ما ينتظره الناس من قيادة الإقليم

الاراء 08:28 PM - 2014-10-01
زهير كاظط عبود

زهير كاظط عبود

تضافرت الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب، وهي صفحة جديدة تتوحد بها القوى الخيرة ضد القوى الإرهابية، ويفترض أن الجهود في محاربة الإرهاب ليس فقط ضد مجموعة داعش الإرهابية أو تنظيمات القاعدة وتفرعاتها، انما ينبغي أن تتوجه ضد داعمي التنظيمات الإرهابية ومسانديها ومحرضيها، وتجفيف المنابع التي تغذي هذا الوباء الإنساني الخطير وتجند له العناصر وتمهد له الطريق، بعد أن تمكن من السيطرة على عدد من المناطق، لتفرض سطوتها وهيمنتها وتبث افكارها المسمومة والمتطرفة مما شكل ضرورة حتمية لأنقاذ أرواح الناس من هذه السطوة والقسوة، وأصبح هذا الخطر لا يهدد العراق الاتحادي فقط انما يمكن ان يتمدد الى دول مجاورة ومن ثم يعبر الى مناطق آمنة أخرى ليلحق الضرر بالإنسان وبالحياة الآمنة فيها، حتى شعر المجتمع الدولي بفداحة الخطر الذي يهدده أمام هذه التنظيمات الإجرامية التي لا يمكن لها أن تمثل دينا أو مبادئ أو قيما، حيث يكون القتل والذبح والتدمير والتخريب قاسما مشتركا يجتمع في نفوس العناصر التي يتشكل منها.
وحين تقود الولايات المتحدة الأمريكية هذا التحالف الدولي، وتضرب تجمعات ومقرات داعش بالصواريخ وبالطائرات، فأنها يمكن أن يلحق الأذى بجزء من هذه المجموعات التي انتشرت في عدة مدن عراقية، فأن مهمة مشتركة تقع على عاتق القوات العراقية وفصائل البيشمركة والمقاتلين الشجعان من اهل تلك المدن لتحرير تلك المدن والأراضي من دنس العصابات التكفيرية والهمجية، كما يتطلب الأمر ايضا توفير كل وسائل الدعم المادي والمعنوي لمساعدة الأعداد الكبيرة من المدنيين النازحين والهاربين من مناطقهم تخلصا من القتل والخطر الذي وقع عليهم.
ولعل أقليم كردستان العراق من بين أكثر المناطق التي تعرضت وتضررت لهجمات داعش، ويعاني الإقليم من موجة نزوح كبيرة لايستوعبها، جراء نزوح ما يقارب مليون مواطن الى الإقليم من القوميات والطوائف المختلفة الذين لاذوا بحماية الإقليم لتوفير ابسط مقومات الحياة بشكل مؤقت ولحين حل مشكلتهم مع هذه المجموعات الإرهابية، والتي احتلت منازلهم واستولت على حلالهم ومنعت عنهم الحياة والأمن وقتلك اعدادا كبيرة منهم بسبب دياناتهم او مذاهبهم.
أن خطا مفتوحا على الأرض يتراجع فيه الداعشيون من الأراضي العراقية الى الأراضي السورية، بالإضافة الى توفير كل مستلزمات تسهيل الدخول من الأراضي التركية الى الأراضي السورية ومنها الى العراق، مما يستوجب أن يغلق هذا المنفذ والعمل على أن يتوقف بأية طريقة ممكنة، حتى يمكن ايقاف استمرار تدفق العناصر المتطرفة المغيبة عقليا التي تنضم الى صفوف التنظيم الإرهابي القادمة من كل حدب وصوب.
وإذا كان الإقليم قد تعرض الى هجمة مروعة على اثر دخول المجموعات الإرهابية الى مناطق سنجار وتلعفر وتمددها بعد سيطرتها على مدينة الموصل الى المناطق المجاورة التي يسكنها المسيحيون والأيزيديون والشبك، وارتكاب مجازر مروعة يندى لها الجبين الإنساني، مما ترتب على قيادة الإقليم أن تعكس موقفها الجاد في حماية الناس وضمان الامن، بغض النظر عن دياناتهم او مذاهبهم او قومياتهم، وأن تعمل على فك أسر النساء الاسيرات من قبضة داعش في أي مكان لكونهن مواطنات كرديات، وان تقوم بمحاسبة القادة المتخاذلين والمنسحبين من تلك المناطق دون دفاع او مبرر، حتى لايمكن ان ينسحب الموقف على قوات البيشمركة صاحبة التاريخ والسمعة الوطنية، وان تقوم بأجراء التحقيقات العميقة والسريعة حول اسباب هذا الانسحاب الذي اعتبر تكتيكيا نتيجة الخلل في التنظيم وإدارة العمليات، مما سهل للمجموعات الإرهابية دخولا سهلا وسريعا لتلك المناطق.
وفي نفس الوقت يتوجب على قيادة الإقليم أن تراعي وضع الأعداد البشرية النازحة، وان تضع أمام انظارها حلول فصل الشتاء القارص في كردستان العراق، وان تضع الحلول الواقعية لأعادة الناس الى مناطق سكناها بعد التنسيق والتعاون مع تلك المجموعات الشجاعة التي وقفت تقاتل داعش وتساهم في تحريرها وتطردها من مناطقها.
واذا كان من بين الأسباب التي لم تجعل التوازن متكافئا بين التنظيم الإرهابي الذي استولى على كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر والمعدات التي تركتها الوحدات العسكرية العراقية حين انسحبت وتركتها دون أن نستمع الى تبرير او سبب لذلك بل ودون ان يتحمل أحد المسؤولية، وبين قوات البيشمركة التي كانت بحاجة للسلاح والمعدات، فأن تدفق السلاح والعتاد والنوعية ووجود المستشارين الدوليين يمكن ان يعيد التوازن في المعركة ليجعل الكفة في صالح قوات الإقليم بالنظر لكونها تقف على ارضها أولا، وتحارب من اجل تحرير الأراضي المغتصبة من غرباء اغتصبوها بالقوة وبرهنوا على افعال بربرية وهمجية تنم عن وحشية وتخلف وإرهاب، واخيرا تساهم في تطهير الأراضي العراقية التي وقعت تحت احتلال داعش وليس فقط اراضي الإقليم من رجس تلك العصابات، فهي تملك الأرض ومساندة الناس وتملك الهدف والعقيدة وبذلك ستعيد المعادلة والتوازن، وتأخذ دورها الاستراتيجي في الحياة الأمنة التي طالما اكدت عليها قيادة الإقليم ورسمتها نصوص الدستور.
وتبقى الاف العوائل متعلقة بأمل التعاون والتكاتف بين التعاون الدولي والجهد العسكري لقوات البيشمركة وحرس الحدود في الإقليم وقوات الجيش العراقي بالتنسيق مع فصائل مقاتلة من اهل تلك المناطق أخذت دورها الوطني في القتال ضد داعش لتحرير مناطقها، من أن تستعيد بيوتها واراضيها، وأن تؤكد الاستقرار والأمن، وأن يتم تعويض تلك العوائل على ما خسرته لأعانتها على ترميم أحوالها.

زهير كاظم عبود

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket