المواقع الإلكترونية في العراق والمفاجأة

تقاریر‌‌ 04:35 PM - 2015-05-26
المواقع الإلكترونية في العراق والمفاجأة

المواقع الإلكترونية في العراق والمفاجأة

أجريت بحثا عن 25 موقعا إلكترونيا يدخل إليها العراقيون في الإنترنت، ضمن حسابات أحد أشهر مواقع التصنيف في العالم وهو موقع اليكسا، ويعتمد في حساباته على نسب دخول الموقع والتحميل منه وطرق علمية أخرى، سنجد أن من بين أول 25 موقعا في العراق يدخلها الجمهور هناك 7 مواقع عراقية فقط، بينما 17 موقعا من دول أخرى مثل فيس بوك وجوجل ويوتيوب وياهو وهوتميل الخ.
أول موقع في القائمة العالمية لتصنيف المواقع فيما يتعلق بالمواقع العراقية حصرا، هو الموقع الكوردي “خندان”، وحسب مصادر كردية فإن الموقع جزء من مؤسسة‌ إعلامیة‌ تمول من قبل السیاسي الكوردي برهم صالح، الموقع الآن أقوى موقع عراقي في التصنيف العالمي، ويحمل صفة التنوع وتطغى عليه الأخبار والتحليلات السياسية والملية الكردية، ويهتم بالفن والفنانات والمشاهير ولا ينقصه صور الإغراء، لجذب نسب كبيرة من المشاهدات، ومع أنها تعطيه نسب مشاهدات، فإنها تشكك جزئيا في مصداقية وجدية الموقع، ويأخذ هذا الموقع الرقم 6 بين سلسلة المواقع التي يدخلها عراقيون لكنه الأول من ناحية المنتوج العراقي للموقع ، ويأتي بالتريب بعد فيس بوك وجوجل بشقيه ويوتيوب وياهو، لكنه الأول عراقيا.
يأتي بعده ثانيا موقع “روداو” وهو جزء من مؤسسة روداو الإعلامية التي تملتك محطة فضائية لديها أكبر عدد مشاهدة كرديا على الإطلاق وحسب مصادر كردية فإن المؤسسة برمتها محسوبة على رئيس حكومة اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني.
روداو موقع متنوع كذلك، وفيه أخبار وتحليلات سياسية وينقصه وجود كتاب كبار في الساحة العربية والعالمية باعتبار أهميته في الترتيب وضعفه في الكتاب المشاهير، ويشبه إلى حد بعيد موقع خندان، ويهتم بأخبار الفن والمشاهير ويفرد لهم صورا في جهة الموقع لكسب نسب مشاهدات خاصة من طبقة الشباب، لكن هذه الصور تزيد من المشاهدات وتفقد جانبا من المصداقية.
في المرتبة الثالثة يأتي موقع شبكة أخبار السليمانية أو ما يعرف ب SNNC يأخذ الرقم 18 على ترتيب العراق، لكنه يأخذ الرقم 3 بالمواقع العراقية.
رابعا يأتي موقع ” باسنيوز ” وهو موقع جديد نسبيا مقارنة بمواقع خندان وروداو، إلا أنه تمكن التوسع والتنوع في وقت قياسي حيث يملك الآن جريدة باللغة الكردية والأحرف العربية وهي اسبوعية تصدر في كردستان، إضافة الى جريدة باس، وتصدر في تركيا باللغة التركية والكردية بلهجة ما يسمى "كوردستان الشمالية" عند الكرد (كرد تركيا) وهذا ما جعل نسبة زيارات عالية في كل من تركيا والمانيا الذي فيها نحو خمسة ملايين تركي 20% منهم من كرد تركيا.
باسنيوز، في المرتبة الرابعة من بين المواقع العراقية ورقم 20 في القائمة الكلية، ورقم 21 ألف في ترتيب كل المواقع العالمية، وموقع “باسنيوز” موقع جاد، لا يهتم بأخبار المشاهير وصور الإغراء كما في المواقع الأخرى، ما يعكس جدية ومصداقية أكثر، وربما يكون له شأن قوي في المستقبل إذا أدخل بعض التحديثات، وتعاقد مع كتاب كبار، كما يمكن له أن ينتقل إلى ” باس تيفي ” أي تلفزيون، ولقد انتبهت إلى أن له جمهور واسع في بريطانيا وألمانيا وتركيا يدخلون إليه ضمن ما ظهر لي في البحث، وعليه أن ينشر من الأخبار المتعلقة بتلك المناطق، لا أعني أخبار الكرد، بل الأخبار المهمة لتلك الرقعة الجغرافية، وهذا ما يجعله مهما ويعطيه إضافات نوعية، كما أنه يبث بعدة لغات، ولكنه لا يظهر بشكل جيد تلك القوة، وكان ينبغي إظهار وجود اللغات للجمهور بشكل بارز حتى يتم التعرف عليها مع الإطلالة الأولى للموقع لكن ولخلل تصميمي لم يظهر ذلك، وهو ضعف في الموقع، وبالعموم يحتاج الآن إلى حملة تسويق.
بعد ذلك يأتي الموقع الرسمي للاتحاد الوطني الكوردستاني، حيث الرئيس جلال طالباني أميناً عاما للحزب ولذلك فإن موقع الاتحاد الوطني هو أفضل موقع بين مواقع الأحزاب العراقية من ناحية عدد الدخول وفيه اللغة الكوردية والعربية والإنكليزية والفارسية.
ويكاد يتقاسم موقع “السومرية نيوز وموقع ليفين” والأول “السومرية نيوز” يتبع سياسيا لنوري المالكي رغم أن العائدية الآن ليست للمالكي، والثاني يتبع لمجموعة معارضة داخل إقليم كردستان، تتحدث بسلبيات السلطة غالبا.
إن المعلومات أعلاه قد تقودنا إلى بعض الحقائق، أو الفرضيات التي من الممكن أن أصيغها على النحو التالي:
– الكرد يسيرون بالاتجاه الصحيح في حفظ هويتهم وشخصيتهم المعنوية وأن لديهم القدرة الذاتية على التعبئة وقت الحاجة ويضعف الهجوم عليهم إلكترونيا إذا ما تم فقط حجب موقع فيس بوك في لحظة ما.
– الأموال الكردية عند بعض الزعامات تصرف في الداخل ولا تهرب، كما أنها تسهم في إنتاج مؤسسات رصينة، لها تبعية سياسية للأفراد أو الأحزاب، بكونها تصب بخدمة الهوية، على العكس تماما من أموال الزعامات السنية والشيعية في باقي العراق.
– الكرد بالعموم ضعيفون جدا في الإعلام باللغة العربية، وخاصة في المجال التلفزيوني والتواصل الاجتماعي، ويصعب أن يدافعوا عن أنفسهم أمام أي قضية رأي عام قادمة تثار ضدهم، والسبب نابع من عدم تشكل أدوات إعلامية لهم بهذا الخصوص.
– كل المواقع الكردية والعربية في العراق “نادرة الظهور”في أمريكا، وفقا لتصنيفات الموقع العالمي،وهذا يعد إخفاقا خطيرا في تصدير المفاهيم إلى هذه الدولة المهمة جدا، وصفة المواقع الموجهة إلى أمريكا تحتاج إلى عمل مؤسسي له غرف عمليات داخل العراق وداخل واشنطن.
– تبنى المواقع الكردية على صنعة تخصصية وليس موقعا تابعا لتلفزيون، بل لكل موقع غرفة أخبار وكتاب للأعمدة، وأعتقد أن ثمة ضعف في كتاب الأعمدة، أو تبني واضح للخط الكوردي في الصراع السياسي، والأفضل هو الاعتماد على طبقة ناقدة، وبعض المشاهير.
– أتوقع لموقع باسنيوز إذا ترجم محتواه للعربية بشكل أفضل، والانكليزية بشكل اسرع، وأخذ حظه من التسويق وخاصة في أمريكا، فإنه يكون الموقع الأكثر مصداقية وليس الأكثر متابعة، والمصداقية هنا أهم من المتابعة.
– أما المواقع التي صنعت في العراق، وخاصة تلك التي صنعت في بغداد، فمعظمها يتبع لإدارة تلفزيونية، أو لأسباب شخصية أو ترفيهية، وليست ذات مستوى مهني ومعلوماتي، ولم توضع كأساس لموقع احترافي.
– المواقع العربية ” سنة وشيعة ” تعتبر ضعيفة للغاية، وينقصها المصداقية والمهنية والجمال، بينما المواقع التي تعتبر رصينة نسبيا، كالمدى بريس وكتابات وأصوات العراق ونينا مثلا، نسبة الدخول لها قليل جدا، وينقصها حملة تسويقية كبيرة.

PUKmedia الكاتب: عامر الكبيسى

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket