باحثون: تعداد الإعلاميين العراقيين يتجاوز الآلاف

تعداد الإعلاميين العراقيين يتجاوز الآلاف

عرف العراق الصحافة بصدور أول جريدة في العام 1869 وهي جريدة الزوراء ثم صدور جريدتي (بصرة) و (الموصل)، وهذه الصحف رسمية، ولم يعرف تاريخ الصحافة العراقية صدور جريدة أهلية إلا بعد إنبثاق العهد الدستوري عام  1908، فيما تشير الإحصائيات الحالية إلى صدور أكثر من (30) صحيفة يومية، إختلفت في بنيتها ووظيفتها وأبعادها وتجسد تطلعات وأفكار وإيديولوجيات الجهات المنتمية إليها أو الممولة لها.\
واجهت الصحافة العراقية كما واجهت الصحافة العربية الأخرى  ثلاث مراحل خلال العقود الأولى من ظهورها وهي الإحتلال العثماني  والإحتلال البريطاني والعهد الملكي والدولة الحديثة فبعد الإنقلاب العثماني وظهور الدستور دخلت الصحافة العراقية دوراً مهما اذ صدرت في العراق (25) صحيفة ومجلة  منها (19) في مدينة بغداد، وكانت هذه الصحف قد سجلت مواقف جريئة في نقد أوضاع  الدولة كذلك ترحيبها بإعلان الدستور  وتسجل على هذه المرحلة من تاريخ الصحافة العراقية هي بروز فن المقال الصحفي عبر تلك الصحف  وكان يتميز بالانتقاد وطرح الكلمة الاجتماعية الموجهة واختيار العناوين البارزة وصنف الباحث العراقي الدكتور قيس العزاوي أربعة عهود مرت بها الصحافة العراقية، مؤكداً، أن الصحف  العراقية لقيت دوراً مهماً للغاية في تاريخ الدولة وكانت لسان حال المكونات السياسية والاجتماعية العراقية وكانت هدفاً للأنظمة القمعية.
العهد الملكي 1920 _1958 وعرف صدور صحف متنوعة الرسمية منها والمعارضة  ولكن بقيود وتراخيص خاصة ومع ذلك لعبت الصحافة الوطنية  دوراً رائداً  في ربط العراق بقضايا الامة العربية وحركة التحرر العالمية وقضايا الاصلاح  السياسي والاجتماعي  في البلاد.
العهد الجمهوري الأول 1958 _1968 الذي شهد المرحلة القاسمية والعارفية وفي المرحلتين صدرت صحف متنوعة كانت تتمتع بحريات مهمة ولكنها مع ذلك كانت مقيدة نوعا ما.
العهد الجمهوري الثاني 1968 _2003 العهد الذي وضفت فيه الصحافة وأقلام الصحفيين لخدمة الرأي الواحد والحزب الواحد ولم تعرف هذه المرحلة صدور صحف معارضة.
العهد الجمهوري الثالث 2003 وحتى اليوم  عهد انطلاق الثورة العددية للصحف والحرية  للصحفيين العراقيين في كل  الاتجاهات حريات بلا قيود لم يشهدها العراق من قبل وصلت الى حد الفوضى ولكنها أنتجت مناخاً أعلامياً خصباً وأعطت للاعلام دوراً هاماً في صناعة الرأي العام والتأثير على القوى السياسية لاسيما خلال فترات الانتخابات وأحصى الدكتورالعزاوي عدد الصحف اليومية ونصف الاسبوعية التي صدرت في العراق بعد التاسع من نيسان 2003 بأكثر من 200 صحيفة استناداً الى البيبلوغرافيا التي اعدها الباحث العراقي سعد الدين خضر وكانت غالبيتها العظمى صدرت في العاصمة بغداد.
وأحصى الباحث العراقي الدكتور نبيل جاسم مئتي صحيفة يومية وأسبوعية صدرت في بغداد بعد عام 2004 م كما ذكر الباحث حميد الهاشمي ان المجتمع الاعلامي العراقي في الوقت الحالي يملك أكثر من 200 جريدة ومجلة بين يومية واسبوعية وشهرية  وغيرها وما يقارب أكثر من 50 قناة تلفزيونية بين فضائية وأرضية تتوزع على اللغات الرئيسية العربية  الكوردية التركمانية والاشورية مثلما تتوزع على ألوان الطيف العراقي  كما تتوزع على أراضي محافظاته حيث توجد قناة تلفزيونية أرضية واحدة على الاقل لكل محافظة كما لا يمكن أن نتجاهل الاعلام الالكتروني ودوره الان حيث توجد مئات المواقع الاعلامية العراقية الشخصية أو المؤسسية  وهذا يعني أن تعداد الإعلاميين العراقيين يتجاوز الآلاف.

PUKmedia عن وزارة الثقافة الإتحادية