قانون الكونغرس وتأثيراته على العراق

تقاریر‌‌ 06:37 PM - 2015-05-04
قانون الكونغرس وتأثيراته على العراق

قانون الكونغرس وتأثيراته على العراق

وافقت لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الأمريكي على مشروع القانون الذي طرحه العضو ماك ثورنبيري، والذي يفرض شروطا لتخصيص مساعدات عسكرية أمريكية للعراق بقيمة 715 مليون دولار حيث ينص القانون على تخصيص المبلغ المذكور للقوات المشاركة في القتال ضد تنظيم داعش الارهابي، على أن يذهب 25% منه مباشرة إلى قوات البيشمركة والقوات السنية.
واشترط القرار صرف الـ75% المتبقية من المبلغ، بعد أن تقدمت وزارتا الدفاع والخارجية ما يثبت التزام الحكومة العراقية بعملية المصالحة الوطنية، وفي حال فشلتا في إثبات ذلك، يذهب 60% من المبلغ المتبقي لقوات البيشمركة والقوات السنية.

مجلس النواب يرد على قرار مشروع الكونغرس

من جانبه، صوت مجلس النواب  على قرار نيابي رداً على مشروع قرار الكونغرس الامريكي وفيما يلي نصه:
بناء على ما اقره مجلس النواب واستنادا الى احكام المادة (8) من الدستور، المادة (149) من النظام الداخلي، صدر القرار الاتي:
اولاً :- يرفض مجلس النواب العراقي مشروع قرار الكونغرس الامريكي بالتعامل مع بعض مكونات الشعب العراقي بعيداً عن الحكومة الاتحادية ويعتبره تدخلا سافراً في الشأن العراقي وخرقاً للقوانين والاعراف الدولية، ونقضا لالتزام الولايات المتحدة في اتفاقية الاطار الاستراتيجي بضمان وحدة العراق وسيادته واستقلاله.
ثانياً: - تتولى رئاسة مجلس النواب العراقي مخاطبة الكونغرس الامريكي برفض أي تعامل يخل بسيادة العراق واستقلاله والتدخل في شؤونه الداخلية.
ثالثاً:- تلتزم الحكومة العراقية بتوفير الاسلحة والمعدات الضرورية لمواجهة داعش وتحرير جميع الاراضي العراقية، بما في ذلك حشد جميع القوات المقاتلة ضد داعش وتعزيزها بالاسلحة والمعدات.

مواقف الكتل الكوردستانية من مشروع القرار

هذا وانسحبت الكتل الكوردستانية والسنية، من جلسة مجلس النواب، بعد عرض صيغة بيان من قبل التحالف الوطني للرد على مشروع قانون الكونغرس بشأن تسليح الكورد والسنة في العراق بشكل مباشر.
واوضح النائب محمد ملا قادر خلال تصريح خاص لـPUKmedia: بعد ان قدم التحالف الوطني صيغة بيان للرد على مشروع قانون الكونغرس بشأن تسليح الكورد والسنة في العراق بشكل مباشر، رفضنا نحن الكورد والسنة صيغة البيان لانه كان عنيفاً، ولم يبدي الاخوة في التحالف الوطني أية مرونة للتفاهم حول تخفيف البيان.
واضاف النائب عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني: بعد ذلك طرحت عدة صيغ اخرى للتصويت لكنها لم تحصل على الاصوات اللازمة، لكن الاخوة في التحالف الوطني اصروا على الصيغة المقدمة من قبلهم، لذلك تركنا نحن الكتل الكوردستانية والسنية الجلسة.
واشار النائب محمد ملا قادر: ان مجلس النواب صادق بعد ذلك على صيغة البيان بعد حصوله على 162 صوتاً.
من جهته، أكد النائب عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني آريز عبدالله ان الكتل الكوردستانية سعت لحصول توافق بين الكتل النيابية حول صيغة البيان الذي أصدره مجلس النواب حول مشروع قرار الكونغرس الامريكي لتسليح قوات البيشمركة والقوات السنية.
وأضاف النائب آريز عبدالله خلال تصريح خاص لـPUKmedia: نحن في الكتل الكوردستانية حاولنا وعملنا على حصول اتفاق أو الوصول الى صيغة توافقية حول بيان مجلس النواب الذي اصدره بخصوص مشروع الكونغرس الامريكي، لكن مع الأسف الشديد أصرار الأخوة في التحالف الوطني أدى الى انقسام المجلس الى قسمين، الأول التحالف الوطني الذي قدم صيغة بيان يرفض مشروع قرار الكونغرس الامريكي، والقسم الآخر الكتل الكوردستانية التي رحبت بأية مساعدة دولية لدحر تنظيم داعش الارهابي وتقوية العراق وبشروط عراقية، لكن لم يحصل اتفاق وتم اصدار البيان ونحن خرجنا من الجلسة وبعد ذلك خرجت الكتل والقوى السنية التي ايضاً رحبت بأية مساعدة دولية لقوات البيشمركة والقوات السنية وأية قوات عراقية اخرى.
وأوضح النائب آريز عبدالله: ان هذا القرار الذي صدر عن مجلس النواب لاينعكس على الشارع العراقي بأكمله وانما ينعكس على الشارع الشيعي، وهذا القرار صدر خارج التوافق الوطني والقواعد التوافقية التي اتفقنا عليها وعلى أساسها شكلنا الحكومة الاتحادية الحالية.
وأشار النائب عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني الى ان الكتل الكوردستانية طلبت بالتريث في اصدار البيان لحين صدور قرار الكونغرس، لكن الأخوة في التحالف الوطني اصروا على ان يصدر القرار اليوم، والكتل الكوردستانية رحبت بأية مساعدات دولية شريطة الا تمس الوحدة والسيادة الوطنية العراقية.
وتابع النائب آريز عبدالله: ليس هناك قرار صادر عن الكونغرس الامريكي لحد الآن فكيف نصدر قرار نحن في مجلس النواب، وهذا القرار الذي صدر اليوم قسم الشارع العراقي، لأن مكونين من المكونات الرئيسية في العراق خرجت من جلسة مجلس النواب ولم تصوت لصالح هذا القرار، والقرار صدر عن مكون واحد فقط من المكونات العراقية، مشدداً على ان الكتل الكوردستانية طالبت بالتريث لحين صدور قرار عن الكونغرس ومعرفة مضمونه بعد ذلك نتخذ القرار أو نصدر البيان اللازم، لكن الأخوة في التحالف الوطني قالوا لن ننتظر ونحن نرفض القرار جملة وتفصيلاً.
على صعيد متصل، أكد النائب السابق حسن جهاد، ان الكونغرس الامريكي يعتقد بأن السلاح والدعم العسكري لايصل بشكل سريع وسلس الى الكورد والسنة.
واضاف النائب السابق عن كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني حسن جهاد خلال تصريح خاص لـPUKmedia: ان مشروع الكونغرس الامريكي حول تقسيم الاموال والدعم العسكري بين الكورد والسنة والحكومة الاتحادية له اسباب، فالحكومة الامريكية والكونغرس يعتقدان بأن السلاح يجب ان يكون في يد قوات البيشمركة التي لها دور كبير في محاربة تنظيم داعش الارهابي، وكذلك السنة لذا فالمسؤولين الامريكيين يعتقدون بأن جميع الاموال والسلاح اذا ذهبت الى الحكومة الاتحادية فانها لن تصل بصورة سلسة وسريعة الى الكورد والسنة، لان البيشمركة والقوى السنية لم تستلم السلاح والتخصيصات بالرغم من تخصيص اموال لقوات البيشمركة في مشروع قانون الموازنة، والمشروع الامريكي جاء نتيجة دراسة دقيقة لوضع التسليح للقوى المختلفة داخل المجتمع العراقي.
واضاف النائب حسن جهاد: على الحكومة الاتحادية والمعترصين على المشروع الامريكي التعامل معه بصورة واقعية وان يحاولوا ايجاد آلية قابلة للتطبيق حين دخول القرار الامريكي حيز التنفيذ.
وحول أهمية هذا القرار لتعزيز الأوضاع الأمنية في العراق، قال النائب حين جهاد: في جميع الاحوال نعم سيعزز القدرة الامنية للعراق وسيضعف تنظيم داعش الارهابي وتستطيع القوى العراقية المختلفة محاربة تنظيم داعش الارهابي عن طريق هذا السلاح الذي سيسلم اليهم.

مجلس الانبار يؤكد ان القرار لايؤثر على سيادة العراق

هذا وشدد، حكمت سليمان المستشار السياسي لمحافظ الأنبار، ان محافظة الأنبار ترحب بأية مساعدات ودعم دولي لرفع مستوى التسليح في محافظة الأنبار.
وأضاف سليمان خلال تصريح خاص لـPUKmedia: ان محافظة الأنبار تعمل بالتنسيق مع الحكومة الاتحادية حول مايصل من دعم وسلاح الى محافظة الأنبار، وترحب ايضاً بأي دعم دولي لرفع مستوى التسليح وخاصة مع فقر امكانيات الدولة العراقية.
وأوضح المستشار السياسي لمحافظ الأنبار: ان محافظة الأنبار لاتعتقد بأن قانون الكونغرس سيؤثر على وحدة وسيادة العراق لأن جميع العراقيين متمسكون بالدستور وبالفيدرالية ووحدة العراق، واذا وجدت لدى الكونغرس الامريكي خيارات لرفع مستوى التسليح مع عموم الشعب العراقي فاننا ندعم ذلك.
وحول الأوضاع في محافظة الأنبار، قال سليمان: الوضع في محافظة الأنبار مقلق جداً، الأوضاع لم تعالج منذ حوالي العام والنصف، ونحن ننظر لأي دعم للقوات العسكرية ومتطوعي أبناء العشائر بأنه اسناد ودعم لأبناء المحافظة.

الحكومة العراقية ترفض مشروع القرار

من جهتها، رفضت الحكومة العراقية مشروع قانون الكونغرس الامريكي، واكدت انه يؤدي الى مزيد من الانقسامات في المنطقة.
واضافت الحكومة في بيان حصل PUKmedia على نسخة منه: في الوقت الذي ترحب به الحكومة العراقية بجهود جميع الدول التي تقف الى جانب العراق في حربه ضد عصابات داعش الارهابية وتقدم له المساعدات العسكرية ، فاننا نطمئن الجميع ان التعامل مع الحكومة العراقية كان ومازال واضحا ضمن احترام السيادة العراقية وهو ما وضعته الحكومة ضمن ثوابتها وتاكيداتها المستمرة في مباحثاتها مع هذه الدول وليس هناك من تعامل بازدواجية معها من قبل الاطراف الخارجية ونؤكد ان اي تسليح لن يتم الا عن طريق الحكومة العراقية وفقا لما تضعه من خطط عسكرية .
واوضح البيان: توكد الحكومة العراقية ان العراق بجميع مكوناته واقلياته يواجه عصابات داعش الارهابية ، وقد اثبتت الوقائع ان جميع هذه المكونات تواصل معركتها من اجل تحرير جميع الاراضي العراقية من عصابات داعش واعادة النازحين الى مناطقهم واستعادة الحياة الطبيعية في ظل الحكومة التي اشترك الجميع في تشكيلها ، وان هناك انتصارات عديدة تحققت بفضل هذا التلاحم ونحن سائرون بمعركتنا العادلة لتحرير كل شبر من ارض العراق.
وتابع البيان: ان مشروع القانون المقترح في لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي مرفوض ويؤدي الى مزيد من الانقسامات في المنطقة وندعو الى عدم المضي به خدمة للعلاقات الاستراتيجية بين البلدين في محاربة تنظيم داعش الارهابي وتقوية وتطوير مجالات التعاون المختلفة بينهما.

موقف المرجعية الدينية من مشروع القرار

كما رفضت المرجعية الدينية قانو الكونغرس الامريكي، واعلن ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي عن رفض  المرجعية لمشروع القرار الامريكي الاخير بشأن التعامل مع المكونات العراقية بشكل جزئي من دون المرور بالحكومة الاتحادية، مشيرا ان المساعدات الخارجية التي تقدم للعراقيين لحربهم ضد داعش يجب ان لاتمس في حال من الاحوال سيادة العراق ووحدة شعبه وارضه.
كما جدد رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي تاكيده على موقف العراق الرافض لمشروع لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي، مشيراً الى ان اي دعم خارجي للعراق في حربه ضد الارهاب يجب ان يكون عن طريق الحكومة المركزية والحفاظ على سيادة العراق ووحدة اراضيه، وان مثل هذه المشاريع تضعف جهود محاربة داعش وتؤدي الى بروز ظاهرة الاستقطابات في المنطقة.
جاء ذلك خلال استقباله، وفدا من الكونغرس الامريكي برئاسة رئيس لجنة الامن الوطني السيد ميخائيل تي مكاول والوفد المرافق له.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والاوضاع السياسية والامنية والاقتصادية بالاضافة الى الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي.
وجدد العبادي رفض العراق لمشروع لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الامريكي، مشيرا الى ان اي دعم خارجي للعراق في حربه ضد الارهاب يجب ان يكون عن طريق الحكومة المركزية والحفاظ على سيادة العراق ووحدة اراضيه، وان مثل هذه المشاريع تضعف جهود محاربة داعش وتؤدي الى بروز ظاهرة الاستقطابات في المنطقة.
واوضح العبادي: ان القوات المتواجدة في ارض المعركة، تحقق انتصارات على العدو الذي يعتمد على الحرب النفسية والاعلام والدعاية وبث الشائعات للتغطية على هزائمه المنكرة.

PUKmedia خاص

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket