داعش..زيجات وأسلمة قسرية للإيزيديين

تقاریر‌‌ 07:08 PM - 2014-10-14
احدى الناجيات

احدى الناجيات

اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش، ان تنظيم داعش الارهابي يحتجز المئات من الرجال والسيدات والاطفال الإيزيديين كأسرى في مراكز احتجاز رسمية ومؤقتة في العراق وسوريا، كاشفة عن قيام تنظيم (داعش) بفصل المراهقات عن اسرهن وارغامهن على الزواج من ارهابييه.
وقالت شاهدة واحدة، وهي نافين، إنها فرت في أوائل سبتمبر/أيلول مع أطفالها الأربعة، وأعمارهم 3 و4 و6 و10 سنوات، بعد شهر من الأسر.
وقالت إنها شاهدت ارهابيي داعش يأخذون سيدات وفتيات إيزيديات على إنهن "عرائس" لهم من مبنيين كان يجري احتجازها فيهما بسجن بادوش قرب الموصل، ثاني كبريات المدن العراقية، ومدرسة في تلعفر، المدينة الواقعة إلى الغرب.
قام بعض الارهابيين بإعطاء السيدات الذهب على أنه مهر لهن: رأيتهم يأخذونهن جميعاً، نحو 10 شابات وفتيات في أيام مختلفة. كانت أعمار بعضهن تصل إلى 12 أو 13 عاماً، وحتى سن العشرين. وقد اضطروا لسحب بعضهن بالقوة. وكانت بعض الشابات متزوجات ولكن بلا أطفال، ولذا لم يصدقوا ارهابيو داعش إنهن متزوجات.
وقالت فتاة عمرها 17 عاماً واسمها آدلي إن: "رجلاً ملتحياً ضخماً" انتقاها من مجموعة من المحتجزات الشابات في الموصل وأخذها مع أسيرة أخرى إلى الفلوجة بمحافظة الأنبار: كنت اختبئ في حِجر سيدة، وكانت تحدثني وكأنني ابنتها، فقالت لي: "لاتخافي، لن أدعهم يأخذونك". لكن الرجل نظر وقال: "أنت لي"، وسرعان ما أخذني إلى سيارته العسكرية الكبيرة.
قام الارهابي بأخذ الفتاتين إلى منزل في الفلوجة، غربي بغداد، وقالت: "كانوا يضربوننا ويصفعوننا لإرغامنا على الاستسلام". وبعد يومين هناك تمكنت الفتاتان من الفرار، وقالت: "بقدر ما وسعنا، لم نسمح لهم بلمس أجسادنا. كل شيء فعلوه كان بالقوة". وتثير روايات المحتجزات الحاليات والسابقات بواعث قلق جدية من الاغتصاب والاسترقاق الجنسي من جانب ارهابيي داعش، رغم أن مدى تلك الانتهاكات لم يتضح بعد بحسب (هيومن رايتس ووتش).
وقد قام ارهابيو داعش أيضاً بأخذ صبية من عائلاتهم، بغرض التدريب الديني أو العسكري على ما يبدو، كما قال ثلاثة من الفارين وناشط حقوقي إيزيدي قام بإجراء المقابلات مع الفارين.
قال رجل عمره 28 عاماً من الفارين، هو خضر، إنه شاهد خاطفيه يفصلون 14 صبياً تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاماً في قاعدة عسكرية استولت عليها داعش في شنكال: استبد الخوف بالأشقاء الأكبر لهؤلاء الصبية، وتساءلوا: "إلى أين تأخذونهم؟"، فقالوا ارهابيو داعش: "لاتقلقوا، سنطعمهم ونعتني بهم، سنأخذهم إلى قاعدة لتعليمهم القرآن وأصول القتال والجهاد". واشار خضر الى إن الارهابيين أرغموه مع غيره من الأسرى على التحول إلى الإسلام، بما في ذلك في شعيرة جماعية شاركه فيها ما يزيد على 200 رجل وسيدة وطفل من الإيزيديين الذين اقتادتهم داعش إلى سوريا: جعلونا نرتل الشهادة 3 مرات.

عمليات طرد وقتل واختطاف
وقام أعضاء منظمة إيزيدية تعمل على توثيق الانتهاكات بتزويد هيومن رايتس ووتش بقاعدة بيانات بها 3133 من أسماء وأعمار إيزيديين قالوا إن داعش اختطفتهم أو قتلتهم، أو اندرجوا في عداد المفقودين منذ هجمة داعش في أوائل أغسطس/آب، استناداً إلى مقابلات مع نازحين إيزيديين في اقليم كوردستان. وقد احتوت القائمة على 2305 أشخاص يظن أنهم اختطفوا ـ ومنهم 412 طفلاً. كما ظهر 31 من هؤلاء على قوائم أعطاها أقارب المحتجزين لـ هيومن رايتس ووتش.

احتجاز أقليات أخرى
تنتمي الأغلبية الساحقة لمحتجزي داعش إلى طائفة الإيزيديين، لكن الجماعة أسرت أيضاً أعداداً أقل من أقليات دينية وعرقية أخرى، بحسب قادة تلك الطوائف ونشطاء حقوقيين ومقابلات مع أقارب لمحتجزين. وقد قال أحد قادة طائفة الشيعة الشبك إن معه قائمة تضم 137 رجلاً فقدوا منذ استيلاء داعش على مناطقهم شرقي الموصل في أغسطس/آب.
وقال ناشط آخر من الشبك إن داعش تحتجز مايصل إلى 150 من الشبك. وقد أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات منفصلة مع أربعة من رجال الشيعة الشبك فقالوا: إن ارهابيي داعش أسروا ما يبلغ مجموعه 17 من أقاربهم بين يونيو/حزيران وأغسطس/آب. وقال أحد الرجال إن داعش أخذت خمسة من أبنائه في 3 يوليو/تموز من قرية عمر كان قرب الموصل.
وقالت سيدة مسيحية، من بلدة قرقوش التي يغلب عليها المسيحيون، قالت لـ هيومن رايتس ووتش إن ارهابيي داعش أرغموها هي وعدد قليل من المسيحيين الباقين في البلدة على الرحيل. وأثناء إرغامهم على الصعود إلى حافلة، قام أحد الارهابيين بأخذ ابنتها التي تبلغ من العمر 3 سنوات عنوة، كما قالت، وأيد قولها رجل شهد الواقعة وأجريت معه مقابلة منفصلة.

ظروف الاحتجاز
يقوم ارهابيو داعش باحتجاز الأشخاص في عدة مواقع، معظمها في مدن الموصل وتلعفر وشنكال، ولكن أيضاً في بلدات عراقية أصغر مثل ربيعة القريبة من الحدود السورية، وفي مناطق تسيطر عليها داعش في شرق سوريا، وهذا بحسب المحتجزتين الحاليتين والـ16 محتجزاً السابقين، إضافة إلى أقارب لمحتجزين ونشطاء حقوقيين محليين ودوليين. قال هؤلاء إن داعش تحتجز الأسرى في مدارس وسجون وقواعد عسكرية ومكاتب حكومية ومنازل خاصة. وقال بعض أقارب المحتجزين إنهم تلقوا شكاوى من نقص الطعام والماء.
وكانت داعش قد نقلت أسراها من موضع إلى آخر لتجنب الاكتشاف والغارات الجوية، فحشرتهم في شاحنات وحافلات بحسب الفارين وأقاربهم. وقالت نافين والدة الأطفال الأربعة: "كنا نجلس فوق بعضنا البعض" خلال إحدى الرحلات. وكانت ظروف الاحتجاز بنفس الاكتظاظ في بعض مراكز الاحتجاز المؤقتة، بحسب الفارين والمحتجزتين الباقيتين قيد الاحتجاز.
ووصفت غزال، وهي فتاة عمرها 17 عاماً من الفارين، وصفت الظروف في قاعة بالموصل قالت: إن داعش أخذتها إليها في بداية أسرها الذي دام 22 يوماً: كان الأشخاص من الكثرة بمكان بحيث لم نكن نستطيع التحرك، وعجز بعض الأطفال عن التنفس بحرية. وكان هناك عجائز وأطفال صغار. بلغنا من الاكتظاظ أن كنا ننام فوق بعضنا البعض. لم تكن هناك أسرّة ولا أغطية. وفي حديث هاتفي في سبتمبر/أيلول، قالت سيدة محتجزة في منزل خاص لـ (هيومن رايتس ووتش): إن ارهابيي داعش لم يسمحوا للأسرى بالخروج، وقالت السيدة: "لايمكننا مغادرة المنزل. أحياناً نتسلل إلى الخارج لرؤية ما يحدث، لكن كلما رأيناهم قادمين نهرع عائدين إلى الداخل. إذا شاهدوا شخصاً بالخارج فإنهم يقتلونه".
وقال أقارب لمحتجزين إن أقاربهم أبلغوهم بمواقعهم أثناء مكالمات هاتفية. وقال المحتجزون الحاليون والسابقون وأقاربهم لـ هيومن رايتس ووتش إنهم عرفوا مواقعهم من لافتات الطرق وغيرها من العلامات. وقال الفارون وأقارب الباقين رهن الاحتجاز إن ارهابيي داعش سمحوا للعديد من العائلات المحتجزة بالاحتفاظ بالهواتف واستخدامها للاتصال بأقاربهم. وقال محتجزون آخرون لأقاربهم إنهم أخفوا هواتفهم وكانوا يستخدمونها خفية. وفي بعض الأحيان قام عناصر من داعش بتوفير هواتف للمحتجزين للاتصال بعائلاتهم، بحسب قولهم.
وكان بعض المحتجزين يتصلون بكثرة، لكن آخرين اتصلوا مرة واحدة أو اثنتين فقط. وقالت عدة عائلات أجرت معها هيومن رايتس ووتش مقابلات إنهم سمعوا أخباراً من أقارب محتجزين مؤخراً، لكن آخرين قالوا إنهم لم يسمعوا أي خبر من أقاربهم أو منذ أكثر من شهر.

اختطاف عائلات ممتدة
قال بعض أقارب المحتجزين لـ هيومن رايتس ووتش إن ارهابيي داعش اعتقلوا العشرات من أقاربهم دفعة واحدة، وبينهم جدود وأمهات تحملن رضعاً حديثي الولادة. وقال خضر، الرجل الذي احتجزته داعش لمدة 8 أيام، إن داعش أخذت 72 من أقاربه وأرغمتهم على قيادة سياراتهم الخاصة إلى مدرسة في سوريا حيث تم حبسهم. وقال رجل من قرية أخرى قرب شنكال ان داعش تحتجز 65 من أقاربه، وبينهم 17 طفلاً. وعرض على هيومن رايتس ووتش قائمة بالأسماء. وعرض رجل ثالث على هيومن رايتس ووتش قائمة بأسماء 37 من أقاربه المحتجزين، ومنهم 23 طفلاً، الذين قال إن داعش اعتقلتهم دفعة واحدة.
وفي غرفة بمدرسة تؤوي نازحين إيزيديين في دهوك، قامت عائلة واحدة بتزويد هيومن رايتس ووتش بأسماء 42 من أقاربها الذين قال أفراد العائلة إن (داعش) اختطفتهم في 3 أغسطس/آب من بلدة في ناحية شنكال. قتل 16 منهم على الفور، وحبسوا الـ26 الباقين، وكلهم من السيدات والفتيات والأطفال الصغار ومنهم رضيعان، وفر واحد منهم فقط، كما قال أفراد العائلة. وحين قام أحد شيوخ العائلة بسؤال الأطفال في الغرفة كم منهم له أب قتلته داعش، وقف أكثر من 20 طفلاً.

اختطاف الصبية والفتيات
وتذكر نافين لـ (هيومن رايتس ووتش) إنها شاهدت ارهابيي داعش يأخذون جميع الصبية من سن 10 أعوام فصاعداً: في سجن بادوش رأيتهم أيضاً يأخذون الصبية. قالوا إنهم يأخذونهم لتعليمهم الدين. ومن غرفتي أخذوا 6 أو 7 صبية. وكان جميع الصبية الذين أخذوهم في نحو العاشرة أو الحادية عشرة. ألبست ابني الذي يبلغ من العمر 10 سنوات ثياب الفتيات لإخفائه.
وقالت روشة، الفتاة التي في الخامسة عشرة والتي قالت إنها فرت من احتجاز داعش في 7 سبتمبر/أيلول، إن الارهابيين احتجزوها في 4 مواقع مختلفة قبل نقلها إلى سوريا، بما في ذلك فترة في سجن بادوش في الموصل مع مئات من الرجال والسيدات والأطفال الإيزيديين الآخرين. وقالت إنها في وقت ما بين 22 و24 أغسطس/آب كانت تتفرج من ساحة السجن بينما يقوم ارهابيو داعش بأخذ ما يزيد على 100 صبي، بعضهم في السادسة، من أمهاتهم: أخذوا الصبية الصغار من أمهاتهم. وإذا رفضت الأمهات كانوا يشدون الأطفال بالقوة. صفعوا الأمهات المحتجات، وأطلقوا بنادقهم في الهواء وقالوا: "سنقتلكن إذا امتنعتن عن ترك أطفالكن". وقالت ليلى، 16 سنة، إن ارهابيي داعش خطفوها هي وأمها وشقيقتها التي تبلغ من العمر 13 عاماً من منطقة شنكال في 3 أغسطس/آب. بدأ الارهابيون بأخذ أمها، ثم شقيقتها، ثم أخذوا ليلى إلى منزل في رابعة، حيث حبسها رجل وارغمها على الطهي والتنظيف له، كما قالت ليلى. وقالت ليلى إن ارهابيي داعش في البداية نقلوا ثلاثتهن مع مئات السيدات والفتيات الأخريات في قافلة من الحافلات إلى الموصل، وكانت الرايات السوداء ترفرف من الحافلات. وبعد أيام قليلة أخذ الارهابيون جميع السيدات الأكبر سناً، بمن فيهن أمها. وبكت ليلى وهي تصف محنتها التي دامت 22 يوماً: أخذوا أمي من يدي. حاولت منعهم، لكنها أخذوها بالقوة. لا أدري ماذا فعلوا بها. لقد أخذوا سيدات أخريات في الوقت نفسه وبالطريقة نفسها. لم يبق في القاعة سوى شابات صغيرات. وكنت أتمنى الموت.
وتابعت ليلى إن الارهابيين نقلوها بعد ذلك مع شقيقتها إلى مبنى به قاعة كبيرة في الموصل، حيث احتجزوهما مع نحو 200 شابة وفتاة أخريات. وهناك كان الارهابيون يأتون لاختيار سيدة أو فتاة يأخذونها إلى منازلهم، حسب قولها: في كل ليلة كان الحراس المسلحون يقولون: "لقد وصل المجاهدون!"، فكانوا يدخلون القاعة وينتقون من تحلو في أعينهم، بالقوة أحياناً، وبمجرد الإشارة في أحيان أخرى. وحين نسأل الحراس عما يحدث كانوا يقولون: "إنهم يأخذونهم لمساعدة المجاهدين في بيوتهم". واستبد بي الخوف، فبدأ جسمي يرتعد. وظللت طوال الليل أمسك بيد شقيقتي في أحد أركان القاعة. وكشفت ليلى إن الارهابيين شحنوها هي وشقيقتها على مدار الأيام التالية، مع العديد من الفتيات والشابات الأخريات، إلى تلعفر، ثم إلى الموصل ثانية، وإلى تلعفر مرة أخرى، قائلين لهن أثناء الرحلة: "ستذهبن إلى تلعفر لخدمة المجاهدين". وهناك احتجزتهن داعش مع نحو 100 فتاة وسيدة أخريات كان قد تم نقلهن من عدة مواقع أخرى، بحسب قولها. وقالت إن إحدى الفتيات كانت "تبكي طوال اليوم".
وقالت ليلى إنه بعد أيام قليلة من أخذهن إلى تلعفر، أخذ الارهابيون شقيقتها ذات الـ13 عاماً قائلين إنهم سيرسلونها إلى ارهابي في رابعة. وبعد أيام من هذا قام بعض الرجال باقتيادها هي وشيرين، 17 سنة، إلى رابعة بدورهما، وحبسوهما في منزل للتنظيف والطهي لاثنين من الارهابيين الآخرين.
وقالت: إن  الارهابيين كانا "يحملان الكثير من الأسلحة، بنادق آلية وقنابل يدوية، ونظارات مقربة وعددا من الهواتف الخلوية". ليلى تقول إنها وشيرين قامتا في اليوم التالي بسرقة هاتف محمول من أحد الرجلين، واتصلتا بأقارب لهما فزودوهما بتعليمات للوصول إلى منزل أشخاص يعرفونهم في رابعة. وتسللت الفتاتان من باب خلفي لايعمل قفله جيداً. وتقول شيرين إنها لاتذكر شيئاً عن يوميها الأخيرين في الأسر في رابعة، وقالت من ملجأ في اقليم كوردستان: "لقد فقدت عقلي. لا أعرف حتى كيف وصلت إلى هنا".

خطر الانتحار
قال رجل إيزيدي، هو خديع، لـ هيومن رايتس ووتش إنه في أوائل سبتمبر/أيلول تلقى مكالمة ملهوفة من شقيقته الأسيرة ابنة الـ19 عاماً، وكانت أول مكالمة من الشقيقة منذ أسرها في 3 أغسطس/آب، قالت: إن ارهابيا شاباً كان يحرسها أعطاها هاتفه وقال لها: "اتصلي بعائلتك وقولي لهم ‘هذه هي رسالتي الأخيرة لأنني سأزوج قسرياً لأحد الارهابيين". وقالت لنا: "لا أريد سوى أن أراكم مرة أخيرة وبعدها سأقتل نفسي". فرت السيدة قبل إتمام الزيجة، كما علمت هيومن رايتس ووتش لاحقاً من أحد أفراد عائلتها. وقال أقارب فتاة إيزيدية عمرها 16 عاماً هي فاتي، كانت قد تزوجت قبل شهرين من أسر  داعش لها في 3 أغسطس/آب، قالوا إنهم تلقوا مكالمة مشابهة في نهاية أغسطس/آب.
وقالت خانسي، شقيقة الفتاة، لـ هيومن رايتس ووتش، إن العائلة علمت بأسر داعش لفاتي حين اتصلوا بهاتف زوجها في صباح 3 أغسطس/آب: رد رجل على الهاتف، وقال إنه قتل زوج شقيقتي وأخذها. ولم نسمع شيئاً لمدة 27 يوماً. ظنناها ماتت. واتصلنا بالعديد من الأصدقاء والأقارب لكن أحداً لم يسمع منها خبراً. وفجأة اتصلت ذات يوم، وقالت: "إذا حاولوا إرغامي على اعتناق الإسلام فسوف أقتل نفسي". ولم نسمع منها منذ ذلك الحين.

أسلمة قسرية
قال السبعة الذين فروا من أسر داعش جميعاً إن الارهابيين ضغطوا عليهم لتحويلهم إلى الإسلام. وقالت إحدى السيدات إن الارهابيين رددوا عليها مرارا: "أسلمي تسلمي". وقال أشخاص لهم أقارب أسرى إن أقاربهم أخبروهم هاتفياً بأنهم يجبرون على اعتناق الإسلام.
وقال خضر، الرجل الإيزيدي الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، إن أفراد داعش أجبروه هو وغيره من الأسرى على الصلاة 5 مرات يومياً وتلاوة الشهادة عدة مرات أثناء احتجازه في سوريا والعراق. وقد عرض على هيومن رايتس ووتش مقطع فيديو سجلته داعش ونشرته على مواقع الارهابيين ويظهر الأسلمة القسرية لنحو 100 رجل إيزيدي التي أرغم على المشاركة فيها. قال خضر: "لقد أرغمونا على مصافحتهم وقالوا، مرحباً بكم فأنتم إخوة لنا، لكنها كانت مجرد دعاية".
وأشار سليم، والد رجل إيزيدي أسير يدعى جردو، إلى ابنه في مقطع الفيديو نفسه. وقال سليم إن داعش كانت قد أسرت جردو في 3 أغسطس/آب، حين ذهب إلى بلدته في شنكال لمساعدة زوجته وعائلتها.
وقال سليم إن جردو اتصل به في 3 سبتمبر/أيلول من مبنى في قرية قرب تلعفر، قال إن داعش تحتجزه فيه، ثم طلب الأب التحدث مع أحد الحراس.

زيجات قسرية
قالت سيفي، وهي سيدة عمرها 19 عاماً فرت في أواخر أغسطس/آب، قالت لـ هيومن رايتس ووتش إنها شاهدت ارهابيي داعش يطلقون النار على زوجها فيقتلونه قبل أسرها في 3 أغسطس/آب، على مشارف قريتهما قرب شنكال. وقالت إن الارهابيي أخذوها لاحقاً إلى منزل في الموصل، حيث أرغموها هي وعدد من الشابات والفتيات الأخريات على الزواج بهم في "حفلات زفاف" جماعية. ووصفت سيفي عدة حفلات زفاف جماعية، ومنها الحفل الذي "زوجت" فيه لأحد الارهابيين: كان يفترض أن يكون حفل زفاف، فكانوا يمطروننا بالحلوى ويلتقطون لنا الصور ومقاطع الفيديو. لقد أرغموننا على التظاهر بالسعادة في الصور وشرائط الفيديو. وكان الارهابيون في غاية السعادة، يطلقون الطلقات في الهواء ويصيحون ... كانت هناك سيدة من كوتشو، بارعة الجمال، أخذها قائد الارهابيين لنفسه. وألبسوها ثوب الزفاف.
قالت سيفي إن الارهابي الذي "تزوجها" أخذها إلى منزل حيث "قال لي إنه سيعلمني الإسلام". وقالت إنه في المنزل حاول اغتصابها دون نجاح: كان اسمه زيد. حاول أخذي جنسياً بالقوة، فقلت له: "لن أتزوجك فأنا متزوجة". فغضب الرجل وقال: "سأبيعك لسوري ... سأقتلك".
وقالت سيفي إنها تمكنت من الفرار من المنزل بعد أيام قليلة أثناء نوم الارهابي.
وقد قررت نافي بيلاي، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في أغسطس/آب أن ارهابيي تنظيم داعش اغتصبوا صبيين. وأفاد صندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) في أغسطس/آب بأنه جمع "روايات مروعة عن عمليات قتل وخطف وعنف جنسي تم ارتكابها بحق سيدات وأطفال"، وبينهم رواية فتاة في السادسة عشرة قالت إن ارهابيي داعش أرغموها هي وسيدات وفتيات أخريات على تقديم خدمات جنسية تذرعاً بزيجات قسرية.

بيع سيدات وفتيات
كانت روشة ذات الـ15 عاماً واحدة من 3 سيدات وفتيات فارات حكين لـ هيومن رايتس ووتش عن بيع ارهابيي داعش للأسيرات، وقد شرحت بالتفصيل كيف قال ارهابي من الرقة في سوريا إنه اشتراها لقاء ألف دولار أمريكي، وكيف قال الحراس إن الارهابيين اشتروا 20 سيدة أخرى من المحتجزات معها.
وقالت نافين، السيدة التي قالت إنها فرت من أسر داعش مع أطفالها الأربعة، إن داعش احتجزتها لمدة نحو 10 أيام في نهاية أغسطس/آب في مدرسة بتلعفر مع أكثر من ألف شخص آخرين. وقالت إنها شاهدت رجالاً، وصفتهم بأنهم من "أصدقاء" داعش، يأتون للمدرسة ويشترون شابات وفتيات، دون تحديد أعداد السيدات والفتيات اللواتي تم أخذهن.
وقالت سيفي ذات الـ19 عاماً التي فرت: إن ارهابيي داعش، في ليلة 14 أغسطس/آب أو نحوها، أخذوا 26 شابة ومراهقة من المنزل الذي كن محتجزات به في الموصل، وقال الرجال إنهم جاءوا من سوريا ويأخذون السيدات "لبيعهن في سوق الجواري بسوريا"، بحسب سيفي.
وبحسب الأمم المتحدة، أفادت مراهقة إيزيدية بأن ارهابيي داعش خطفوا مئات السيدات ونقلوهن في النهاية إلى بلدة بعاج غربي الموصل. وقد أبلغت الفتاة الأمم المتحدة بأن الارهابيين اغتصبوها عدة مرات، ثم باعوها في سوق.



PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket