كوباني ودفاع المرأة عن ذاتها !

الاراء 10:56 PM - 2015-03-01
كوباني ودفاع المرأة عن ذاتها !

كوباني ودفاع المرأة عن ذاتها !

في مقاطعة كوباني تستمر عمليات تحرير ما تبقى من أرض المقاطعة من إرهابيي "داعش"، في الحين الذي تتقدم فيه أعمال إعادة بناء المقاطعة من جديد. الشعب الكردي الذي تكاتف ضد فاشية "داعش" هو الذي سيبني كوباني مرة أخرى. لقد حاولت قوى الهيمنة والقمع في المنطقة وعبر وكلائها في "داعش" الفاشي، النيل من التجربة الديمقراطية المستندة على أفكار القائد عبد الله أوجلان في التحرر والتعايش المشترك وحقوق المرأة. لكن وحدات حماية الشعب(YPG) ووحدات حماية المرأة(YPJ) تصدتا لمخطط التدمير ذاك وأفشلتاه عبر مقاومة كبيرة وتضحيات جسام. وبعد إفشال مخطط الدمار والظلام، انتصرت كوباني وتحولت لبداية وأمل ساطع لكل مكونات روج آفا وسوريا وعموم منطقة الشرق الأوسط.

أصبحت كوباني هدفا للإرهاب للنيل من عموم التجربة الديمقراطية. منع الناس من تطوير ثقافة ديمقراطية حرة. إبقاء المرأة حبيسة ورهينة، وتحويلها إلى سلعة في أسواق النخاسة. باختصار النيل من المجتمع الأخلاقي والسياسي. لكن كوباني قاومت وانتصرت. لقد قدمت كوباني نموذجا فريدا من المقاومة والكفاح فساهمت في توطيد الأنموذج الديمقراطي في روج آفا، ذلك الأنموذج القائم على احترام خصوصية وثقافة كل المكونات، وضمان التعايش الأخوي المشترك، وبناء نظام ديمقراطي حقيقي يحميه الجميع ويدافع عنه الجميع. لقد أثبتت هذه المقاومة بأن روج آفا قادرة على قيادة التغيير، قادرة على التصدي لفاشية "داعش" والاعتماد على الخط الثالث، وقد لاقت هذه المقاومة تعاطفا كبيرا من كل شعوب العالم وصار الجميع يتحدث باسمها ويتغنى ببطولاتها. 

لقد تقدمت المرأة الصفوف للدفاع عن كوباني ومنع الفاشيين الظلاميين من احتلال هذه المدينة ونشر ثقافتهم القائمة على القتل والتدمير. اليوم تم اعتماد نفس هذا الأنموذج في الكفاح والمقاومة في شنكال، حيث تلقى الإرهابيون المرتزقة ضربات قوية. لذلك من الأهمية بمكان تقييم النصر والمقاومة في كوباني من عدة اوجه وأصعدة. المقاومة كانت ضربة للفكر الظلامي وتوطيدا واضحا لثقافة الحرية والديمقراطية وحقوق المرأة. الإرادة الحرة القائمة على المقاومة والفكر الحر. 

على كل النساء في العالم الاحتذاء بمقاومة كوباني واستخراج الدروس منها. يجب تلمس هذه المقاومة والاحتذاء بها من حيث تنظيم الصفوف ونيل الحقوق والدفاع المشروع عن الذات والحقوق. عليهن رفض الوصاية الأبوية ومصادرة الحقوق والوجود بأسم هذه الإيديولوجية أو تلك الفكرة الظلامية المتخلفة. لا يمكن الحديث عن الحرية وتحرر المرأة في مكان ما يٌطبق فيه الفكر الظلامي أو الشمولي المعادي للتحرر وروح الديمقراطية. على المرأة في كل مكان النظر على قرينتها في كوباني، إلى المراة الكردية في كوباني التي حققت ذاتها وضمنت حقوقها ودافعت عن نفسها وعن وجودها في وجه الإرهاب الفاشي، معتمدة فقط على إمكاناتها الذاتية ودعم شعبها وكل الأحرار في العالم... 

 

آسيا عبدالله / عن آزاديا ولات / المركز الإعلامي لحزب الاتحاد الديمقراطي في أوروبا

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket