استنفاذ وسائل التوافق وليس التاجيج

الاراء 10:31 AM - 2015-01-27
آلا طالباني رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس النواب

آلا طالباني رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس النواب

كان من المفهوم لجوء بعض الكتل النيابية وقواها السياسية إلى وسائل الإعلام لطرح الإشكالات في العلاقة مع السلطات التنفيذية الإتحادية، بسبب وصول الخلافات بين العديد  من اطراف العملية السياسية حداً من التوتر اُفتقدت فيه الثقة المتبادلة، واحياناً وصول الأمر حد القطيعة، بجانب الشخصنة المفرطة.

لكن بعد انتخابات 2014 وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية برئاسة د. حيدر العبادي، بدأت صفحة جديدة من العلاقات بين اطراف العملية السياسية وعموم القوى السياسية الملتزمة بالدستور، خصوصاً وأن رئيس مجلس الوزراء ابدى تفهمه للعوامل التي اججت الخلافات، وحرصه على استيعاب كل المطالب المشروعة لأي طرف طالما التزم بالعمل السلمي، وابداءه اكبر قدر من التفهم لمعاناة المناطق والمكونات التي عدت نفسها مهمشة او مستهدفة لهذا السبب أو ذاك قبل توليه ولاية رئاسة مجلس الوزراء. وكانت هناك العديد  من الخطوات مبنية على رؤية واضحة تؤمن باهمية وحدة الصف الوطني في محاربة القوى الظلامية وإدامة زخمها لإعادة البناء. بجانب الميل إلى التخلي عن المركزية المفرطة والقبول بتعديلات قانون المحافظات غير المرتبطة بإقليم.

بناء على هذه الحقائق يجدر بالسادة المسؤولين، سواء من اعضاء مجلس النواب، أو العاملين في السلطة التنفيذية، بجانب القادة الحزبيين، الحرص على عدم اللجوء إلى وسائل الإعلام في طرح اية قضية خلافية، ما لم يسبقها استنفاذ كل وسائل اللقاءات والاتصالات والمخاطبات بين اطراف المسالة الخلافية أولاً، ذلك ان اللجوء إلى وسائل الإعلام ليس من الشفافية بشيء طالما هناك مجال لحل الخلاف بدون جر الإنتباه إلىه وتوسيع "رقعة" التباعد بعد "شهر عسل" تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وحل العديد من المشاكل الخلافية، أو على الأقل العمل الجاد على حلها بروحية الحرص على التوافق الوطني.

إن الخطر المحدق بالدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية، الذي تشكل داعش احد معالمه الرئيسة، بجانب معالم اخرى لا تقل خطورة مثل الفساد وعدم الكفاءة وغياب الخطط المدروسة لتجاوز مشكلة احادية الأقتصاد الوطني والبطالة..الخ، تستدعي منا الحشد المسؤول طالما هناك مجال لتبادل المشورة وصياغة الاجراءات التي تخدم الشعب العراقي بكل مكوناته.

وعسى ان لا ينساق البعض لأغراءات النجومية الإعلامية فيستسهل التباري في طرح القضايا الخلافية والإلتزام بمنهجية استبعاد التحشيد الإعلامي طالما هناك ملامح ثقة ومسؤولية مشتركة التي ستظل الأساس الرصين الذي يمكن بناء الكثير عليه في تحقيق الأستقرار والتقدم وحماية الأمن الداخلي والوطني، مع تعزيز الوعي بالقيم والمفاهيم الإدارية المعاصرة التي تعزيز النظام السياسي ولا تضعفه، وفي مقدمتها حق إقامة الأقاليم.

 

آلا طالباني رئيسة كتلة الاتحاد الوطني الكوردستاني في مجلس النواب

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket