحرص على وحدة التنظيمين ضمن اطار الاتحاد الوطني الكوردستاني، ولكن ظروف خارجة عن ارادة الامين العام وتفجر عقد وحساسيات قديمة واختلاف الامزجة الثورية واللاعقلانية التي سادت أجواء الثورة والسموم التي بثتها عناصر أجهزة المخابرات العراقية في صفوف الاتحاد والثورة عن طريق عناصر مشبوهة تسلقت الى مراكز في الحركة، وكانت تلك العناصر تتباكى على الحركة الاشتراكية الكوردستانية وتدعي بانها حركة مسحوقة ومظلومة فلا بد لها ان تعلن الانفصال عن الاتحاد. وفي الطرف الآخر برزت عناصر متطرفة ذات افكار طفولية يسارية لتزيد من حدة الخلافات وتشعل لهيب الاقتتال الداخلي الذي استمر منذ عام 1981 حتى مبادرة مام جلال للمصالحة الكوردستانية في منتصف عام 1985 .
كانت صفحة مفجعة في تاريخ الحركة الكوردية، ولكن الحكماء في القيادات الكوردية ومام جلال بشكل خاص وضعوا حـد لتلك الحقبة التاريخية التي مهد لها صدام حسين ومخابراته ومرتزقته .

معارك الأنصار النوعية
كانت معركة (ده شتيو) وهي اسم قرية تقع شرق مدينة قلعه دزه في محافظة السليمانية صباح يوم 8/3/1978 معركة نوعية ومن نوع جديد بكل المقاييس، حيث غاب التكافؤ في العدد والعدة، اذ دخلت الثورة الكوردستانية مرحلة التصدي المباشر مع قوات الجيش العراقي المدجج بالسلاح الحديث والثقيل والطيران المرعب. كان عدد البيشمركة (42) مناضلا مسلحين باسلحة خفيفة ومتوسطة قابلة للنقل السريع ومؤن بسيطة وعتاد محدود .
أسفرت المعركة غير المتكافئة التي شاركت فيها الهليكوبترات الحربية الحديثة والمدفعية الثقيلة عن مقتل العشرات من قوات النظام واعطاب آلياته الثقيلة، وعن استشهاد ثلاثة عشر من اشجع بيشمركة الاتحاد الوطني الكوردستاني، وكان في مقدمتهم سعدي عزيز المعروف بسعدي كجكه، عضو اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكوردستاني وقائد قوات الاتحاد الوطني الكوردستاني في سهل اربيل وعضو قيادة الحركة الاشتراكية واستشهد الى جانبه فاروق صديق القائد السياسي لمنطقة سهل اربيل والكادر المتقدم لعصبة كادحي كوردستان (كومه له) واستشهد معهما عدد من البيشمركة (فرخ قادر، فريق همزة، شاهين عزالدين، طاهر حمد علي، جبار اسماعيل، عثمان باوه، عزيز بابير، سامي عبيد، صباح جميل واحمد محمد امين واحمد محمد عثمان) وفي نهاية المعركة سقط اربعة من البيشمركة الجرحى اسرى بيد القوات العراقية، وتم اعدامهم بدون محاكمة فجر يوم 21/6/1978 في سجن الموصل المركزي وهم (جعفر أسود وحسين عبدالرحمن وجواد كريم وكمال عبد الواحد) وتمكن الباقون من التسلل من ارض المعركة بصعوبة بالغة بدعم ومساعدة سكان القرى التي راقبت سير المعركة البطولية وكانوا (25) خمسة وعشرين بيشمركة وهم جرحى واصابات بعضهم كانت بليغة.
أعطت تلك المعركة دروساً بالغة الأهمية، أبرزها إمكانية صمود قوة عسكرية صغيرة مؤمنة بمبادئها الوطنية أمام جيش كبير تعداده اكثر من ألف عسكري ومن مختلف الصنوف مدعومين من قوات مرتزقة كوردية (الجحوش والافواج الخفيفة) وبرهنت المعركة بان بيشمركة الاتحاد قوة فدائية موحدة دون النظر إلى الخلفية الأيدلوجية للبيشمركة.
أثبتت المعركة بان على القادة (سعدي ورفيقه فاروق) ان يقودوا المعارك معاً وان يكونوا في المقدمة ويستشهدوا قبل الآخرين ليسجلوا دروساً في الفداء والأقدام هذا ما كان يدور في كوردستان ونحن على الحدود العراقية السورية حاولنا تمهيد الطرق للعبور .
ففي إحدى الليالي الشتوية (شباط 1977) واثناء عبورنا مع مجموعة من البيشمركة من الأراضي السورية إلى الأراضي التركية للتسلل من هناك إلى كوردستان العراق، أثناء عبورنا نهر دجلة سراً على ظهر دواليب السيارات المصنعة محليا لعبور الأنهر، تصدت لنا بشكل مفاجئ القوات التركية الحدودية بضراوة، حيث أطلقت وابل من الرصاص من عرباتها المصفحة تجاهنا، وقد عبرنا النهر بصعوبة بالغة بفضل عدد من البيشمركة الذين انبرو للتصدي لهذه القوة وتمكنوا من فتح ثغرة لمرورنا، واذكر هذه الحادثة بتفاصيلها ولن أنساها، ومن هولاء الأبطال الشهيد داود الجاف والسادة سامان كرمياني ورؤوف دانيمارك (شوان صالحي) الذين قاوموا ببطولة حتى عبورنا النهر مع الأنصار بسلام إلى الجهة الأخرى من الحدود وفي الصباح حلقت الهليكوبترات العسكرية للبحث عنا لاعتقالنا أو ابادتنا.. لقد عبرنا الحدود ولكن القوة تشتت في قرى المنطقة بالقرب من مدينة جزيره التركية الحدودية .. كيف ننسى تلك البطولات النادرة المسجلة في الوجدان لتلك المجموعة التي ضحت بارواحها من اجل انقاذ مجموعتنا.
وتبقى الذكريات المرة والجميلة في الذاكرة .. لم اتطرق إلى سنوات الازمة الداخلية والصراعات في صفوف شعب كوردستان التي راح ضحيتها المئات من البيشمركة الابرياء من القوى السياسية الكوردستانية .
لن ننسى لحظات الرعب، حينما كانت الاستعدادات العسكرية العراقية قد استكملت للهجوم الشامل على مقراتنا الاساسية في منطقة (ناوزنك) في نهاية تشرين الثاني 1978 حيث انزلت القوات والمعدات على قمة جبل (مامنده) المطل على مقراتنا في قرية شينه ونقطة ناوزنك ولكن الله سبحانه وتعالى افشل خطتهم ودمر قواتهم المعتدية المتغطرسة، حيث هطلت الثلوج بكثافة غير متوقعة في ذلك الفصل على الجبل فقال القرويون في المنطقة في حينه بان ثلج الله اقوى من مدافع وجنود النظام العراقي. فشلت خطة الإبادة وانقشعت غيوم الموت فازدادت معنويات القيادة والبيشمركة وسكان قرية شينة البطلة.
قد يتسائل البعض عن هذا القفز على الأحداث، إذ تحدثت عن البدايات وانتقلت إلى سقوط الطاغية وتشكيل الحكومة الوطنية .
كتابة كل هذا التاريخ ليس من حقي فلست مؤرخا او مخولا لكتابة التاريخ، بل اكتب كشاهد على تاريخ فترة زمنية كما انني فرد من مئات المناضلين الآخرين الذين لهم قصص مماثلة، لربما أجافى الحقيقة ولربما اهضم حقوق الأبطال الذين صنعوا تاريخ الاتحاد على الأرض في كوردستان أو في السجون أو الذين صنعوا الأحداث وهم في حالات الاختفاء والعمل السري .
فأنني لم أتطرق إلى أحداث جسام ومحطات مضيئة في تاريخ الاتحاد .. مثل :
1- فعاليات ونشاطات الرفاق أعضاء الهيئة المؤسسة والكوادر الفكرية والقتالية ولم اكتب عما كتبه الاستاذ نوشيروان مصطفى امين في مؤلفاته المهمة .
2- الصراعات السياسية والدموية المحزنة بين فصائل الحركة الوطنية    الكوردستانية أو مع القوى الديمقراطية العراقية الأخرى .
3- مفاوضات عام 1984-1985 بين قيادة الاتحاد الوطني الكوردستاني والحكومة العراقية التي فشلت بسبب غطرسة صدام وإسناده من الغرب والشرق .
4- الخلافات بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والجبهة الوطنية الديمقراطية العراقية (جود) التي تشكلت من الحزب الديمقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي والحزب الاشتراكي الكوردستاني وطبيعة العلاقات مع الجبهة الوطنية القومية الديمقراطية (جوقد) المكونة من الاتحاد الوطني الكوردستاني والبعث الموالي لسوريا والحركة الاشتراكية العربية والقوميين .
5- ضرورات تشكيل الجبهة الكوردستانية عام 1988 الذي انبثق بعد كارثة حلبجة يوم 16/3/1988 واستخدام الاسلحة الكيمياوية ضد قرى وريف كركوك ودهوك وكويسنجق (شيخ وسانان ودولى جافتي) عامي 1987 و1988 وعمليات التهجير القسري والتدمير مرورا بجرائم الانفال ضد الاف من قرى كوردستان في كركوك ودهوك ونقل اكثر من (182) ألف مواطن كوردي الى جنوب العراق ودفنهم وهم احياء في مقابر جماعية مرعبة في السماوة والناصرية وصحاري الحدود السعودية ودور الاتحاد في نشوء الجبهة بعد انفتاح قيادة الاتحاد والأمين العام مام جلال على الأحزاب الكوردستانية الأخرى والمصالحة التاريخية بين الاتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الاشتراكي الكوردستاني عام 1986 وتلاه مع الحزب الديمقراطي الكوردستاني عام 1987 وتوقيع وثيقة المصالحة والعمل المشترك بين مام جلال والمرحوم إدريس البارزاني في شهر تشرين الأول / أكتوبر 1986 بطهران .
6- انتفاضة آذار 1991 وتحرير مدن كوردستان العراق بدءً من مدينة رانية بوابة الانتفاضة يوم 4/3/1991 وتحرير اربيل يوم 11/3/1991 بقيادة القائد الشجاع كوسره ت رسول علي وصولا إلى كركوك في 21/3/1991، واسباب فشل الانتفاضة والهجرة المليونية التي تمخضت عنها الحماية الجوية لقوات التحالف (الامريكية والاوربية والعربية) التي حررت الكويت من الاحتلال الصدامي البغيض في نهاية شباط 1991 وفرضت حظر الطيران على القوات الجوية العراقية ضمن خط العرض (36) والتي أسفرت عن تحرير حوالي نسبة (65 %) من  كوردستان العراق التي خلقت وضعا آمنا.
7- انتخابات كوردستان في 19/5/1992 وتشكيل أول حكومة كوردستانية شرعية في تاريخ كوردستان برئاسة الدكتور فؤاد معصوم، وتشكيل المجلس الوطني الكوردستاني برئاسة السيد جوهر نامق سالم. والتشكيلة الحكومية الكوردية الثانية برئاسة المناضل كوسرت رسول علي عام 1993 .
8- لم اكتب عن ذكرياتي خلال استلامي مسؤولية الأعلام المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني منذ عام 1995 ولحين مغادرتي مكتب الاعلام متوجها  إلى دمشق في تموز 2001 وتسلمي مكتب العلاقات هناك .. ولم اتطرق الى فترة خروجي وتركي العمل في قيادة الاتحاد عام 1980 ولغاية رجوعي إلى الاتحاد في اذار 1993 بعد الاجتماع بمام جلال وحل الاشكالات السياسية والتنظيمية السابقة في لندن. ومساهمتي في الكفاح في صفوف الحزب الاشتراكي الكوردستاني .
أحداث وذكريات كثيرة لم اكتب عنها على أمل ان أدونها مستقبلا في حلقات مع العشرات من الوثائق النادرة التي مضى عليها ثلاثة عقود هي جزء من تاريخ الاتحاد الوطني الكوردستاني والحركة الوطنية الكوردستانية .
يتطلع الاتحاد الوطني الكوردستاني وسائر القوى الوطنية الكوردستانية والإسلامية  والقومية العربية اليوم إلى غد مشرق سعيد، إلى عراق ديمقراطي فدرالي موحد مسالم بعد الانتصار على الدكتاتورية وإجراء الانتخابات الديمقراطية لاول مرة في تاريخ العراق يوم 30/1/2005 والذي تمخض عنها تشكيل الجمعية الوطنية والحكومة الوطنية الانتقالية برئاسة الدكتور ابراهيم الاشيقر الجعفري .. عراق خالي من العنف والإرهاب والكراهية والعنصرية والطائفية وحكم الأقلية. فبعد ثلاثة عقود، يتطلع الاتحاد الوطني الكوردستاني إلى الأمام ويتذكر شهدائه الاماجد الذين عبدوا طريق تحرير العراق بدمائهم الزكية فبعد ثلاثة عقود من الكفاح الثوري المتواصل من مقهى طليطلة في دمشق إلى بغداد يصل مؤسس هذه الحركة مام جلال إلى رئاسة جمهورية العراق بالانتخابات الحرة النزيهة، ليطبق أفكاره ومبادئه السامية على ارض العراق – أفكاره التي تتلخص في بناء عراق مسالم ديمقراطي برلماني فيدرالي موحد ومزدهر.

عـادل مــراد
[email protected]

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket