المتاجرة بالنازحين

الاراء 02:15 PM - 2014-10-22
المتاجرة بالنازحين

المتاجرة بالنازحين

اتخذ بعض السياسيين والمسؤولين من حال النازحين مادة خصبة لاطلاق التصريحات الاعلامية التي تتباكى على عراقيين وجدوا انفسهم خارج منازلهم ومناطقهم جراء العمليات العسكرية ورهبة القتل وشرعنا نسمع ونقرأ يوميا بان ثمة مشاريع استغاثة تطلق وهي لاتتجاوز نصب الكرافانات والخيم وتوزيع البطانيات ذلك مع تصاعد الاصوات بتأشير حالات فساد مالي واداري اكتنفت عملية توزيع المبالغ المخصص توزيعها على النازحين الى جانب عدم استلام العديد منهم المنحة المقررة لحد الآن. 

وفي وقت يكابد فيه نازحون الى مناطق مختلفة من معاناة يومية وهم ما بين المطر والاوحال الطينية ومنهم مازال في العراء ومشيدات بناء لاتصلح لسكن يليق بالبشر فان من ذلك البعض تجده لايشعر بايما حرج وهو يطل من شاشات التلفاز بكامل اناقة بدلته وربطة عنقه متحدثا عن التخصيصات المليونية وخدمة المواطن النازح العراقي الكريم وكأنه لايدرك حجم المأساة التي حلت بالنازحين والتي بلغت حد موت بعضهم بسبب الظروف الصعبة وسوء الاحوال الجوية ونحن مازلنا في بداية موسم الشتاء فكيف سيكون وضعهم مع مرور الوقت دون ان تضمد جراحهم كل المساعدات التي قدمت لهم؟ ذلك بسبب اتساع حجم المشكلة وكثرة اعداد النازحين وتوزعهم في اماكن مختلفة وقد وقع العبء الكبير على اقليم كردستان بتدفق مئات الالاف من النازحين لقرب مناطقهم ولم تدخر الاجهزة المختصة هناك جهدا انسانيا في تقديم مايمكن تقديمه  من عون ومساعدة الا ان الامر يفوق ذلك ويحتاج الى دعم دول ومنظمات اغاثية عالمية لايجاد حلول ناجعة وسريعة لانتشال النازحين من حالهم المزري الحالي بعد ان اخفقت الجهات الحكومية وفقر امكانيات المنظمات العراقية المعنية امام هول المشكلة التي مازالت بعيدة عن المتابعة الميدانية الجادة الا من زيارات خجولة قليلة للمخيمات تعقبها تصريحات ومؤتمرات صحفية وتوزيع قناني ماء.

ترى هل بلغ العراقي الى هذا الحال نازحا مهموما مقهورا في بلده ولاريب نحن جميعا نعرف سبب هجرته ونزوحه والظروف القسرية التي آلت ان يغادر النازح مضطرا مدينته؟ولكننا نثبت هنا ما يقع على كل من يتصدى للمسؤولية بضرورة الارتقاء بالمهمة الاخلاقية والوطنية والانسانية بتوفير اماكن بديلة مناسبة وتأمين احتياجات النازحين بشكل عاجل يشعرهم بكرامتهم الانسانية وعراقيتهم  وحقوق مواطنتهم لاغرباء في وطنهم.

ولا اريد العودة الى الماضي ولكن للتذكير فحسب كيف كان النازحون واللاجئون القادمون من دول عربية وغيرها الى بغداد يعيشوا فيها حياة طبيعية وتقام لهم المجمعات السكنية وتخصص لهم الوظائف والمرتبات المالية وها هو حال النازحين اليوم وشتان ما بين نازحي الامس واليوم؟.

 

سعدي السبع

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket