النجيفي: التقشف لن يؤجل مشروع قانون الحرس الوطني

اسامة النجيفي

اكد نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي ثقته برئيس الوزراء حيدر العبادي وانه سيواصل دعمه بقوة، مشيرا الى ان العبادي يؤيد تشكيل الحرس الوطني لكنه تحدث عن آراء تدور حول تعداد هذا التشكيل وصلاحياته وتسليحه، وفيما اشار إلى أن تماسك سنة العراق في افضل أحواله، لفت إلى أن ائتلاف متحدون الذي يترأسه بات "المرجعية السياسية للسنة في العراق".
وقال اسامة النجيفي في حوار اجرته معه فضائية "المدى" ضمن برنامج "سجال" اليوم الثلاثاء. "اننا نثق بان حيدر العبادي قادر على ادارة المرحلة المقبلة ونحن شركاء سندعم هذه الجهود لتنفيذ الاتفاق السياسي باقرب وقت ونأمل ان لايكون هنالك تأثير على الحكومة من اطراف معروفة تحاول ان تعطل النجاح الحكومي".
ويؤكد النجيفي ان "الذي منع عودة المالكي الى السلطة هو الشعب العراقي والقوى السياسية التي رفضت استمرار سياسته وكان هنالك قرار داخل التحالف الوطني باستبداله، والاطراف الدولية ايضا كانت دافعة بهذه الاتجاه لانها ادركت ان استمرار هذه السياسة ستمزق العراق وتعزله عن محيطه الاقليمي".
وحول بنود الاتفاق السياسي ومصير الحرس الوطني، يقول نائب رئيس الجمهورية بان "قانون الحرس الوطني متفق عليه بين جميع القوى السياسية لانه ضمن وثيقة الاتفاق السياسي الملزمة للحكومة"، لافتا الى ان "قيادات التحالف الوطني تقر بضرورة تشريع قانون الحرس الوطني وهي تدعم هذا القانون".
ويشدد رئيس ائتلاف متحدون على ان "التقشف لن يؤجل مشروع قانون الحرس الوطني الى العام المقبل لان تخصيصاته موجودة في الموزانة تحت عنوان دعم الحشد الشعبي وسيكون هنالك اضافة الحرس الوطني مع تخصيص درجات وظيفية"، معتبرا ان "تمويل الحرس الوطني متفق عليه داخل اللجنة المالية وسيقدم في القراءة الاخيرة للموزانة".
ويؤكد النجيفي ان "العبادي يدعم مشروع قانون الحرس الوطني الى العام المقبل لكن هنالك آراء في كيفية بناء هذه القوة ولمن تعود وبمن ترتبط وحجم هذه القوة وتسليحها".
وحول الدعوات لاقامة الاقاليم، يرى النجيفي ان "قانون المحافظات المعدل يعطي صلاحيات واسعة للمحافظات وحكومة العبادي سحبت الطعن المقدم ضد هذا القانون في المحكمة الاتحادية"، معتبرا ان "هذه خطوة ندعمها بقوة وهي خطوة ايجابية والمحافظات ستأخذ الكثير من الحقوق التي سلبت في عهد حكومة المالكي لاسيما وان الاخير يؤمن بالمركزية الحادة ويريد ان يدير البلد بنفسه".
 المصالحة الوطنية
ويرى نائب رئيس الجمهورية ان "تنفيذ الاتفاق السياسي هو جزء من المصالحة الوطنية"، مشيرا الى ان قضية رافع العيساوي الوزير السابق والقيادي البارز في متحدون، هي "قضية سياسية، والعيساوي استهدف لكونه طالب بحقوق الناس وسيمثل امام القضاء وسيعود قريبا".
ويضيف القيادي في ائتلاف اتحاد القوى أن "الصور الاخيرة التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر المعاملة السيئة التي تعرض لها النائب السابق احمد العلواني مما ادى الى وصوله الى هذه الحالة المتعبة والمؤسفة".
ويكشف النجيفي ان "الصلح العشائري تم بين اهالي المقتولين وعشيرة العلواني عبر دفع ديات كبيرة وهذه تسقط الحق الخاص ويبقى الحق العام"، مشددا على ان "القضية ستعالج كون محكمة التمييز لم تصادق على هذا القرار وسيطلق سراح العلواني ونحن نثق بالقضاء العراقي".
تجاذبات البيت السني
وتحدث اسامة النجيفي عن الوفود العشائرية والمحلية التي ذهبت الى واشنطن، مؤكدا ان "الوفود متفقة مع الحكومة ولن تتجاهلها لكنها ذهبت لكي توضح مايدور على الارض في المحافظات التي يتواجد فيها داعش وتوضح ايضا حاجة هذه المحافظات من سلاح وعتاد لمحاربة داعش"،
ويرى النجيفي ان "ذلك جزء من مسعى الحكومة لاقناع واشنطن لارسال المزيد من الدعم الجوي والمزيد من الاسلحة".ونفى نائب رئيس الجمهورية "وجود خلاف سني سني"، مشددا على ان "الوضع السني افضل من اى وقت مضى بوجود قوى سياسية متفاهمة ضمن اطار سياسي وبرلماني وحكومي وهو في تطور ايجابي في سبيل وحدة القرار".
وبشأن الجدل الذي اثاره مؤتمر اربيل، قال النجيفي ان "المؤتمر هو احد علامات الوحدة بين القوى السنية وان متحدون الان هو المرجعية السياسية للسنة في العراق ونحن قادرين على التعامل بحكمة مع الشركاء السياسيين ولاوجود لخلاف بيني وبين رئيس مجلس النواب سليم الجبوري".
سقوط الموصل
واعتبر النجيفي ان "السبب الرئيسي لسقوط الموصل هو عدم أهلية الجيش الذي كان مكلفا بحماية المحافظة"، ورأى ان "الاسباب اصبحت واضحة منها ما يتعلق بالفساد الذي ينخر المؤسسة العسكرية".
ونوه النجيفي الى "أوامر صدرت للقوات الامنية بالانسحاب من المحافظة وان التحقيقات ستثبت ان الجيش هو المسؤول عن سقوط الموصل".
ويؤكد النجيفي "وجود سقوف زمينة وخطط موضوعة واستحضارات لكنها تعتمد على الدعم الدولي لهذه المعركة وايضا على قرار الحكومة على استكمال هذه التحضيرات هذه من جانب ومن جانب اخر ان العلاقة الجيدة بالحكومة الحالية وثقتنا بالعبادي وايضا وزير الدفاع، الذي هو ابن هذه المحافظة، ستحسم هذه المعركة لصالحنا".
ويؤكد نائب رئيس الجمهورية ان "الحكومة تقوم بما يلزم لكنها لاتمتلك الامكانيات لانها ورثت خزائن مفلسة ومخازن اسلحة فارغة ومشاكل عديدة متراكمة وبالتالي الحكومة غير قادرة وحدها على مواجهة هذه العدو المجرم"، مطالبا التحالف الدولي باستمرار دعم الحكومة. وينفي السياسي الموصلي، الذي شغل منصب رئيس البرلمان في دورته السابقة، تأخر انطلاق عملية تحرير الموصل، معتبرا ان "قرار تحرير الموصل اتخذ من قبل الحكومة والتحالف الدولي لكن ساعة الصفر تعتمد على استكمال التحضيرات اللوجستية المطلوبة من سلاح ومقاتلين".
ويرى النجيفي ان "التحضيرات بدأت من خلال معارك تجري الان بالقرب من الخطوط الامامية في الموصل وهنالك عدة جبهات مفتوحة الان من قبل قوات البيشمركة والعشائر العربية والجيش استعدادا للصولة النهائية باتجاه الموصل"، مشددا أن "هذه الحرب هي حرب عراقية ضد تنظميات ارهابية وليست حرب سنية شيعية لان داعش قتلت جميع العراقيين من السنة والشيعة والكورد".
وتوقع رئيس ائتلاف متحدون ان "تساعد البيشمركة في عملية تحرير الموصل، لكنه شدد على ان "من يدخل الموصل هم ابناؤها فقط لاسيما وانهم متحمسون للدفاع عن مدينتهم".
ورأى نائب رئيس الجمهورية ان "داعش الان ضعيفة في الموصل في ظل استمرار الضغط عليها من قبل قوات التحالف الدولي والبيشمركة وحتى بعض العشائر من داخل المحافظة التي تنتظر داخل المدينة ساعة الصفر"، مؤكدا "انحسار عناصر داعش الذي وصل الى الاف قليلة ادى لانهيار معنوياتهم ومغادرة الكثير من قياداتهم الاجنية مدينة الموصل اقتصار القيادة على بعض المسؤولين المحليين داخل المدينة الذين نعرفهم".
وحول علاقته بمجاميع مسحلة تقاتل داعش داخل الموصل، يؤكد اسامة النجيفي بالقول "ندعم سياسيا كتائب الموصل، التي تقاتل منذ سقوط الموصل وحتى الان قتلت الكثير من داعش وستستمر حتى تحرير الموصل"، لافتا الى ان "العمليات العسكرية للكتائب تجاوزت 300 عملية عسكرية بضمنها اغتيال قيادات داعش".
وشدد النجيفي على ان "كتائب الموصل لاعلاقه لها بما يعرف بجيش النقشبندية او اي مجموعة مسحلة اخرى وان جميع الفصائل التي كانت داخل الموصل قبل سيطرة داعش على المحافظة لم تعد موجودة الان".
التحقيق بسقوط الموصل
وتطرق النجيفي الى اللجنة البرلمانية التي شكلت مؤخرا للتحقيق بسقوط الموصل، ويرى ان "العدد الكبير لاعضاء اللجنة البرلمانية المكلفة بالتحقيق بسقوط الموصل سيعطل عمل هذه اللجنة"، طالب اللجنة بان "تقدم تقريرها باقرب وقت ومناقشة الجانب العسكري والابتعاد عن الامور السياسية".
ويدعو النجيفي إلى "مساءلة المالكي كونه القائد العام للقوات المسلحة في ذلك الوقت لانه من يدير العمليات العسكرية مباشرة ولابد ان يسأل حول اسباب سقوط الموصل ومن اصدر اوامر بالانسحاب".
وحث نائب رئيس الجمهورية لجنة التحقيق البرلمانية الى "الكشف عن الحقائق واستدعاء كل من له العلاقة بهذا الموضوع"، محذرا من "ضياع حقيقة سقوط نينوى كونها كارثة كبيرة اضرت بالشعب ومستقبل العراق".
ويشير النجيفي الى ان "الاجواء الايجابية والدعم الحكومي لهذه التحقيقات سيدفع بمجريات التحقيق"، متوقعا "عدم تدخل الحكومة في حال استجواب او استضافة المالكي".

PUKmedia