تقرير.. كوباني أمام كارثة صحية

تقرير.. كوباني أمام كارثة صحية

ألحقت الحرب التي شنها تنظيم داعش الارهابي على مدينة كوباني دماراً في جميع البنى التحتية والخدمية والصحية للمدينة، وخرجت المدينة من هذه الحرب كتلة من الرماد لم يبقى فيها مأوى يحمي المدنيين من الصقيع في الشتاء والحر في الصيف، ولا مراكز طبية تعالجهم ولا حتى هواءً نقياً يستنشقونه.
ولعلّ من المشكلات البارزة التي تعانيها مدينة كوباني هي خطر انتشار أمراض وأوبئة خطيرة بين المدنيين العائدين إليها وخاصة مع إقبالنا على فصل الصيف. ومن المتوقع ان تخلف اثار الحرب والأسلحة التي استخدمت فيها أمراضا وأوبئة خطيرة برزت ملامحها من خلال إصابة بعض المدنيين ببعض الأمراض. وتخلف مشتقات اليورانيوم وبعض المواد الأخرى مخلفات من شأنها إصابة المدنيين بأمراض خطيرة مثل السرطان والسل، كما ان الجثث المرمية بين الأنقاض والحشرات التي تتغذى عليها تنقل عدوى أمراض واوبئة مثل الكوليرا والليشمانيا وبعض الاوبئة والأمراض الاخرى.
وفي هذا الصدد ، يقول الطبيب في الجراحة العامة من كوباني د.بختيار حسين ، أن الوضع الصحي في كوباني كسائر المجاﻻت الأخرى يعاني، و لكن في ظل هذه الكارثة الاخيرة يكاد بان يكون الأكثر مأساويا أسوة بمجاﻻت أخرى. مضيفاً أن "الحرب على كوباني خلفت دماراً ﻻ يُقدر، واستُخدمت فيها أسلحة خطيرة للغاية و ﻻ تزال اﻻنقاض تكسو بالجثث البشرية ناهيك عن المواد المتفجرة الخامة". مشيراً إلى أن "جميع هذه العوامل ستكون آثارها سلبية جدا على الإنسان و ﻻسيما بعد موجة العودة دون اتخاذ الإجراءات الوقاية و لو بنسب ضئيلة".
وأضاف حسين في حديثه لشبكة ولاتي" الوقت الراهن نظرا لبرودة الطقس قد تكون هذه العوامل اقل خطورة ولكن في الغد القريب سنكون على احتكاك كبير مع اوبئة ﻻتقل شأناً عن الإرهاب و الحرب نفسهما ، سنرى التأثيرات الجانبية للأسلحة المستخدمة في كوباني من مشتقات اليورانيوم و كيفية تأثيرها السلبي على جيل كامل و ﻻسيما اﻻطفال وأمراض مثل الكوليرا نظرا لانعدام الظروف الصحية لتصفية المياه و التلوث الحاصل في اﻻقنية و المجاري المائية المتحطمة و المتشابكة فيما بينها".
وتابع "السل ﻻ يقل وبائية و خطورة مع التواجد الكثيف للعوامل المسببة مثل الغبار و اﻻدخنة و الشح في الطرق الوقائية الليشمانيا الناجمة عن الحشرات المنتشرة على الجثث المرمية و المندثرة تحت الانقاض وانعدام السبل الصحية لانتشالها و دفنها. أضف إلى ذلك المواد المسرطنة التي ستكون ناجمة عن نوعية الأسلحة المستخدمة في كوباني".
ورأى الطبيب، أن الحلول يجب ان تكون راديكالية الطابع و بسرعة فائقة بتدخل المنظمات العالمية المعنية و المدعومة بالعتاد الكامل لأخذ الإجراءات الوقائية. وناشد حسين عبر منبر ولاتي المجتمع الدولي "للتدخل السريع وتدارك مثل هذه الكوارث"، داعياً السلطة المحلية في كوباني "للتحرك السريع و دق نواقيس الخطر المحاط بالمدينة المنكوبة".
ويدعو بعض المختصين أطباء كوباني إلى تشكيل هيئة طبية تتبع لها لجان ميدانية للقيام بعمليات مسح صحية ميدانية وإحصاء الأمراض والعمل على معالجتها وطلب المساعدات الطبية من الخارج.
PUKmedia