تكريت

الاراء 10:59 AM - 2015-04-01
تكريت

تكريت

أبهجت القلب صور تحرير تكريت، الذي ماتم لولا التضحيات العظيمة التي ينبغي للمرء أن ينحني لها، كما اللافت بضجيج شعارات أقل هذه المرة نوعا ما، أو مثلما يرى زميل “بهدوء نسبي” فعال محسوب لصانعيه مع فائض واضح من القوة والعزم المتخذ بعناية، فضله بالتأكيد يعود لصانعي الانتصار على الارض، وليس لسواهم من أهل الردح وأصحاب الهوسات والاعلام الوطني سيء الأداء، العبرة بأولئك الابطال وحدهم دائما، وهو ماخالف بعض الشيء فورة الشروع الاولى للمعركة التي بدأت منذ اسابيع بحماس اعلامي راح في الايام الاولى يسبق حقائق الامور مرفقا بهيجان عاطفي غير مبرر لايتفق مع سمو المعركة الوطنية الجامعة، جرى تفسيره باكثر من معنى..

 المهم تكريت الآن في اليد، وفي القلب، وداعش مهزوم، بانتظار تحرير كل المدن الاخرى، فهذا بالمطلق أفضل بكثير من هم الانشغال بصنعاء وعدن، أقصد أن همومنا وحدها تكفي، وان كان القول بأن اوضاع المنطقة ومشاكلها الطائفية متصلة ومتشابكة، قولا معقولا، إنما مافينا يكفينا ووضعنا في الحقيقة لايسمح بأكثر من ذلك، ومع هذا فليس السياسيون وزعماء الطوائف وحدهم من  انجر لصراع اليمن فانعكس حالها على حالهم وعلى ألسنتهم خطبا طائفية متضادة منقسمة تماما كما هي عادة انقسام الساسة حول كل شيء هنا تبعا لمرجعيات الطوائف لاالوطن، لكن الأتعس ايضا هو انخراط مثقفين”لهم شأن” في حفلة التهريج والتحريض الطائفي الاقليمية الجارية هذه وجرها للداخل.

 يحفل الفيسبوك مثلا ومواقع اخرى بكم هائل من التعليقات والمقالات بشأن الموضوع، ومع أن من حق أي كان أن يدلو بدلوه في قضايا السياسة او مايتعلق بتحولات الاشياء حولنا، إنما أن يطالبك أحدهم بموقف واضح من مسألة اليمن مثلا على طريقة “حدد موقفك بالضبط” الفيسبوكية، فهو أمر بالغ السخافة والحماقة، لااكثر ولااقل، طريقة وحدها بإمكانها أن تصف مبلغ التفاهة التي صارت تنطوي عليها معاركنا الكلامية ونقاشاتنا او كيف تدار ومم تنبثق، حين تصل أمور الجدل هذا الحد غير المعقول.

في كل الاحوال، يظل موضوع تكريت وتحريرها على الرأس، فهو أبلغ وأهم من أي شيء آخر الآن، على أمل تحرير الموصل العزيزة قريبا من شذاذ الآفاق مجرمي داعش، وباقي مدن البلاد.. هذه ثوابت تخالج القلب وتمتد كالنسغ في الروح، ولاتحتاج لبرهان يعطى، فهي كالإيمان، ثابتة تدور حولها الاشياء، ومايأتي، يأتي بعدها.

 

 محمد ثامر يوسف

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket