مرحباً بنشوء دولة كوردستان

الاراء 01:41 PM - 2014-09-18
مرحباً بنشوء دولة كوردستان

مرحباً بنشوء دولة كوردستان

كتب دانييل بايبز رئيس مؤسسة " ميدل ايست فوروم "  للأبحاث مقالا في جريدة واشنطن تايمز الأمريكية، أيَد فيها المسعى الكُردي لإقامة دولة كُردية . كما أنه أورد الأسباب التي تجعل من مصلحة الولايات المُتحدة مُساندة هذه الدولة الكُردية الناشئة وورد في المقال:
قبل الترحيب بنشوء دولة كوردستان، اعترف بأنني كنت مُعارضا لإستقلالها في الماضي .
في عام 1991 بعد انتهاء حرب الكويت وعندما هاجم صدام حسين ست ملايين كُردي في العراق، طرحت ثلاث نقاشات مُناهضة للتدخل الأمريكي نيابة عنهم، وما زال يجري الحديث حول هذه النقاشات في كثير من الأحيان حتى اليوم . أول هذه النقاشات هي أن الإستقلال الكردي سيرسم نهاية العراق كدولة . ثانيا، سيزيد ذلك من الحماس الكُردي لأجل الإستقلال في كل من سورية، تركيا وايران وسيقود ذلك إلى زعزعة الإستقرار ونزاعات حدودية .ثالثا، سيجلب الإستقلال الكُردي اضطهادا للسكان من غير الكورد وسيتسبب " بتغيرات كبيرة ودموية على السكان " .
سرعان ما برهنت التنبؤات الثلاث على عدم صوابيتها . بالنظر إلى الوضع الداخلي البائس في العراق وسجل الأداء الأجنبي فإن نهاية العراق المُوحد تبعث على الراحة بالإضافة إلى التطورات الكُردية في دول الجوار . انقسمت سورية إلى ثلاث مُكونات عرقية وطائفية وسيكون لذلك فوائد على المدى الطويل  . إن تخلي الكُرد عن تركيا سيخدم في عرقلة الطمُوحات الخطيرة للرئيس التركي الحالي، رجب طيب اردوغان، إن ترك الكُرد لإيران سيُساعد في اضعاف تلك الإمبراطورية العدوانية الصغيرة   .
كنت قد خشيت نزوح السكان من غير الكُرد عن كوردستان العراق إلا أن العكس قد حدث. فهناك مئات الآلاف من اللاجئين يتدفقون من بقية العراق ليستفيدوا من الأمان، التسامح والفرص في كوردستان .
يُمكنني تبرير هذه الأخطاء حيث لم يعرف أحد في عام 1991 أن الحكم الكُردي الذاتي في العراق سيزدهر هكذا . يمكن تسمية حكومة إقليم كوردستان والتي تشكلت في العام الذي تلاه بسويسرا الشرق الأوسط الإسلامي ( مع قليل من المُبالغة ) حيث يسعى شعبها  القوي  من سكان الجبال، والذي يملك عقلية اقتصادية إلى الإنفصال ليحققوا الإزدهار . 
 ولم يعلم أحد في عام 1991 أن البيشمركة ستتشكل كقوة مُنضَبطة و قوية . وأن حكومة إقليم كوردستان ستُعارض الأساليب الثُورية لكُرد تركيا . ومن أن الإقتصاد سينتعش، وبأن الحزبين الكُرديين الرئيسيين، حزب بارزاني وطالباني، سيتعايشان مع بعضهما، وأن حكومة إقليم كوردستان ستُمارس دبلوماسية فعَالة، وأن قيادة الإقليم ستُوقع اتفاقات تجارية، وأنه ستبنى عشر مؤسسات للتعليم العالي وستزدهر الثقافة الكُردية . 
لكن قد حدث كلُ هذا و كما تصف الباحثة الإسرائيلية ، اوفرا بينجو، ذلك قائلة : لقد برهنَ إقليم كوردستان المُتمتع بالحكم الذاتي أنه الجزأ الديمقراطي، الأكثر استقرارا و ازدهارا في العراق "
 ما هو القادم على أجندة حكومة إقليم كوردستان ؟
 بعد خسائر قاسية مع تنظيم داعش سيكون أول شيء هو بإعادة تدريب وتسليح البيشمركة وتحالف تكتيكي مع خصوم سابقين كالحكومة المركزية العراقية و كُرد تركيا وهي خطوات ستترك نتائج إيجابية على مُستقبل كوردستان .
ثانيا، كانت قيادة إقليم كوردستان قد عبَرت عن نيتها بإجراء استفتاء بشأن الإستقلال والذي تعتبره من حقها، كما أنه سيحظى بدعم شعبي عارم، لكن الدبلوماسَية تُعرقل حدوث ذلك فالحكومة المركزية العراقية تُعارض هذا الهدف وهو نفس موقف القوى العظمى وهو ما يظهر في مخاوفهم و تحذيرهم الدائم بشأن الإستقرار .
لكن بالنظر إلى سجل حُكومة إقليم كوردستان الرائع فعلى القوى الخارجية دعم استقلاله . لقد قامت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة في تركيا بهذا الأمر، قد يأخذ نائب الرئيس جو بايدن بإقتراح تقدم به في عام 2006  وهو " منح كل مجموعة عرقية ودينية من الكرد، السنة والشيعة العرب مجالا لإدارة شؤونهم الخاصة بينما تُترك للحكومة المركزية مسؤولية الشؤون العامة "
ثالثا ، ماذا لو عمل كُرد العراق مع الكُرد في الأجزاء الثلاثة الأخرى للحدود - كما فعلوا أحيانا -  و أنشأوا كوردستان مُوحدة يبلغ تعداد سكانها 30 مليونا و التي من الممكن أن تكون ممرا للبحر الأبيض المتوسط ؟ إن الكرد هم أحد أكبر المجموعات العرقية في العالم من دون دولة ( قول عليه جدال فهناك الكانادا في الهند ) .
لقد فقد الكُرد فرصتهم في اتفاقية ما بعد الحرب العالمية الأولى بسبب إفتقادهم لسياسيين و مُثقفين بارعين .
إن ظهور دولة كُردية الآن ستسبب تغيرا جذريا على المنطقة حيث تُضاف دولة جديدة كبيرة و في نفس الوقت سيتم جُزئيا  تقسيم جيرانها من الدول الأربع. سيكون هذا الإحتمال أمرا مُقلقا لمعظم دول العالم، لكن الشرق الأوسط والذي ما زال محكوما بإتفاقية سايكس بيكو البائسة و التي تفاوضت فيها القوى الأوربية سرا في عام 1916، يحتاج لهزة مُناسبة .
إنطلاقا من وجهة النظر هذه فإن ظهور دولة كُردية سيكون جزءا من زعزعة لإستقرار المنطقة، إنه أمر خطير لكنه ضروري حيث بدأ ذلك في تونس في ديسمبر عام 2010  . لذلك فإنني أقدم ترحيبا حارَا لتوحيد مُمكن لأجزائها الأربعة لإنشاء كوردستان المُوحدة قريبا.
 دانييل بايبز
 ترجمة: تمر حسين ابراهيم

PUKmedia

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket