عودة مام جلال

الاراء 01:57 PM - 2014-07-22
فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني

فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني

بعد عام وثمانية أشهر بالتمام والكمال استقبلت كردستان والعراق الرئيس جلال طالباني، وعودة مام جلال بلاشك هي بحد ذاتها فرحة، خاصة في وقت يمر به اقليم كردستان والعراق بظروف حساسة وتاريخية، وهو ما يعني ان عودة الرئيس طالباني سيكون لها تأثيرات ايجابية على اكثر من صعيد، كردستانيا وعراقياً، فلايمكن ان نغفل ان الرجل له دور واضح عراقيا كما هو دوره كأمين عام لاحد ابرز الاحزاب في اقليم كردستان، فضلا عن انه احد رموز النضال القومي الكردستاني، واحد ابرز رجالات الدولة والسياسة في اقليم كردستان والعراق.

فعلى الصعيد الحزبي سيكون لعودة الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني مام جلال، تأثير كبير على الاستقرار السياسي داخل الحزب، صحيح ان هذا الاستقرار استمر بعد غياب الرئيس طالباني، لكن لم يكن كما هو كان موجوداً، فشخصية مام جلال والكاريزما التي يتمتع بها، تجعل بلاشك الاتحاد الوطني في حالة مستقرة اكثر مما لو كان هو غائباً، وبلاشك سيكون لعودته دور كبير في ترتيب بيت الاتحاد الوطني، والتوجه نحو عقد المؤتمر العام الرابع للحزب، والذي تم تأجيله عدة مرات، وغياب الرئيس طالباني ودوره الحزبي كان ابرز اسباب التأجيل.

اما على الصعيد الكردي فاقليم كردستان يمر بفترة عصيبة، تشهد توترا غير مسبوق في العلاقات مع الحكومة الاتحادية، فضلا عن الأزمة المالية والاقتصادية التي يمر بها الاقليم، جراء سياسة الحصار التي تنتهجها حكومة بغداد، واصرارها على المضي في هذه السياسة، وهو ما تمثل في قطع رواتب الموظفين ومنع تسيير رحلات الشحن من بغداد الى الاقليم، ناهيك عن ازمة المحروقات الناجمة عن سيطرة تنظيم داعش على مناطق من العراق، تشمل خطوط مصفى بيجي، وهو اكبر مصفى للنفط في العراق. فعودة الرئيس طالباني قد لايكون لها تأثير كبير على الحالة السياسية في اقليم كردستان، لان حكومة الاقليم قد تشكلت وانتخب برلمان جديد، وحزب الرئيس طالباني احد ابرز اركان هذه الحكومة وهذا البرلمان، لكن عودته بلاشك تأخذ أهميتها على جانبين، اولا فيما يتعلق بالعلاقة مع بغداد، وما يمكن ان يلعبه الرئيس طالباني من دور في حلحلة الأمور، خاصة وانه رجل سياسة وذو خبرة وتاريخ نضالي يؤهله لان يلعب دورا كبيرا في اعادة العلاقة بين اربيل وبغداد الى مسارها الطبيعي. اما الجانب الآخر فهو ما يتعلق باقليم كردستان وما ينتظره من استحقاقات متمثلة في اجراء الاستفتاء على المناطق الكردستانية خارج اقليم كردستان، واستفتاء شعب اقليم كردستان، بالاستقلال او الذهاب الى الكونفيدرالية، ان استمرت الاوضاع على ما هي عليه في بغداد، وتسنم رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ولاية ثالثة. اي ان امام الرئيس مام جلال مهمة صعبة ومقعدة، تتطلب حنكة وحكمة عالية، وبلا شك هذا ما يملكه الرئيس طالباني، حيث سيوظف بلاشك كل ذلك في خدمة اقليم كردستان والعراق، لتتضافر جهوده وجهود رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في هذا المضمار، خاصة وان الرؤية غير واضحة المعالم بعد لمستقبل العراق في ظل احتلال محافظات من قبل داعش.

 اما على الصعيد العراقي، فبعد انتخاب رئيس لمجلس النواب ونائبيه، فإن الديمقراطية التوافقية هي ما تقتضيه مصلحة العراق، وهو ما يضمن للمكونات العراقية حقوقها والمشاركة في ادارة البلاد، ومع عدم تسمية رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء، فإن عودة مام جلال سيكون لها دور بارز في حسم هذين الملفين، وذلك من خلال اعادة التوازن بين القوى السياسية، واستئناف دوره المحوري والضروري في العملية السياسية، فلغة الورود التي يجيدها مام جلال هي التي يحتاجها الوضع السياسي الراهن في العراق، وتخليص العراق من الفوضى والمصير المجهول يحتاج الى تظاهر الجهود، وهو ما سيعمل عليه بلاشك الرئيس طالباني. 

خلاصة الكلام ان عودة مام جلال هي فأل خير على اقليم كردستان والعراق،  ونأمل ان يمن الله عليه بلباس العافية ليلعب دوره في تصحيح الاوضاع في العراق،  فرمزية مام جلال القومية والوطنية، تجعل منه عاملا قويا لتحقيق الاستقرار وتصحيح مسار العملية السياسية وحلحل الأزمات، ليعاود العراق مسيرته نحو البناء والاعمار.

 

فائق عادل يزيدي 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket