رئيس العراق ويكتي.. العمل وليس المتاجرة بالشعارات

الاراء 02:26 PM - 2014-10-22
حسين فوزي

حسين فوزي

كل ما انجزه الرئيس السيد جلال طالباني في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني، وما ارساه من قواعد باقة الورد في التعامل مع الوضع العراقي وأطيافه وقواه السياسية، هو بحق تجسيد عملي لمبادئ حزب اتحاد القوى السياسية الثورية الديمقراطية الجمهورية في كردستان والعراق. إن مام جلال، لمن اراد أن يكون موضوعياً امينا مع نفسه وتشخيص الوضع العراقي، تجسيد لكل التجربة الكردستانية والعراقية. فالتوجهات المحافظة حتى اقصى التوجهات اليسارية، كلها قادت إلى كوارث. لكن "يكتي" قاد إلى "توليد" إستعادة الثورة وبناء انموذج يحتاج المزيد من البناء عليه، وبقدراته المتطورة، هو تجسيد لطموحات العدالة الاجتماعية وتآخي المكونات وآفاق واضحة لإزدهار الإنسان معيشياً وفكرياً.

وعملياً فأن تمسك "يكتي" المتخطي لـ"معقول" البعض في العمل السياسي بعد انهيار 1975، وتمسكه في الوقت نفسه بالإنتماء العراقي، أسقط الكثير من المزايدين والمتخاذلين، كما اسقط ذرائع النظام الشمولي في تخوين حركة النضال الكردستاني من اجل الحقوق القومية والديمقراطية لكل العراق.

واليوم حيث يلوَّح البعض بـ"طموح" دولة كردستان، فأن يكتي ظل رابط الجأش أمام المزايدات مستنداً لارضية الوعي الثوري، ليس للظرف الذاتي الكردستاني وحده، إنما الظرف العراقي ومسؤوليته في الشراكة الوطنية العراقية في بناء دولة مدنية اتحادية ديمقراطية أولاً، التي هي القاعدة المادية لكل الحقوق والمطالب المشروعة لشعب كردستان العراق، وتحويل الإقليم إلى منار يضيء لتحريض الشعوب على الثورة من اجل حقوقها، ليس فقط في بقية كردستان الكبرى، بل والمنطقة والعالم النامي كله "الذي يستيقظ" بفعل دفق القيم المعاصرة في عالم العولمة الذي اسقط كل الحدود بوسائل الإتصال المتطورة، واسقط كل سلطات الدولة الوطنية بفعل فرص التعامل بعيداً عن نوافذ الجمارك، ليس برؤوس الأموال وحدها إنما العمالة ايضاً، حتى اقلها خبرة فنية، بجانب ارقاها تقدماً، والفكر.

إن يكتي الرفاق المؤسسين، بمنهجه الذي اختطوه، يكتي المناضلين الذين تجمعوا من ارجاء كردستان، ومعهم حشد من غير الكرد، وجمع من المناضلين العرب الحلفاء الديمقراطيين، هو القلعة الحصينة للدفاع عن مكاسب شعب كردستان، وهو الأمل في تخطي الخانق المعيشي الناجم عن المزايدات والشعارات المتاجرة بالطموح المشروع بقصد تسقيط القوى السياسية الكردستانية الموضوعية، بل صمود كوباني "عين العرب".

إن المدنيين الديمقراطيين العرب، شأنهم شان كادحي كردستان وبقية الفصائل الثورية الواعية، والجماهير بحسها العفوي، نتطلع بكل الأمل إلى مسيرة يكتي، ليس بحثاً عن مكاسب شخصية، كما يفعل ناشطو الإعلام التجاري، او سياسيو حسابات الأرصدة الشخصية، لحشد الطاقات لتجاوز الهوة القائمة بين الإقليم وبغداد وفق معايير واضحة تضمن حقوق الجميع.

وكل الأمل في حكمة رئيس الجمهورية، وتعميق القيم "الثقافية"، بالبناء على نهج العم جلال لكسر الجليد بين قوى المكونات، بمواصلته المسيرة المبكرة التي بدأها شخصياً، لإعلاء القيم الإنسانية ودحر العنصرية والطائفية والتعصب بكل اشكاله، لإعلاء قيم حقوق الإنسان بكل معانيها الخاصة والعامة.

 

 حسين فوزي

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket