والعراق وجيرانه.. الى أين ؟

الاراء 03:45 PM - 2014-10-02
عبد المنعم الاعسم

عبد المنعم الاعسم

الدعوات لانفتاح العراق على الدول العربية، او انفتاح الدول العربية على العراق، امر واحد في نهاية المطاف، يعني، قبل كل شيء، ان ثمة مشاكل وتوترات وتجاوزات ومظالم حالت لسنوات دون هذا الانفتاح، واسست لقطيعة و"ملف ريب" بين الجانبين، لكن الخاسر الاول(اقول، الاول) من اجواء التوتر بين العراق وجيرانه العرب ، في كل الاحوال وفي جميع المقاييس، هو العراق، وتكفي الاشارة هنا الى ان عصابات الإرهاب مصدرها بعض هؤلاء الجيران، أو حدودهم، او في ظل تواطئهم مع المشروع الارهابي، في اكثر التوصيفات تهذيبا. 

وبمعنى ما، فان خفض مناسيب التوتر مع الجيران العرب من شأنه ان يساعد في خفض المشكلات الامنية، إن لم يساعد في انعاش التجارة والدورة الاقتصادية والسياحية العراقية، ولا يستطيع ان ينكر هذه المعادلة، او يدفع بالضد منها، سوى اولئك الذين يمنون النفس بخنق العراق وقص اجنحته الاقليمية مما سيجعله لقمة سائغة للمناهضين لعملية التغيير الديمقراطي المنشود، وليس من دون مغزى ان يجد غلاة الطائفيين وغلاة الارهابيين انفسهم في خندق واحد في معارضة انهاء التوتر مع الدول العربية، وإن انطلق كل منهما من موقع مختلف. 

وحين نفتح سجل الازمة على مصراعيه سنجد في معسكر العهد العراقي الجديد من عمل ويعمل (او دعا ويدعو) من اجل تقليص هامش الاتصال العراقي بجيرانه العرب سعيا الى اختصار شبكة الاتصالات الاقليمية بمنفذ واحد، في ظل مشروع (او وهم) هو الاخطر في مجرى اعادة بناء الهوية الوطنية العراقية. 

لكن الصورة لن تكتمل من دون الاشارة الى الدور التخريبي الذي لعبته قوى الارهاب وانصارها في تسميم علاقات العراق بجيرانه، من خلال تهديداتها للحكومات العربية بوجوب مقاطعة العراق، او من خلال اعمال الاختطاف والتفجير التي طالت البعثات الدبلوماسية العربية في العراق، وشملت خطوط التجارة البرية، وشبكات الاتصال، ومبادرات اعادة الاعمار وكل الانشطة الاعلامية والدبلوماسية والخيرية العربية في العراق. 

ويمكن ان نضيف الى هذه اللوحة حملة التشهير والتجييش التي نظمها انصار الارهاب في العراق لثني الدول العربية عن التواصل مع الحالة العراقية، والحيلولة دون مساعدة العراقيين على اجلاء الاحتلال  من بلادهم، ما ادى الى اطالة تلك الفترة وخلق تعقيدات امنية وسياسية ادت الى نزوح الملايين من العراقيين الى خارج الحدود، ولم يجف بعد دم الدبلوماسي المصري ايهاب الشريف الذي اغتيل قبل اعوام على يد عصابات القاعدة.

 

“لا يوجد مستحيل أمام من يحاول”. 

الاسكندر الاكبر

 

عبد المنعم الاعسم

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket