الرئيس يلعب لعبة نظيفة

الاراء 03:40 PM - 2014-07-28
الرئيس يلعب لعبة نظيفة

الرئيس يلعب لعبة نظيفة

مايعرف عن الرئيس العراقي جلال الطالباني هو حبه للفكاهة و قدرته على تجاوز رسميات و روتين الممارسات الرئاسية. يتمتع الرئيس بروحية مرحة يشهد له الجميع, و لكن في الشهور الثمانية عشر  الاخيرة مر الرئيس بوعكة صحية صعبة لدرجة شك الكثير من الناس في قدرته على تجاوزها سالماَ, لذا لم تمر هذه الشهور دون انتشار اشاعات مؤذية من هنا و هناك.

وصلت صعوبة هذه الاشاعات الى درجة تم تداولها و التلاعب بها كوسيلة للتصعيد في المناطحات الحزبية و السياسية, بعض من هذه الاشاعات كانت تتحدث عن وفاة الرئيس و قيام حزبه بالتكتم عن وفاته, للاحتفاظ بكارزما شخصيته كورقة داعمة في المنافسات الانتخابية.

من الطبيعي ان تنتشر اشاعات عن غياب هذه الشخصية القيادية القادرة على فرض وجوده في المواقف و المحطات السياسية الصعبة التي ربما يضعف غيره في مواجهته.

تسنم الطالباني منصب رئاسة جمهورية العراق في فترة كانت المنافسات السياسية في البلاد على درجة الغليان, كل بقعة من ارض السواد تعد كقدر لاعداد وليمة العنف, و لكنه نجح في مواجهة الاوضاع بابتسامته المعهودة.

انه رئيس لايصعب عليه ان يحكي نكات و قفشات ضاحكة عن نفسه على مرأى و مسمع المحطات الاذاعية التي تصل ارسالها الى عامة الناس, كما شاهدناه على تلفزيون الحرة. انه لايرى من الضروري قيامه ببناء قوقعة مقدسة حول نقسة ليحنفظ بجدار عازل بينه و بين جماهيره, لأنه (في الحقيقة) من الناس و بين الناس.

من اوائل صوره التي تناقلتها الوسائل الاعلامية بعد عودته لآرض الوطن بداية هذا الاسبوع, صورة يظهر فيها وهو يضك, ضحكة عميقة من القلب عند استقباله للسيد كوسرت رسول, الشحصية الثانية في حزبه, الذي زاره للترحيب به.

و عن قصة هذه الضحكة, يكتب الموقع الخبري الكوردي (باس نيوز) انه عندما رأى الطالباني زميل نضاله, كوسرت, و تذكر ايام نضالهما مشترك بحلاوتها و مرارتها و ربما قارن تلكم الايام بوضعه الحالي, فانتابه نوع من الحزن, فحاول السيد كوسرت مساعدة الرئيس على تجاوز الحالة, و قال له: يا اخي الكريم ان وضعك هذا انما شيء آني و يمر بسهولة لا تشغل بالك به, سنقعد الى الطالة من جديد و سنلعب الورق (الكونكان), و لكن من الان اطلب منك ان لا تدع حمه (الذي هو الاسم المصغر لمحمد) ان يخفي اوراقي لصالحك, كما كان يفعل سابقا, و ما ان قال ذلك السيد كوسرت, ضحك الرئيس من القلب.

يتمتع الرئيس بحنكة سياسية, فاذا لم ينل منه المرض, فانه سيعود ليعمل من اجل احلال السلام في هذا البلد, الذي انهكته الحروب المتتالية. السحر الكامن في شخصيته يجعل منه شخصا ملائما للاستجابة للكثير من المتطلبات المتضادة لهذا المجتمع, لذا يرى احد الرموز العربية العراقية شخصيته كصمام الآمان لهذا المحتمع, و لاتأتي هذه التسمية من الفراغ, والا كيف يحرص الكثير من الشخصيات العراقية المتحاربة مع بعضها القدوم للسليمانية لالقاء التحية و تمني الشفاء للرئيس!

في دورة رئاسته الاولى, سأل مراسل احدى القنوات التلفزيونية الرئيس عن آخر النكت المتدوالة عنه في المجتمع, فقال له, احكي لك نكتة متداولة بين ابناء الجنوب, تقول النكتة:

لا القصب, لا الهور, لا البردي

فوق القهر و الضيم, رئيسنا كردي.  

نكتة اخرى يحكيه الرئيس عن ذاته قائلاً ان احدهم يسأل الطالباني: ما رأيك في عراقنا؟

يجيب: و الله انا افضل اسيا سيل

وفحوى هذه الاخيرة تكمن في كلمة (عراقنا) ففي السؤال يقصد به البلد, و في اجابة الرئيس تستخدم كاسم لخط من الخطوط الهواتف النقالة المستخدمة محليا.

كامل محمد القرداغي- اكاديمي كردي

 

 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket