محمد عبدو... أحد الضحايا الحقيقيين للحرب السورية

تقاریر‌‌ 02:15 PM - 2015-01-25
محمد عبدو... أحد الضحايا الحقيقيين للحرب السورية

محمد عبدو... أحد الضحايا الحقيقيين للحرب السورية

"بترت يدي برصاص قنّاصٍ تركي وقتل ابني في الحرب بين النّظام والمعارضة وسُرق منزلي ممّن يدّعون الوطنيّة، "أيّ ذنبٍ اقترفت لأدفع كلّ هذا الثّمن" يقول مواطن كردي سوري.......

هذه ليست رواية من الخيال، أو حكاية من زمن السفربلك، إنّها قصّة المواطن محمّد عبدو من مواليد قرية قطمة في عفرين 1966م متزوّج وكان لديه ثلاثة أولاد، كان محمد عاملاً في المصبغة قبل الحرب، يسكن في منزل في حيّ بني زيد- الأشرفية في حلب.

فقد عمله بعد الحرب، لكنّه بقي في حلب لأنّه لايملك منزلاً في القرية، حاول تهريب ابنه الأكبر من الخدمة الإلزامية دون جدوى، حتى تنهار العائلة بخبر وفاة ابنها البكر في الحرب الدّائرة بين النّظام وقوى المعارضة، تقاسم الألم الذي لايحتمل مع زوجته كأغلب السّوريين بفقدان فلذة كبده، لكنّ الفقر لم يدعه حتى لأوجاعه، غادر منزله بسبب القصف فسرق المنزل بما فيه ولم يعدْ له مأوى.

بسبب نقص العمل واحتياجات العائلة، ترك زوجته عند أهلها في عفرين وقرّر الذّهاب للعمل في تركيا، كونه لايملك جواز سفر اضطر للعبور من الحدود كما يقطع معظم السّوريين، لكنّ القدر خانه مرّة أخرى.

بينما كان جالساً على الحدود في قرية أكبس ميدانا التابعة لناحية شران في عفرين هو ورفاقه بعد أنْ أوقفهم الجنود الأتراك بتاريخ 7/9/2013 وإذا بقنّاص تركي آت من منزله للمناوبة منزعجاً يصيب كلتا يديه برصاص قيل أنّه عيار 23، انفجرت يد محمد أمام ناظريه وسقطت على الأرض، وبقي ينزف أربع ساعات دون أنْ يسعفه أحد رغم وجود عدد كبير من الجنود الأتراك في المنطقة، فأسعفه أصدقاؤه الذين انهالوا على الجنود الأتراك بالمسبات والشتائم واتهموهم بالإجرام واللا إنسانية...هكذا وصف محمد لنا المشهد.

يقول محمد لـ PUKmedia،: أغمي عليّ، لكنّ أصدقائي أخبروني أنّ اثنين من المشافي في عينتاب التركيّة رفضوا استقبالي، حتى أوصلوني للمشفى الثّالث كنت نزفت كثيراً وبسبب الإهمال لم يستطيعوا أن يوصلوا يدي مرّة أخرى فأجروا عمليّة ليدي الثّانية التي أصيبت بالطلق النّاري نفسه. 

في سؤال حول عدم تقديمه شكوى على الجندي التركي أجاب محمد: أخبروني هناك أنّ العديد من الحالات تصاب مثلي على الحدود، لكن لا أحد يسمع الشّكاوي، فحججهم جاهزة دوماً وقد يتهمونني بتهريب الأسلحة أو ما شابه... هكذا أخبروني في عينتاب.

طرقت باب العديد من المنظمّات الإنسانية هناك في عينتاب، لكنّي لم أجد أحداً يساعدني، أو يسمعني، فعدت لعفرين، وأعيش الآن عالة على أهل زوجتي الفقراء وهذا مايؤلمني أكثر، لديّ طفلان صغيران وزوجة لاتعمل، أحتاج للأدوية والعلاج، لا أدري ماذا أفعل، كلّ الدروب مقفلةٌ أمامي، حتى في عفرين لم أجد مؤسّسة أو منظمّة ترأف بحالي.

في نهاية الحديث عبّر محمد عن استيائه مما آلت إليه حاله مع عائلته فقال: لا أدري ماذا اقترفت من ذنب لأعيش كلّ هذا الألم، كلّ الأطراف مذنبة ومن يدفع الثمن هو الإنسان العادي.

 

PUKmedia  أليندا أحمد / عفرين 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket