إيزيدية تروي تفاصيل احتطافها وبيعها من قبل داعش

نساء‌‌ 01:38 PM - 2014-12-17
إيزيدية تروي تفاصيل احتطافها وبيعها من قبل داعش

إيزيدية تروي تفاصيل احتطافها وبيعها من قبل داعش

روت مواطنة إيزيدية من قضاء شنكال تفاصيل هجوم ارهابيي داعش على قريتهم وإجبارهم على اعتناق الاسلام، وكيفية بيع النساء الإيزيديات بين الارهابيين ونقلهن إلى سوريا، وأشارت أنه تم نقل 430 شخصاً بين نساء وأطفال من مناطق شنكال، كوجو، حردان، تل بنات وتل قصب إلى مدينة الرقة عبر شاحنات. فيما تم بيع 130 فتاة إيزيدية في أسواق تلعفر والموصل.
المواطنة (س. ح) من قرية كوجو في قضاء شنكال استطاعت الهروب من بين أيدي الارهابيين في مدينة الرقة والوصول إلى مقاطعة عفرين بغربي كوردستان، لم تكشف عن اسمها الكامل لوجود بعض أفراد عائلتها لدى ارهابيي داعش، وروت تفاصيل قصتها في لقاء مع وكالة أنباء هاوار.

بداية الهجمات وداعش وجبارهم على اعتناق الإسلام
قالت (س.ح) أنا من مواليد 1981، قرية كوجو في قضاء شنكال، في اليوم الذي هاجمت مجاميع داعش الارهابية قرية كرزرك، ودخلت مجاميع داعش الارهابية إلى قريتنا وحاصرتنا وبذلك لم يستطع أحد منا الخروج من القرية.
مجاميع داعش الارهابية أنذرتنا باعتناق الدين الإسلامي حتى تمسح لنا بالبقاء في قريتنا ومنحتنا مهلة 3 أيام لذلك لكننا رفضنا ذلك وبقينا في قريتنا إلا أنهم أصروا وأنذرونا مرة أخرى لـ 3 أيام لنتحول إلى الدين الإسلامي.
وبعد مضي الأيام الثلاثة الأخرى على الإنذار، هاجمت المجاميع الارهابية القرية في الساعة 10.30، وقالت لنا:"سنأخذكم إلى الكورد في جبل شنكال، ومن ثم اقتادونا إلى مدرسة كوجو وفرزونا بحيث تشغل النساء والأطفال الطابق العلوي والرجال الطابق السفلي.
تلا ذلك اقتياد الرجال وسط سماع أصوات لطلقات الرصاص، بعدها طلبوا من النساء النزول إلى الطابق السفلي ومنه تم دفعهن إلى داخل السيارات وقالوا لنا سنأخذكم إلى شنكال، فيما سألناهم أين هم الرجال فأجابونا أنهم أرسلوهم إلى شنكال".

آلاعيب ارهابيي داعش وبيع 130 فتاة في مناطق تلعفر والموصل
وأكدت المواطنة (س.ح) أن مجاميع داعش الارهابية أخذت والدتها، أباها، 5 من أخوتها الشباب، زوجة أخيها وأطفالها الـ 5، فيما فرّ شقيقها الصغير من بين أيديهم وكان مصاباً حينها.
وتابعت قصتها بالقول: "بعد نقلنا تم احتجازنا في معهد شنكال وبقينا هناك ليلة واحدة وفي الليلة الثانية اقتادونا إلى مدرسة تلعفر وبقينا هناك 12 يوماً طلبوا من النساء اللواتي لديهن أطفال بأن يطعمن أطفالهن في الطابق العلوي للمدرسة وأن تبقى الأخريات في الأسفل، فبهذه الطريقة أرادوا أن يعرفوا النساء المتزوجات والعازبات من بعضهن.
لم يخطر في بالنا أن تكون هذه خطة، فبعدما انتهينا من إطعام أطفالنا ونزلنا إلى الأسفل كانت المجاميع الارهابية قد وضعت العازبات في شاحنات، بينهن 130 فتاة من قريتنا كوجو وتم اقتيادهن إلى مناطق تلعفر والموصل ليتم تزويجهن، فيما نقلت النساء المتزوجات والمسنات إلى مدرسة تلعفر.
وفي فترة المساء عندما كان الأطفال بعمر 8 - 9 سنوات نائمين بجانب أمهاتهن، جاءت المجاميع الارهابية وأخذتهم  إلى جهة مجهولة، وبعد ذلك تم نقلنا إلى قرية شيعية، كان الارهابيون قد احتلوها في وقت سابق، أعادوا الأطفال بعمر صغير إلى أمهاتهن فيما احتفظوا بالآخرين.
وأثنا تواجدنا في القرية الشيعية مدة ثلاثة أشهر لم نحس بوجود أي من الرجال هناك وكأن المدينة خالية من الرجال، في إحدى المرات تم ملء شاحنتين بالنساء اللواتي لديهن إما طفل أو طفلين وحتى اللواتي ليس لديهن أطفال وقالوا لنا سنأخذكم إلى شنكال.

النقل إلى مدينة الرقة
وأوضحت (س.ح) أنه بعد 3 أشهر من بقائهم في القرية الشيعية تم نقلهن إلى مدينة الرقة السورية وظلوا في مركز الرقة نحو 14 يوماً، وقالت: "شاهدنا خلال هذه الفترة إقدام ارهابيي داعش على شراء وبيع النساء وأطفالهن، فمنهم من كان يشتري خمس نساء ومنهم من كان يشتري عشرة نساء ومن ثم كانوا يأخذون تلك النساء إلى مقراتهم ليتم بيعهن من قبلهم ولانعرف ماذا حل بتلك النساء.

عملية نقل المختطفات من العراق صوب سوريا
لدى وصولنا إلى معمل في شنكال لمحنا هناك مرور شاحنة محملة بالنساء والأطفال، فيما كانت شاحنتنا تقلني أنا وأطفالي والنساء الأخريات وهناك استوقف الداعشي الذي اشتراني وتحادث مع سائق الشاحنة وقال له لن تصل اليوم إلى ذلك المكان فعليك بالعودة والانطلاق غداً.
وأشارت المواطنة (س. ح) أنه وفي تلك الأثناء راودتها أفكار وقالت للنساء الأخريات: "إن هؤلاء سينقلوننا إلى مكان بعيد ولذلك طلب الداعشي من السائق العودة، فعادت الشاحنة بنا إلى النقطة التي انطلقت منها".

محاولات نجاة فاشلة
وحاولت المواطنة بعد عودة الشاحنة إلى نقطتها الأولى الهرب مع أطفالها وشقيقة زوجها من بين أيدي الارهابيين إلا أن حراس المركز عرفوا بذلك فتعالت أصوات الرصاص بتلك الليلة وكثفت عمليات البحث عنهن وتم إلقاء القبض عليهن واحتجازهن من جديد.
وتضيف (س. ح) "بعد معرفتنا بأن المجاميع الارهابية لن تأخذ النساء المسنات إلى أي جهة، وضعت أنا وشقيقة زوجي أعمارنا ضمن المسنات وحاولنا الهرب مرة أخرى إلا أنهم ألقوا علينا القبض مرة أخرى واحتجزونا داخل سجن في تلعفر مدة أسبوع".

ظروف العيش في معتقلات داعش وتأثيرها على نفسية المختطفات

الظروف المعيشية كانت سيئة ضمن نقاط احتجازنا، فكانت تخلوا من النوافذ والكثير من مطالب العيش، فقط كان يتواجد مأكولات الأطفال إضافة لذلك كان يتم إجبار النساء ومضايقتهن بالقول أنكن زوجاتنا، ففي حال رفض إحداها لداعشي كان يتم بيعها لآخر وفي حال لم تقبل الزواج مع هذا أيضاً كان يتم بيعها لواحد آخر أفظع منه وهكذا.
إن هذه الممارسات أتعبت من نفسيتها ولكن أملي بالنجاة بأطفالي من بين أيدي الارهابيين كان يعطيني الدافع للاستمرار ومقاومة المعتقلات وعدم التفكير بالانتحار.

ستة شاحنات مليئة بالنساء والأطفال والعدد التقديري 430
بعدها وضعونا داخل شاحنة وفي الطريق توقفنا عند نقطة وهناك رأينا من حولنا 3 شاحنات أخرى مليئة بالنساء والأطفال ليتم نقلهم إلى سوريا وقدر العدد بحوالي 430 بين نساء وأطفال وهن من مناطق شنكال، كوجو، حردان، تل بنات وتل قصب.
ولدى وصولنا إلى مدينة الرقة السورية كانت شاحنتان قد وصلتا قبلنا و4 أخرى كانت تقلنا فبذلك وصل عدد الشاحنات إلى 6 شاحنات.
وبالنسبة لي فتم نقلي من الرقة إلى الطبقة ضمن المقر الطبي وهناك تمت عملية شرائي من قبل أحدهم وهو مصري الجنسية وأخذنا معه إلى المحطة الحرارية واحتجزنا لديه مدة يومين وفي الليلة الثالثة هربنا منه أنا وأطفالي.

عمليات بيع النساء المختطفات
ارهابيي داعش الذين رأيناهم كانوا سوريين، مصريين، سعوديين وعراقيين، كانوا ينتقون النساء حسب الأسماء التي سجلت لديهم لأجل شرائهن والزواج بهن سواء العازبات منهن أو النساء المتزوجات وممن لديهن أطفال.
فمنهم من كان يشتري خمس نساء ومنهم من كان يشتري عشرة نساء ومن ثم كانوا يأخذون تلك النساء إلى مقراتهم ليتم بيعهن من قبلهم ولانعرف ماذا حل بتلك النساء، فهناك امرأة تم بيعها بمبلغ 300 دولار ويعادله بالعراقي 600 ألف عراقي.
ولدى شراء إحداهن كان صوت صراخها هي وأطفالها يعلو داخل المحتجز إلا أن هؤلاء الارهابيين لم يكونوا يأبهون لذلك ويقدمون على جر النساء والأطفال بشكل تعسفي خلفهم.
وشاهدنا في إحدى الأيام اقتياد فتيات بعمر 9 سنوات إلى أماكن مجهولة، شاهدنا الكثير من ممارسات داعش فكانوا يستهزئون بنا ويصفوننا بالكفار.
كما رأيت امرأة تم بيعها ثلاث مرات مع طفليها لأنها لم تسمح للارهابيين بمضاجعتها، وأشارت ان المرأة أخبروها بأن الارهابي الذي اشتراها كان يحتجز طفلها الصغير في أحد الغرف داخل الشقة ليكف عن البكاء، في حين أنه كان يخرج الطفل الأكبر منه معه ليعلمه على السلاح وحفظ القرآن.

مقاومة النساء مستمرة في النجاة
وحول مقاومة النساء ضمن سجون الارهابيين ومحاولاتهن من أجل النجاة من بين أيديهم قالت المواطنة الايزيدية واصفة النساء بالمقاومات لعدم قبولهن ترك ديانتهن والتحول إلى الدين الإسلامي.
وقالت: "الكثير من النساء في المحتجز كن يفكرن حول كيفية نجاتهن من بين أيدي ارهابيي داعش، ففي مرات كثيرة كانت تراودنا فكرة الهروب عبر سطح المكان الذي يحتجزن فيه، ولكننا لم نكن نعرف أين نحن، ولكن بعد نقلنا إلى الرقة عرفنا أننا في سوريا من خلال اللوحات الموجودة على الطرقات.

أحد أطفالها وعدد من أفراد عائلتها مازالوا مختطفين لدى ارهابيي داعش
وأشارت المواطنة أن أحد أطفالها مازال مع شقيقة زوجها محتجزين في سجون الارهابيين بمدينة الرقة السورية ولاتعرف ماذا حلّ بهم، إضافة إلى والدتها، والدها، أخوتها الخمسة، زوجة أخيها وأطفالها الـ 5 ووالدة زوجها.
وانهت المواطنة الايزيدية مسيرتها بهروبها من بين أيدي الارهابيين وبينت ذلك بالقول: "ارتديت اللباس الشرعي وانطلقت مع طفلي وخلال هذه المسيرة كنت دائماً أسأل السائقين وممن أراهم في الطريق حول المكان الذي أنا فيه وكيف بإمكاني أن أصل إلى عفرين.
وفي الختام ناشدت المواطنة الايزيدية جميع النساء بامتلاك القوة والشجاعة وأن يفروا من بين أيدي ارهابيي داعش والبحث عن طريق لنجاتهن، كما وناشدت جميع المنظمات الحقوقية بالعمل على فك أسر النساء الايزيديات اللواتي يتم بيعهن في الأسواق من قبل مجاميع داعش الارهابية التي لاتعرف معنى الإنسانية وجاءت من شوارع عدة في العالم.

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket