مؤتمرات من أربيل الى الأنبار

الاراء 11:31 AM - 2015-03-26
ساطع راجي

ساطع راجي

ذكرنا قرار مجلس محافظة الانبار بتأجيل مؤتمر "الاتحاد" الذي كان من المقرر عقده في الـ28 من آذار الحالي في بغداد، بمؤتمر أربيل الذي عقده ساسة قدموا أنفسهم "قادة للسنة" في 18 كانون الاول 2014، يومها أثير حول ذلك المؤتمر الكثير من اللغط والاهتمام من مؤيديه ومعارضيه، المؤيدون قدموه كحدث تاريخي والمعارضون اعتبروه مؤامرة لكنه في الحقيقة لم يكن الا تفصيلا عراقيا تقليديا يشبه عشرات المؤتمرات التي عقدت قبل 2003 وبعدها، الكثير من الصور والكلام وعدد كبير من الحاضرين الذين لايمكن التمييز بينهم لينتهي كل شيء بمجموعة رجال يدورون على العواصم تحت عنوان قيادي وهم يحملون صورا للمؤتمر ونسخة من مقررات لن تنفذ من أجل الحصول على دعم.

انتهى مؤتمر أربيل الى لاشيء تقريبا ونسي حتى مؤيدوه والمتحمسون له انه عقد اصلا ، واختفى القادة من اصحاب الخطب النارية. المؤتمرات في هذه البلاد مثل حفلات الاعراس تنتهي بعد ساعات من انطلاقها ولا يترتب عليها شيء عام، مجرد منفعة محدودة لعدد قليل من الاشخاص وعلى البقية تحمل التكاليف والفوضى والازعاج، ولم يتحدث اي سياسي خلال الاشهر الماضية عن تنفيذ مقررات مؤتمر اربيل بل على العكس تم تسريب احاديث عن شعور بالندم يجتاح بعض قادة مؤتمر أربيل لأنهم اكتشفوا تورطهم في لعبة إقليمية دمرت محافظاتهم.

أي مؤتمر ليكون مفيدا يجب ان يحمل بعض الاشخاص مسؤولية المشكلة التي يناقشها، في حالة مؤتمر أربيل للقادة السنة وبقية المؤتمرات العراقية عن المصالحة وحوار الاديان والتعايش، يعقد المؤتمرات نفس صناع المشكلة ويلقي هؤلاء المتورطون بالعنف والفساد والطائفية خطابات عن السلام والتعايش والنزاهة والوطنية، ورغم ان التاريخ القريب ينسف أسس كل ما يقولونه إلا ان العراق فيه الكثير من المتطوعين والمقاولين الذين يتكفلون برفع شأن هذا البؤس ويقدمونه باعتباره افكارا مبتكرة تستحق ان ننتظر تحويلها الى وقائع وان نراهن على مطلقيها حتى وان كنا نعرف قدراتهم الفذة على انتاج الخراب والكذب.

هل توقف قادة مؤتمر أربيل عند مسؤوليتهم عن الخراب الذي حل بمحافظاتهم؟!، هل انتبهوا الى المواقف المتناقضة التي اتخذوها خلال السنوات الماضية وحجم الاذى والضرر الذي الحقته بإخوتهم وابناء محافظاتهم؟!، من منهم تذكر صفقة بائسة عقدها على حساب أهله واعتذر عنها واعترف بانه لا يصلح لتمثيل أحد من محافظته؟ هذه الاسئلة تطرح على كل من عقد مؤتمرا لمناقشة أزمة عراقية ولم يكشف مسؤوليته عن الازمة ، ولأن مؤتمراتنا لاتهتم بهذه الاسئلة فلا مبرر لعقدها والأفضل الانتفاع بتكاليفها والرشاوى الاعلامية التي توزع فيها لمعالجة مشاكل ضحايا الساسة القائمين على المؤتمرات.

 

ساطع راجي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket