فيديو فولي.. وازمة دبلوماسية بين واشنطن ولندن

العالم 12:56 PM - 2014-08-21
فيديو فولي.. وازمة دبلوماسية بين واشنطن ولندن

فيديو فولي.. وازمة دبلوماسية بين واشنطن ولندن

جيمس فولي، صحفي أمريكي اختطفه تنظيم داعش الارهابي منذ اكثر من عامين في سوريا، وقتلته بقطع رأسه يوم الثلاثاء الماضي، حيث نشر التنظيم الارهابي فيديو يظهر جريمة قتل فولي.
هذا الفيديو الذي بثه التنظيم الارهابي، خلف تداعيات على عدة اصعدة، فهو يرسم منحى ومساراً جديداً للتعاطي الأمريكي مع ملف داعش، تجلى في التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي باراك اوباما تعقيبا على مقتل الصحفي فولي.
من ناحية أخرى فإن فيديو قتل فولي، على وشك ان يحدث أزمة دبلوماسية بين الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث ان قاتل فولي، الذي ظهر في الفيديو، بريطاني الجنسية، حسب ترجيحات اشارت لها صحيفة الغارديان البريطانية.
ونقلت الغارديان عن مصادر مطلعة ترجيحها أن يكون الارهابي الذي قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي هو قائد مجموعة من المقاتلين البريطانيين تحتجز رهائن في سوريا.
وأشارت الغاديان إلى أن أحد الرهائن السابقين عرف المتشدد المتحدث باللغة الانجليزية في شريط إعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي على أنه قائد 3 "جهاديين" بريطانيين كان مناط بهم حراسة مواطنين أجانب محتجزين في الرقة، أحد معاقل مسلحي "الدولة الإسلامية" في سورية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المقاتل الذي ظهر في شريط فولي وسمى نفسه جون، يُعتقد أنه من لندن، وكان المفاوض الرئيس للمتطرفين خلال مفاوضات جرت بداية العام الجاري لإطلاق سراح 11 رهينة تم تسليمهم في نهاية المطاف إلى مسؤولين أتراك بعد تلقي المتطرفين الفدية التي طلبوها.
ولفتت الغارديان إلى أن مكتب التحقيقات الفدرالية الامريكي وجهاز الاستخبارات العسكرية البريطاني"مي 5" وقيادة شرطة سكوتلاند يارد في مجال مكافحة الإرهاب كانت جميعها تسابق الزمن ليلة الأربعاء لتحديد هوية المتطرف في شريط القتل الوحشي للصحفي الأمريكي الاسير جيمس فولي الذي كان في عداد المفقودين في سورية منذ عام 2012 .
وقالت الصحيفة إن مصادر في سورية تعرفت على الرجل كوسيط في المفاوضات بشأن إطلاق سراح الرهائن في محافظة الرقة، حيث أجرى مفاوضات عبر الانترنت مع عدة أسر لمواطنين أجانب محتجزين.
ونقلت الغارديان عن أحد الرهائن السابقين الذي كان محتجزا لمدة عام في الرقة وصفه لهذا الجلاد الذي اعدم فولي بأنه ذكي ومتعلم ومؤمن وملتزم بالتعاليم الإسلامية الراديكالية، مشيرة إلى قول خبراء في مجالي مكافحة الإرهاب واللغويات إن هذا الرجل بريطاني المولد، وهو واحد من 500  جهادي بريطانيي توحشوا بفعل "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بعد فرارهم من المملكة المتحدة للقتال في سورية والعراق.
من جهة أخرى أشارت خبيرة اللغة البريطانية كلير هارديكر، بعد الاستماع إلى صوت "الجهادي" وتحليله، إلى أنه بالتأكيد بريطاني الجنسية وتحديداً من لندن.
وأرجعت الخبيرة اللغوية، في حديث لها مع صحيفة ميرور البريطانية، تحليلها، إلى الطريقة التي نطق فيها الأحرف الصوتية، وهي نفس الطريقة التي ينطقها بها سكان الجنوب.
وأوضحت الخبيرة في تصريح لراديو "أل بي سي": "أستطيع أن أحكم بأنه من الجنوب، من خلال طريقة لفظه للأحرف الصوتية، ولفتنا طريقة لفظه لكلمة "مسلم".
وتابعت: "عند لفظه كلمة "مسلم" لم يشدد على حرف السين، بل استعمل حرف السين بطريقة مخففة جداً، ما يؤكد أنه من الجنوب، وربما من لندن".
وأذاع تنظيم  داعش الارهابي يوم الثلاثاء الماضي، مقطعاً مصوراً يقول إنه لعملية قطع رأس الصحفي الأمريكي جيمس فولي الذي اختفى في سوريا قبل نحو عامين، وقال البيت الأبيض إن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تعمل على التأكد من مقطع الفيديو.
واعتبر مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بي آي) أن المقطع المصور الذي تناقلته المواقع الجهادية لذبح الصحفي الأمريكي جيمس فولي، المختطف في سوريا منذ نوفمبر 2012 "أصلي".
وأفادت صحيفة جلوبال بوست، الوسيلة التي كان يعمل لصالحها، بهذه المعلومات، مشيرة في بيان، إلى أن المكتب أخبر أسرة فولي أنه يعتقد أن الفيديو صحيح.
بدوره عبر الرئيس الأميركي باراك اوباما عن "حزنه ازاء هذه الجريمة البشعة"، موضحاً أن "فولي كان محبوباً من المواطنين الأميركيين وهم يصلون له اليوم، ولكل من هو بعيد عن وطنه". 
واعلن الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحافي عقده لهذه الغاية، أن "الولايات المتحدة ستعمل ما في وسعها لاجتثاث السرطان" في اشارة الى التنظيم، مشدداً على "ضرورة عمل حكومات الشرق الأوسط  للقضاء عليه".
وادان اوباما إعدام الصحافي الأميركي المخطوف في سوريا جيمس فولي على أيدي ارهابيي تنظيم داعش.
وشدد اوباما على أن "داعش تنظيم ارهابي ولا دين له، ويسعى الى ترهيب اعدائه وجيرانه"، مشيراً الى أن "داعش ليس له مكان في القرن الواحد والعشرين".
واعلن الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحافي عقده لهذه الغاية، أن "الولايات المتحدة ستعمل ما في وسعها لاجتثاث السرطان" في اشارة الى التنظيم، مشدداً على "ضرورة عمل حكومات الشرق الأوسط  للقضاء عليه".
 وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند بدوره ادان إعدام الصحفي الأمريكي جيمس فولي على يد أحد عناصر داعش، مشيرا إلى أن منفذ عملية الإعدام قد يكون مواطنا بريطانيا.
وقال هاموند يوم الأربعاء في حديث لـ "بي بي سي" بشأن تسجيل فيديو على الإنترنت يتضمن لقطات لعملية قطع رأس الصحفي الأمريكي، قال: "الرعب، الرعب المطلق أمام ما يبدو إعداما وحشيا".
وأضاف أنه "مثال آخر لأشكال وحشية تنظيم "داعش"، مؤكدا أن تسجيل الفيديو حقيقي، على ما يبدو.
كما أكد الوزير أن الحكومة البريطانية حذرت منذ زمن طويل من وجود عدد كبير من المواطنين البريطانيين الذين يقاتلون في سوريا، والآن في العراق.
على صعيد متصل، رجح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مساء الأربعاء ان يكون الشخص الذي ظهر في شريط الفيديو وهو يقتل الصحافي الاميركي جيمس فولي، بريطانياً.
وقال كاميرون إثر سلسلة اجتماعات أزمة ترأسها بعدما قطع إجازته "لم نحدد بعد هوية الشخص المسؤول عن هذا العمل، ولكن يرجح أكثر فأكثر أنه مواطن بريطاني".
وصرح كاميرون للصحافيين أمام مقر رئاسة الوزراء "اسمحوا لي بأن أدين العمل الهمجي والوحشي الذي ارتكب واسمحوا لي بأن أوضح ان ما حدث جريمة قتل لا يمكن تبريرها اطلاقا".
وقال "انه امر يثير صدمة كبيرة. لكننا نعلم بأن عددا كبيرا من الرعايا البريطانيين توجهوا الى العراق وسوريا للتطوع لممارسة التطرف والعنف".
واضاف "واجبنا يكمن في مضاعفة الجهود لمنع مواطنينا من التوجه الى هناك وضمان امن بلادنا" من الخطر الذي يمثله المقاتلون الاسلاميون المتطرفون حين يعودون الى بريطانيا.
وذكر كاميرون بالتدابير التي يمكن للحكومة اتخاذها حيال هؤلاء الاشخاص ومنها سحب جوازات السفر والاعتقال والملاحقة القضائية والتصدي لحملات الدعاية على الانترنت.
اخيرا فهل سيكون فيديو قطع رأس فولي، دافعا للادارة الأمريكية للتشدد اكثر مع تنيظم داعش الارهابي؟، وهل سيدفع الفيديو الدول الأوروبية وعلى راسها بريطانيا الى تغيير شكل التعامل مع الاسلاميين المتطرفين على اراضيها؟.

PUKmedia  وكالات

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket