اللمسة الشخصية لاداء الدولة

الاراء 09:38 AM - 2015-05-05
حسين فوزي

حسين فوزي

يستطيع بعض القادة السياسيين التعامل مع الأطراف الأخرى، داخلياً وخارجياً، بما يؤدي إلى تجاوز التقاطعات وتحري نقاط الإلتقاء. وفي هذا المضمار عرفنا الرئيس جلال طالباني، وحالياً الرئيس فؤاد معصوم.

وكل من القائدين السياسيين يمتلك مواصفات شخصية خبرها القريبون والبعيدون مما يطمئن إلى الدماثة واللياقة في السعي للعدالة والتقدم. لذلك فأن لكل منهما قدرة على اطفاء الحرائق وردم هوة الخلافات، فأصبح الرئيس طالباني بحق من رموز الوحدة الوطنية العراقية، بجانب قدرته على فتح الأبواب المغلقة في علاقات العراق مع الجوار وبقية دول العالم.

ويحرص الرئيس معصوم على تحري الأسس البناءة لعلاقات العراق مع الجيران وبقية العالم، وللقاءاته مع قادة السعودية وتركيا ومصر وإيران ومهاتفاته للعديد من قادة العالم هدف واحد هو ترسيخ علاقات العراق الودية وفتح النوافذ والأبواب للعراق ومواطنيه. وما جرى في زيارة الرئيس معصوم الأخيرة إلى تركيا كان فرصة مهمة في مباحثات صريحة جداً مع الأصدقاء الأشقاء الأتراك، ضمنها حقوق العراق المائية، فتبنى الرئيس اردوغان حزمة من الإجراءات تشكل عملياً مشاركة حقيقية في محاربة داعش وكل الذين يريدون النيل من الدولة العراقية. 

كذلك الحال بالنسبة للقاء الرئيس معصوم مع امير قطر، حيث كان للرئيس العراقي نبرة واضحة بشان عدم وجود رد بمستوى مبادرته في زيارة قطر وحرصه تأكيد العلاقات الثنائية التي تستدعي في ابسط مقوماتها إعادة مستوى العلاقات الثنائية إلى وضعها الطبيعي بإعادة فتح السفارة القطرية.

إن الجهود الكبيرة النابعة من الإلتزام الدستوري والموهبة الفكرية واللياقة والثقل الشخصي التي يواصلها الرئيس معصوم على خطى سلفه طالباني، تستدعي من الفرع الثاني للسلطتين التنفيذية والتشريعية تحويل الاتفاقات والمبادرات المنجزة من قبل رئيس الجمهورية إلى حزمة من الإجراءات العملية للإرتقاء بعلاقات العراق الخارجية لتحقيق مصالح البلاد. وهو الأمر الذي يبدو ان بعضاً من سياسيي آخر الزمان لا يدركون قيمته، وهم في طروحاتهم سواء في البرلمان او وسائل الإعلام يتحدثون وفق معايير لا تعي طبيعة العلاقات الدولية المحكومة بالكثير من القوانين الدولية والمواثيق والتقاليد التي يسهل على بعض الأميين التطاول عليها، بدون ادراك حجم الضرر الناجم عن مثل هذه التصرفات، كما كان حال النظام الشمولي. 

وقد افلح الرئيس طالباني دولياً، كونه شخصَّ بعمق المصالح الحقيقية المشتركة للعراق والجوار والعالم في ترسيخ السلم واحترام حقوق الشعوب وتكريسها، وهو النهج ذاته الذي يواصله الرئيس معصوم، فيما يواصل البعض نهجهم التخريبي في التعريض بالجوار وبقية العالم، بجانب الإفتراء على نشاطات الدولة والتهويل في نفقاتها، مثلما كتب البعض عن نفقات الزيارة الأخيرة للرئيس إلى تركيا، حيث طرحت ارقام فلكية بخصوص نفقاتها، في حين ان الواقع انها كانت اقل من واحد من 400 مما زعمه البعض. بالتالي كيف يمكن لهؤلاء المفترين حد تهويل ارقام النفقات ان يكونوا صادقين في اي تحليل أو رأي سياسي؟!؟

 

حسين فوزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket