المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية

الاراء 09:56 AM - 2015-01-26
رجائي فايد

رجائي فايد

منذ أن انصرفت عن كل شيء، وتفرغت للمسألة الكردية دراسة وبحثا وكتابة، وذلك منذ بدايات تسعينيات القرن الماضي، واكتشافي أنه لايجب إهمال هذه المسألة، بل يجب التعامل معها بإيجابية، ومحاولة فك طلاسمها في العقل العربي بشكل عام والمصري بشكل خاص،لأنه في ظل حالة التجهيل التي كنا فيها، تفاقمت هذه المسألة، بل وأصبحت تشكل خنجرا في الخاصرة العربية، وتوصلت إلى أنه من الواجب إنشاء كيان مؤسسي وفق القانون المصري، يعمل على فهم المسألة بدلا من إهمالها، وكنت على يقين من أن مابيننا من إيجابيات أكبر بكثير من السلبيات، وكانت الخطوة الأولى هي المشاركة في اللجنة التحضيرية لمؤتمر الحوار العربي الكردي، والذي نظمته اللجنة المصرية للتضامن (برئاسة الأستاذ أحمد حمروش رحمه الله)، ثم شاركت بإيجابية في جلسات المؤتمر، وقدمت ورقة بحثية بعنوان (المسألة الكردية والأمن القومي العربي)، وعقد المؤتمر بنجاح في مايو 1998، وشاركت فيه الأحزاب الكردية العراقية ونخب عربية وكردية أخرى، فيما بعد ساهمت  في جمعيات ومراكز وفضائيات في حوارات عن هذه المسألة، لكن بقي الحلم الشخصي المتعلق بإنشاء كيان يتولى هذه المسألة (الفهم والتقارب)، ووجدت في تأسيس جمعية للصداقة المصرية الكردية هذا الكيان، وتقدمت بأوراق التأسيس، والتي شملت أسماء مصرية هامة من أساتذة جامعات وكتاب وصحفيين، واستدعيت من قبل جهات أمنية لمناقشتي في الأمر، وانتهت المسألة بالرفض، وعلمت أن وراء الرفض حكومتي تركيا والعراق، لموقفهما حينئذ من المسألة الكردية، وحدثت متغيرات هائلة على المنطقة، فحكومة البعث في العراق قد سقطت عام 2003، والحكومة التركية تغير موقفها تجاه المسألة الكردية، ولم تعد عند موقفها الصارم السابق، رغم العديد من التحفظات على هذا الموقف، وشعرت أن الوقت قد أصبح ملائما لتأسيس كيانا جديدا، لكن كان هناك سؤال يواجهني، هل مازال الوقت ملائما على المستوى الشخصي لمثل هذا الأمر؟، أم أن  الزمان قد مضى، فقد وصلت إلى مرحلة الشيخوخة، والمسألة كلها بضع سنوات أو شهور حتى أودع الدنيا،وأن تأسيس كيانا كهذا هو مسؤولية الشباب،خصوصا أن تناول المسألة الكردية حاليا لم يعد فيه أي قدر من المخاطرة، ولن يستدعي من يقوم به إلى أي جهة أمنية وكما حدث معي، وعشت طويلا في هذه الحيرة، إلى أن هداني إلى السير في طريق تأسيس هذا الكيان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو قامت الساعة وفي يد أحد منكم فسيلة فليغرسها)، وعرضت الفكرة على بعض الأصدقاء المقربين، وتحمسوا لها كثيرا وشجعوني على القيام بها، وبالفعل تقدمت للسلطات المختصة بأوراق التأسيس، وتمت الموافقة على تأسيس مركز بحثي يحمل اسم (المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية)، وحتى لايكون هذا المركز عملا فرديا يرتبط بمؤسسه فقط، فقد قررت تشكيل مجلس أمناء  يضم نخبة مرموقة من أساتذة الجامعات في الحضارتين الفارسية والتركية، فضلا عن العربية، وصحفيين وكتاب، ولأن المركز رغم أن هويته مصرية إلا أنه من الواجب أن يضم بعض الكتاب من كرد العراق وسوريا وإيران وتركيا، وبالفعل، تشكل مجلس الأمناء بهذا الوضع،واليوم  الإثنين 26/1/2015، وفي تمام الساعة الخامسة بتوقيت القاهرة يقام حفل تأسيس المركز،والمركز هو هديتي لفكرة التقارب المصري والعربي مع شركاء الماضي والحاضر في السراء والضراء، والذين نتمنى أن تظل شراكتنا معهم، بل وتتدعم، من أجل الهدف الأسمى، وهو الأمن والاستقرار في المنطقة، والإنصراف إلى البناء والتنمية وإسعاد الإنسان، بدلاً من العنف والهدم وإراقة الدماء .

 

رجائي فايد

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket