اوكرانيا تشعل العلاقات الامريكية الروسية

العالم 04:09 PM - 2014-03-05
الاحداث في اوكرانيا

الاحداث في اوكرانيا

أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة مع زيادة ضغطها على روسيا تريد أن تقدم لفلاديمير بوتين مخرجا للأزمة الأوكرانية بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته: إن الفكرة التي أشار إليها الرئيس باراك أوباما خلال الاتصال الهاتفي مع نظيره الروسي، تقضي بالرد نقطة نقطة على قلق موسكو حيال الوضع في أوكرانيا.
وأضاف: أن الرئيس أوباما تطرق أيضا إلى هذا المخرج خلال محادثات هاتفية أجراها مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، مشيرا إلى العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية الوثيقة بين ألمانيا وروسيا الأمر الذي من شأنه أن يسهل إجراء حوار.
وأشار البيان الرسمي لهذه المحادثات الذي أصدره البيت الأبيض إلى أن أوباما وميركل اتفقا على "أهمية نزع فتيل التوتر مع نشر مراقبين دوليين" وإطلاق حوار بين موسكو وكييف.
ونزع فتيل التوتر في الجانب الروسي يتضمن أيضا عودة الجنود إلى قواعدهم في القرم بحسب المسؤول.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن مسألة شرعية الحكومة الانتقالية في كييف التي رفضها بوتين سوف تحل من خلال الانتخابات المقررة في مايو.
وعلى خط مواز، سوف تواصل الولايات المتحدة زيادة ضغطها على روسيا من خلال عقوبات اقتصادية، حسب ما أشار المسؤول الذي حذر من نتائج أكثر صرامة في حال انطلقت القوات الروسية من القرم إلى شرق أوكرانيا.
واعتبر هذا المسؤول الأمريكي أيضا أن الاقتصاد الروسي هش وسوف يعاني من العقوبات.
ويأتي هذا التطور في وقت قال وزير الخارجية الأوكراني أندريه ديشيتسيا، الأربعاء، إنه "يريد حلا سلميا للصراع مع روسيا".
وأضاف: "نريد الحفاظ على الحوار الجيد والعلاقات الجيدة مع الشعب الروسي. نريد أن نحل هذا الصراع سلميا، ولانريد قتالا مع الروس".
وعلى صعيد العلاقات الاقتصادية بين روسيا وأكرانيا، قال رئيس وزراء أوكرانيا أرسينييا تسينيوك،: إن نشر قوات روسية في منطقة القرم يؤثر تأثيرا سلبيا بالغا على اقتصاد البلاد.
وأضاف: أن الوضع في أوكرانيا لايزال صعبا مع سيطرة القوات الروسية على شبة الجزيرة الواقعة في البحر الأسود.
وقال: "ثمة تبعات سياسية واقتصادية للعدوان الروسي على أراضي أوكرانيا. وجود الجيش الروسي على الأراضي الأوكرانية يحدث تأثيرا سلبيا بالغا على الاقتصاد".
ولم يعط رئيس الوزراء تفاصيل عن المحادثات الجارية مع صندوق النقد الدولي بشأن تقديم مساعدات مالية لتفادي الإفلاس. 
وجهت الولايات المتحدة تحذيرا شديد اللهجة الى روسيا، مطالبة اياها بسحب قواتها المنتشرة في شبه جزيرة القرم الاوكرانية تحت طائلة مواجهة عزلة دولية وانعكاسات سلبية عميقة على العلاقات الامريكية- الروسية. وخلال مكالمة هاتفية استمرت 90 دقيقة، اكد الرئيس الامريكي باراك اوباما لنظيره الروسي فلاديمير بوتين ان روسيا انتهكت القانون الدولي بنشرها قوات عسكرية في اوكرانيا، ودعاه الى التفاوض سلميا مع السلطات الجديدة في كييف بشأن مخاوفه على الناطقين بالروسية في هذا البلد، بحسب ما جاء في بيان للبيت الابيض تميز بلهجة شديدة الحزم.
واوضح البيان ان الرئيس الامريكي قال لنظيره الروسي ان تحركات القوات الروسية في اوكرانيا تشكل انتهاكا واضحا لسيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها، ما يمثل انتهاكا للقانون الدولي بما في ذلك التزامات روسيا بموجب ميثاق الامم المتحدة، مؤكدا ان الولايات المتحدة تدين التدخل الروسي في الاراضي الاوكرانية. ولكن البيان لفت الى ان اوباما اكد لبوتين ان الولايات المتحدة تعترف بالروابط التاريخية والثقافية المتينة التي تجمع بين روسيا واوكرانيا، وضرورة حماية حقوق الناطقين بالروسية والاقليات في هذا البلد.
واضاف: ان الرئيس اوباما قال للرئيس بوتين انه اذا كانت لدى روسيا مخاوف حيال طريقة التعامل مع الناطقين بالروسية والاقليات في اوكرانيا فان الطريقة المثلى لمعالجة هذه المخاوف هي في مخاطبة الحكومة الاوكرانية مباشرة. كما طالب اوباما نظيره الروسي ببدء حوار بين روسيا والحكومة الاوكرانية بمساعدة دولية اذا لزم الامر، والولايات المتحدة مستعدة للمشاركة فيها. كذلك فان الرئيس الامريكي قال بوضوح ان مواصلة الانتهاكات لسيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها من جانب روسيا ستكون له تبعات سلبية على مكانة روسيا في الاسرة الدولية.
واوضح البيان: ان الولايات المتحدة ستجري مشاورات طارئة مع حلفائها وشركائها في مجلس الامن الدولي وفي هيئات دولية اخرى. وتابع: ان الولايات المتحدة ستعلق مشاركتها في الاجتماعات التحضيرية لقمة مجموعة الثماني التي تستضيفها مدينة سوتشي الروسية في حزيران، مؤكدا بذلك ما اعلنه مسؤول امريكي كبير عن امكانية مقاطعة اوباما لقمة مجموعة الثماني ردا على التدخل الروسي في اوكرانيا.
واضاف البيت الابيض في بيانه محذرا من ان مضي روسيا في انتهاك القانون الدولي سيقودها الى عزلة سياسية واقتصادية اكبر. وبحسب مسؤول في الرئاسة الامريكية فان المباحثات بين اوباما وبوتين كانت صريحة ومباشرة.
واذا كان بيان البيت الابيض اتصف بالحزم والشدة فقد اعقبه بيان آخر اكثر حزما وشدة صدر عن وزير الخارجية الامريكي جون كيري وتحدث فيه عن غزو واحتلال روسي للاراضي الاوكرانية يهدد السلم والامن الاقليميين وسيكون تأثيره عميقا على العلاقات الامريكية-الروسية.
وقال كيري في بيانه انه ما لم تتخذ روسيا اجراءات فورية وحسية لتخفيف حدة التوتر فان تأثير ذلك سيكون عميقا على العلاقات الامريكية- الروسية وكذلك ايضا على مكانة روسيا على الساحة الدولية. وأضاف: ان غزو الاراضي الاوكرانية واحتلالها من جانب روسيا الاتحادية لايشكل فقط انتهاكا لسيادة اوكرانيا وسلامة اراضيها وللمواثيق الدولية، وانما يشكل ايضا تهديدا للسلم والامن في اوكرانيا والمنطقة.
وكشف الوزير الامريكي في بيانه انه اجرى مؤتمرا عبر الهاتف مع وزراء خارجية العديد من الدول، الاوروبية بالدرجة الاولى، وذلك بهدف تنسيق الخطوات التالية، مضيفا كنا موحدين في تقييمنا (للوضع) وسنعمل معا بشكل وثيق من اجل دعم اوكرانيا وشعبها في هذه اللحظات التاريخية، داعيا مجددا موسكو الى سحب قواتها.
بالمقابل قال الكرملين ان الرئيس الروسي ابلغ نظيره الامريكي خلال المكالمة التي جرت بمبادرة من الاخير ان روسيا لها الحق في حماية مصالحها والسكان الناطقين بالروسية في شرق اوكرانيا وشبه جزيرة القرم في حال حدثت اعمال عنف.
وقالت الرئاسة الروسية في بيان ان بوتين واوباما تباحثا في الوضع الخارج عن المألوف في اوكرانيا، وان الرئيس الروسي شرح لنظيره الامريكي الخطر الحقيقي الذي يتهدد حياة وصحة المواطنين الروس على الاراضي الاوكرانية وكذلك الاعمال الاجرامية للقوميين المتطرفين المدعومين من السلطات الحالية في كييف.

* شبه جزيرة القرم... تاريخ يشرح الأزمة
شبه جزيرة القرم، مسرح الأزمة الراهنة بين روسيا وأوكرانيا، منطقة يعود ولاء معظم سكانها لروسيا، وهي مفصولة جغرافيا وتاريخيا وسياسيا عن أوكرانيا، كما تستضيف اسطول البحر الأسود الروسي. تمتد شبه جزيرة القرم في البحر الأسود، ولاتتصل بالبر القاري الا من خلال شريط ضيق من جهة الشمال. ويمتد من جهتها الشرقية شريط أرضي يكاد يتصل بالاراضي الروسية. لم تصبح القرم جزءا من أوكرانيا الا في عام 1954، عندما قرر الزعيم السوفييتي نيكيتا خروتشوف - وهو اوكراني الاصل - اهداءها الى موطنه الاصلي. ولم يكن لذلك القرار اثر عملي ابان الحقبة السوفييتية، ولكن بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفييتي سنة 1991، اصبحت شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا المستقلة. ولكن رغم ذلك، مازال اكثر من 60% من سكانها يعتبرون انفسهم من الروس. استولت روسيا على القرم اصلا في اواخر القرن الثامن عشر عندما دحرت جيوش الامبراطورة الروسية كاثرين العظمى تتار القرم الذين كانوا متحالفين مع العثمانيين، وذلك بعد حروب دامت عدة عقود.
والتتار، الذين عانوا الأمرين عندما قرر الزعيم السوفييتي جوزف ستالين في عام 1944 طردهم من المنطقة لتحالفهم مع النازيين ابان الحرب العالمية الثانية، عادوا اليها ثانية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ويشكلون الآن زهاء 12% من سكانها. ويريد التتار ان تظل شبه جزيرة القرم جزءا من أوكرانيا، وتحالفوا مع المحتجين المناوئين للرئيس يانوكوفيتش في كييف. يقع ميناء سباستوبول على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم، وهو مقر اسطول البحر الأسود الروسي الذي يضم الآلاف من عناصر القوة البحرية.
وكان الرئيس الأوكراني الموالي للغرب فيكتور يوشنكو قد اثار مخاوف موسكو عندما اعلن في عام 2009 ان على روسيا اخلاء قاعدتها البحرية في سباستوبول بحلول عام 2017، ولكن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش (الذي اطيح به مؤخرا) قرر بعد انتخابه عام 2010 بتمديد مدة بقاء الاسطول الروسي في الميناء لغاية عام 2042. وتخشى روسيا الآن ان تعمد السلطات الأوكرانية الجديدة الى طرد الاسطول مجددا.


* الصحافة الأوكرانية تهاجم السلطات الجديدة
انتقدت الصحافة الأوكرانية الانشغال بالبحث عن الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش على حساب قضايا مهمة مثل تشكيل حكومة لملء الفراغ السياسي والأمني، كما أبدت تشاؤمها من خطورة الوضع الاقتصادي وسط توقعات بضغط روسي على السلطات الجديدة وخاصة عبر الغاز.
وأوردت صحيفة سيفودنيا (اليوم) وتحت عنوان محكمة لاهاي لاتريد محاكمة يانوكوفيتش، مقالا انتقدت فيه الكاتبة فارفارا تكاتشيفا انشغال البرلمان بالبحث عن مكان الرئيس المعزول، ورفع ملفه إلى المحكمة الجنائية الدولية، وببحث وتمرير قوانين تتعلق بعدم رسمية اللغة الروسية، في ظل فراغ سياسي وأمني تعيشه البلاد في معظم المؤسسات والمدن.  ورأت الكاتبة أن هذا التعاطي مع الواقع يعكس حجم الخلاف بين أحزاب السلطة الجديدة، وأشارت إلى المظاهرات الغاضبة أمام البرلمان يوم أمس والتي هددت أيضا بالإطاحة بها، ولفتت إلى مطلب نشطاء الميدان بالتصويت على الوزراء والمسؤولين، وصولا إلى حكومة “ثقة شعبية”.
ومن جهتها تطرقت صحيفة “زيركالا نيديلي” (مرآة الأسبوع) إلى الموقف الروسي ووصفته بأنه غير واضح المعالم، وتقول الصحيفة إن روسيا حددت موقفها من أوكرانيا منذ زمن بعيد، فإما أن تكون قرارات كييف السياسية والاقتصادية الإستراتيجية مهددة بمعارضة (فيتو) الكرملين، وإما تبقى في المنطقة الرمادية بين روسيا من جهة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) من جهة أخرى. وأضافت أن روسيا لا تتشبث بأوكرانيا لأنها تريدها إلى جانبها فقط، بل لأن “الاستبداد الروسي” يرى في نجاح “أوكرانيا الديمقراطية كابوسا مرعبا”. ويخلص الكاتب إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين لايقاتل اليوم بهدف الإبقاء على التحكم بأوكرانيا فقط، بل لتبقى روسيا في قبضته أيضا.
وفي ظل توقعات بضغوط وشيكة على الحكومة المقبلة، كتب أوليغ غافريش في صحيفة “كوميرسانت” مقالا تحت عنوان “الواجبات لاتكون وفق أجواء الطقس”، رأى فيه أن إطلاق سراح زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو يعني بالضرورة أن الاتفاق الذي وقعته لاستيراد الغاز من روسيا عام 2009 وأدى إلى سجنها، عاد ليكون بنظر الروس والأوكرانيين قانونيا. وتوقع الكاتب أن تتخذ روسيا من إطلاق سراح تيموشينكو ذريعة لإعادة رفع الأسعار من 286 دولارا إلى نحو 450 دولارا عن كل ألف متر مكعب من الغاز في القريب العاجل، خاصة وأن موسكو ليست راضية عما يحدث في كييف، والغاز من أبرز أوراق الضغط في يدها. ويخلص الكاتب إلى أن الحكومة الأوكرانية ستكون ملزمة بدفع أسعار جديدة للغاز الروسي لن يتحملها الاقتصاد الأوكراني.


* أسباب خطورة الأزمة الأوكرانية على الاقتصاد العالمي
في الوقت الذي يعاين فيه العالم تطورات الأزمة الأوكرانية، يدرس المستثمرون والزعماء سيناريوهات تداعيات عدم الاستقرار هناك على الاقتصاد العالمي.
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، ضعف اقتصاد أوكرانيا، وحاليا تعيش تحت وطأة خطة إنعاش مازالت تترنح تحت سؤال مهم: من المنقذ الحقيقي؟ هل هو روسيا أم الغرب بما فيه الاتحاد الأوروبي؟.
وفيما يلي خمسة أسباب للاهتمام الكبير من قبل الاقتصاديات الكبرى بما يحدث في أوكرانيا:


1- أوكرانيا هي رابط مهم بين روسيا وبقية أوروبا:
لاتتحكم باقتصادها مثلما كانت من قبل، ولكنها من دون شك تتحكم في جغرافيتها. فروسيا تزود أوروبا بربع حاجاتها من الغاز، ونصفها يتم ضخه بواسطة الأنابيب التي تعبر أوكرانيا. ولو قررت موسكو قطع الإمدادات مثلما فعلت سابقا فإن أسعار الطاقة سترتفع.

2- العقوبات على روسيا:
في ضوء احتمال توقيع عقوبات من قبل أكبر 10 اقتصادات في العالم على روسيا، تتزايد المخاوف. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي الأحد، أن بلاده "ترغب بكل تأكيد" في درس عقوبات على موسكو، كما أن الرئيس باراك أوباما "يدرس حاليا كل الخيارات."
وعلى هذا الاحتمال أن لايغادر أذهان المسؤولين الروس الذي "يفحصون حاليا بكل جدية التداعيات الاقتصادية" لتحركاتهم العسكرية والسياسية، وفقا للسفير الأمريكي السابق في موسكو جون بيرلي.
وأضاف بيرلي: أن روسيا أصبحت مرتبطة بالاقتصاد العالمي أكثر مما كانت عليه قبل 10 سنوات "فنصف تجارتها الآن أصبحت مع دول الاتحاد الأوروبي، كما أنها تعيش على الواردات الأوروبية التي تملأ رفوف البضاعة التي اعتاد مواطنوها عليها."

3- احتمال تأثر التجارة العالمية والأوروبية:
كما أنه من الممكن لمن هم أبعد من القارة الأوروبية أن يتضرروا، في حال تأثرت حركة تجارة الحبوب وإمداداتها حيث أن أوكرانا واحدة من أكبر مصدري الذرة والقمح في العالم وبالتالي سيكون هناك احتمال كبير لارتفاع أسعارها.

4- الحكومة الأوكرانية غارقة في الديون:
كان يمكن للأزمة أن لاتكون بهذه الحدة لو كانت الحكومة الأوكرانية أكثر راحة فيما يتعلق باستقرارها الاقتصادي. وتعاني الحكومة من أزمة ديون تقدر بأكثر من 13 مليار دولار هذا العام، زيادة على 16 مليارا ينبغي دفعها قبل نهاية 2015. ويقول المحلل الاقتصادي لوبومير ميتوف إن أوكرانيا تحتاج للأموال الآن حتى تتجنب انهيارا كاملا. ويزداد الأمر سوءا مع إعلان روسيا تجميد مبلغ 15 مليار دولار بعد إطاحة مسؤولين حلفاء لموسكو. وتتعلق آمال أوكرانيا الآن بإنقاذ من قبل صندوق النقد الدولي الذي أعلنت مديرته كريستين لاغارد أن الصندوق يناقش مع كبار مساهميه كيفية توفير 35 مليار دولار لكييف إذا عبرت عن حاجتها لذلك. ولكن حتى تتقدم المفاوضات لا بديل عن عودة الاستقرار للبلاد.

5- أوكرانيا ليست الوحيدة التي تعاني من ضمن الأسواق الناشئة:
تأتي الأزمة الأوكرانية في وقت صعب تمر به عدة أسواق ناشئة، مما دعا عدة دول من ضمنها الولايات المتحدة إلى أخذ الحيطة. ويمكن للأزمة الأوكرانية أن تدفع المستثمرين إلى إعادة النظر في خططهم مع وجود مخاوف من بطء النمو في مثل هذه  الأسواق.

* المعركة في أوكرانيا تنتقل إلى الإنترنت
انتقلت المعركة في أوكرانيا إلى الإنترنت، إذ شن قراصنة من الفريقين هجمات إلكترونية واسعة على مواقع إخبارية تابعة لكل منهما.
وأكد خبراء أمنيون أوكرانيون أنهم يشهدون حروباً إلكترونية غير مسبوقة، يعمل القراصنة فيها على إقفال بعض المواقع الإلكترونية من خلال زيادة نسبة الدخول إليها في شكلٍ غير طبيعي، ما يؤدي إلى توقّفها عن العمل. وشُنت هذه الهجمات على مواقع إخبارية أوكرانية موالية للغرب، كما على أخرى موالية لروسيا.
ونجح القراصنة في اختراق موقع شبكة (روسيا اليوم) الممولة من الكرملين، مستبدلين كلمة "روسيا" في جميع العناوين والمقالات بكلمة "نازية".
وتكمن المفارقة في أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أشار في مؤتمر صحفي إلى شارة "سواتسيكا" swastika النازية التي قال إنه رآها في صور الإحتجاجات، واصفاً المتظاهرين الأوكرانيين بأنهم "مزيج" من الراديكاليين والقوميين. 
وأكد رئيس جهاز الأمن الأوكراني (إس بي يو) فالنتين ناليفايتشنكو، قوله في تصريح صحفي مقتضب، بأن نظام الاتصالات في البلاد يتعرض لهجمات، مشيراً إلى أن معدات وضعت في شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا بهدف إعاقة اتصالات هاتفية لأعضاء في البرلمان.
وقال: "أؤكد أن هجوماً تليفونياً يشن على هواتف المحمولة لأعضاء البرلمان الأوكراني لليوم الثاني على التوالي".
وأكد أن "عند بوابة شركة إتصالات أوكرتيليكوم Ukrtelecom في القرم وضعت، في صورة غير قانونية وفي انتهاك لكل العقود التجارية، معدات تشويش على هواتف النواب الآخرين، بصرف النظر عن الإنتماء السياسي".
وتابع ناليفايتشنكو: "تسعى أجهزة الأمن في الوقت الحالي إلى استعادة أمن الإتصالات على الأقل. كل أنظمة أمن المعلومات في الدولة غير مستعدة لمثل هذا الخرق الواضح للقانون".
يذكر أن حكومات عدة تعرضت لهجمات إلكترونية مثيلة خلال السنوات القليلة الماضية، ومنها الولايات المتحدة الأمريكية وتايوان والهند وكوريا الشمالية وفيتنام وكندا. وتكمن المفارقة في ان مثل الهجمات الإلكترونية، غالباً ما تشن من جانب حسابات تستخدم من الصين.

* ملخص بتطور الأحداث في اوكرانيا

2004
نوفمبر: انطلاق الثورة البرتقالية عقب اتهامات بتزوير الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها المرشح الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش. مرشح المعارضة فيكتور يوشتشنكو قاد العصيان المدني. المحكمة العليا ألغت نتائج الانتخابات.
ديسمبر: مرشح المعارضة فيكتور يوشتشنكو يتصدر انتخابات الإعادة. منافسه الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش يرفض النتائج ولكنه يستقل من منصب رئيس الوزراء.

2010
فبراير: فيكتور يانوكوفيتش يفوز في الانتخابات الرئاسية. ويأمر لاحقاً باعتقال منافسته رئيسة الوزراء يوليا تيموشينكو بتهمة إساءة استخدام السلطة.

2013
21 نوفمبر: حكومة الرئيس يانوكوفيتش تعلن تخليها عن اتفاق من شأن أن يعزز علاقة أوكرانيا مع الاتحاد الأوروبي وأنها تسعى إلى اتفاقية بديلة مع روسيا. البرلمان يرفض توصية تسمح لزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو بمغادرة البلاد. وفي تلك الليلة، تنطلق المظاهرات في العاصمة.
24 نوفمبر: يزداد عدد المتظاهرين ليصلوا إلى 100 ألف شخص في تظاهرة واحدة في كييف، التظاهرة الأكبر في أوكرانيا منذ الثورة البرتقالية في 2004.
30 نوفمبر: أول غارة للشرطة على المحتجين واعتقال 35 شخصاً. وسرعان ما انتشرت صور المتظاهرين المصابين في أوكرانيا والعالم.
1 ديسمبر: المتظاهرون يحتلون مبنى بلدية كييف وميدان الاستقلال. ويحولون الميدان إلى مخيم.
8 ديسمبر: انطلاق أكبر مظاهرة على الإطلاق بحضور 800 ألف شخص في كييف.
14 ديسمبر: انطلاق مظاهرات مؤيدة للحكومة في ميدان الاستقلال، وشرطة الشغب تفصل بين الفريقين.
17 ديسمبر: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتحدث إلى الرئيس فيكتور يونوكوفيتش يعرض على أوكرانيا شراء 15 مليار دولار من قيمة الديون لتخفيض سعر الغاز المورد إلى أوكرانيا بحوالي الثلث.

2014
16 يناير: البرلمان الأوكراني يقر إجراءات مشددة في قانون منع التظاهرات
22 يناير: مقتل اثنين في اشتباكات مع الشرطة.
24 يناير: انتقال الاحتجاجات إلى مكاتب الحكومة في مختلف المناطق في أوكرانيا الغربية.
28 يناير: استقالة رئيس الوزراء ماكولا أزاروف والبرلمان يلغي قانون منع التظاهرات.
29 يناير: البرلمان يعلن العفو عن جميع المعتقلين في الأحداث إن أخلى المحتجون المباني الحكومية. المعارضة ترفض العفو.
14 فبراير: اطلاق سراح 234 شخصاً اعتقلوا أثناء الاضطرابات مع إبقاء التهم ضدهم.
16 فبراير: المحتجون يخلون مبنى مدينة كييف بعد احتلال دام شهرين ونصف الشهر ويخلون بقية المباني الحكومية في المنطقة. وبعد ذلك بيوم يُمنح العفو للمتظاهرين الذين أطلق سراحهم
18 فبراير: مقتل 18 شخصاً، من بينهم رجال شرطة، في إطلاق نادر وسط ميدان الاستقلال حيث تجمع 25 ألف متظاهر.
20 فبراير: استمرار العنف و ارتفاع عدد الضحايا خلال 48 ساعة إلى 77 شخصاً. ثلاثة وزراء من الاتحاد الأوروبي يزورون كييف وروسيا ترسل مبعوثها.
21 فبراير: الرئيس يانوكوفيتش يوقع على صفقة توافقية مع قادة المعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة وتغيير الدستور بحيث تُعاد السلطة إلى البرلمان وتعقد انتخابات مبكرة في ديسمبر. توسط لإنجاز الاتفاق وزراء خارجية فرنسا، ألمانيا وبولندا. لكن تستمر أعمال العنف في غرب أوكرانيا ويصر المحتجون على احتلال المباني الحكومية ويرفضون الاعتراف بسلطات كييف.
22 فبراير: يسيطر المتظاهرون على مباني الإدارة الرئاسية من دون أن يواجهوا مقاومة، وقادة المعارضة يدعون إلى انتخابات في 25 مايو. الرئيس يانوكوفيتش يختفي عن الأنظار وأنباء عن مغادرته إلى خاركيف في شمال شرق البلاد. البرلمان يصوت لصالح عزله وتثبيت الانتخابات في 25 مايو. يظهر يانوكوفيتش على التلفزيون ويؤكد أنه لا يزال الرئيس الشرعي للبلاد ويطعن في "الانقلاب." إطلاق سراح زعيمة المعارضة وغريمته يوليا تيموشينكو بعد أن قضت 7 سنوات في السجن وتنتقل من خاركيف إلى كييف.
23 فبراير: البرلمان يعلن أوليكزاندر تورتشينوف رئيساً انتقالياً. تورتشينوف صديق مقرب من زعيمة المعارضة المحررة يوليا تيموشينكو. ويعلن أنه سيقدم حكومة وحدة جديدة .
24 فبراير: إصدار مذكرة اعتقال في حق يانوكوفيتش
25 فبراير: تورتشينوف يحذر من مخاطر الانفصال
26 فبراير: أعضاء الحكومة الجديدة يظهرون أمام المحتجين ويُعلن عن أرسيني ياتسينيوك رئيساً للوزراء. يتم حل وحدة الشرطة الخاصة المعروفة باسم بيركوت والمتهمة بالتسبب في وفيات بين المتظاهرين. انطلاق التظاهرات المؤيدة لروسيا في جزيرة القرم.

PUKmedia  وكالات

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket