الإتحاد الوطني في ذكرى تأسيسه..نهر من دماء الشهداء

ا.و.ك‌‌‌‌ 09:06 AM - 2018-05-30
الإتحاد الوطني في ذكرى تأسيسه..نهر من دماء الشهداء

الإتحاد الوطني في ذكرى تأسيسه..نهر من دماء الشهداء

تمر علينا يوم 1/6/2018، الذكرى الـ43 لتأسيس الإتحاد الوطني الكوردستاني، وهي الذكرى الأولى بعد رحيل فقيد الأمة الرئيس مام جلال، و3 آخرين من قيادات الاتحاد الوطني المؤسسين. 

تأسس الاتحاد الوطني الكوردستاني، يوم 1/6/1975 في مقهى طليطلة بالعاصمة السورية دمشق، وكانت الهيئة التأسيسية مشكلة من 7 أعضاء، وهم فقيد الأمة الرئيس مام جلال، وكل من فؤاد كمال وفؤاد معصوم، وعادل مراد، ونوشيروان مصطفى، وعبدالرزاق فيلي، وعمر شيخموس. 

وتأتي ذكرى تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني هذا العام بعد أيام قليلة على رحيل الفقيد عادل مراد، ليكون الرابع من مؤسسي الاتحاد الوطني الراحلين، وهم الرئيس مام جلال، ونوشيراون مصطفى، وكمال فؤاد. 

وبرحيل هؤلاء القادة الأربعة، فإن هيئة المؤسسين يبقى منهم 3 قيادات على قيد الحياة، وهم فؤاد معصوم، عبدالرزاق الفيلي، وعمر شيخموس. 

إن الاتحاد الوطني الذي حقق الكثير من الإنجازات العظيمة التي لايمكن إيجازها بصفحات معدودة، لأنها إنجازات كتبت بحروف من التضحية والنضال سطرها أبطال هذا الحزب وشهدائه الذين روت دمائهم الطاهرة أرض كوردستان وجبالها ووديانها، لعب الإتحاد الوطني الكوردستاني دوراً فاعلا في ترسيخ دعائم الديمقراطية والتعايش السلمي بين القوميات في العراق، وطرح مفاهيم جديدة وثقافة جديدة مبنية على أسس ديمقراطية لم يكن يعرفها العراق بعد، وذلك بفضل القيادة الحكيمة لفقيد الامة الرئيس مام جلال.

وبمناسبة الذكرى الـ43 لتأسيس الاتحاد الوطني، نعيد نشر لقاء لنا مع المناضل الراحل عادل مراد سكرتير المجلس المركزي للاتحاد الوطني الكوردستاني أحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني الذي تحدث لنا عن بدايات تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني في مقهى طليطلة بسوريا في العام 1975، فيما يأتي نص اللقاء: 

 

نكسة ثورة ايلول

ويقول المناصل الراحل عادل مراد: ان نكسة ثورة ايلول في العام 1975 لم تكن نكسة طارئة بل كانت هناك العديد من العوامل الأساسية التي دفعت الى هذه النكسة، ومن هذه العوامل عدم حصول اتفاق بيننا وبين الحكومة العراقية، وكان شاه ايران يحاول منع أي اتفاق بين الكورد والحكومة العراقية لكي تتوفر له فرصة للاتفاق مع العراق، بعد فشل التفاوض تجدد القتال مرة أخرى، وكان صدام حسين آنذاك يتباهى بقوته، بعد ذلك قام صدام بالاتفاق مع امريكا وخاصة هنري كيسنجر الذي كان وزيراً للخارجية الامريكية آنذاك، كما تم الاتفاق مع تركيا وعدد آخر من الدول للتصالح بين الشاه وصدام حسين، بعد ذلك التقى صدام مع شاه ايران في الجزائر على هامش مؤتمر نفطي في 6 آذار من العام 1975، وتم التوقيع على اتفاقية الجزائر المشؤومة..

تنص هذه الاتفاقية على انهاء الحركة الكوردية بالمقابل يمنح العراق عدة مناطق حدودية لايران، كما تضمنت الاتفاقية عدة نقاط منها ان يقوم البيشمركة بتسليم انفسهم اما الى العراق أو الى ايران وترك السلاح.

واضاف عادل مراد: كان هناك رأيان لدى البيشمركة، الاول التوجه الى ايران والثاني العودة الى العراق، وقد توجه قسم منهم الى ايران والقسم الآخر الى العراق، وخيمت حالة من الحزن والقلق لدى المواطنين بسبب هذه النكسة التي ألمت بالثورة الكوردية.

كانت هناك بعض القيادات تؤمن بالمقاومة وعدم ترك السلاح والصمود في وجه الديكتاتورية. وبعض آخر من قوات البيشمركة توجهت الى المدن وظلت مختفية بين المواطنين دون تسليم انفسهم الى السلطات العراقية. وبدأوا بالتحرك وتشكيل خلايا تنظيمية.

واضاف عادل مراد: ان العديد من المناضلين الذي بقوا في ايران كانوا يفكرون في تشكيل حركة جديدة أو ثورة جديدة، وكنت أنا معهم، وفي ذلك الوقت وصلت الينا برقية من الأخ مام جلال تحدث فيها عن ضرورة تأسيس حركة جديدة لمواصلة النضال وكان مام جلال قد ارسل رسائل عديدة الى جميع المناضلين، وفي ذلك الحين عقد اجتماع مهم في بيت الشخصية الوطنية عزيز شمزيني بتأريخ 11/4/1975 في مدينة اورمية، لبحث مستقبل الثورة وماهي الخطوات الضرورية التي يجب اتخاذها لاستمرار النضال. والمناضلين الذين حضروا الاجتماع هم:

1- الاستاذ ابراهيم احمد الذي كان له دور مهم وفاعل في هذا الاجتماع.

2- علي العسكري

3- عمر دبابة

4- د. خالد سعيد

5- رسول مامند

6- ملازم طاهر علي والي

7- سعدي كجكة

8- ملا ناصح

9- سيد كاكه

10- عبدالرحمن كومةشيني

11- كمال محي الدين

12- علي هزار

13- كاردو كلالي

14- سليم أغول

والعديد من المناضلين الآخرين، ووصلت الى الاجتماع رسالة من المناضل صالح اليوسفي، حيث جاء فيها ان العودة الى العراق والعيش بسلام افضل من البقاء في ايران، كما تليت خلال الاجتماع رسالة اخرى مرسلة من الأخ مام جلال، وتقرر خلال الاجتماع العودة الى العراق، وتحسباً من اجراءات الاجهزة القمعية لنظام صدام تم تقسيم المناضلين، وعادوا الى العراق عن طريق ثلاثة منافذ وهي (حاج عمران، بنجوين، خانقين)، لكن مع ذلك قامت السلطات العراقية بتهجيرهم الى المناطق الجنوبية.

وتابع المناصل الراحل عادل مراد أحد مؤسسي الاتحاد الوطني الكوردستاني: نحن بدورنا تأكدنا بأن نية صدام حسين ليست سليمة، فتوجهنا انا والأخ عبدالرزاق عزيز فيلي وعدد آخر من المناضلين الى بيروت، وبعد ذلك توجهنا انا والأخ عبدالرزاق الى دمشق والتقينا الأخ مام جلال. فرأيناه مليئاً بالتفاؤل والثقة بالنفس والمعنويات العالية، وأخبرنا بأنه علينا الاستمرار في النضال وتشكيل حركة تحرر جديدة لمقاومة الظلم والطغيان.

واضاف عادل مراد: بعد عدة أيام عقدنا اجتماعاً، ضم كل من الأخ مام جلال وأنا وعبدالرزاق عزيز والدكتور فؤاد معصوم، في هذه الاثناء تمكننا من تأسيس علاقات مع عدد من الأخوة البعثيين التابعين الى سوريا والذين كانوا يعارضون سياسات حزب البعث الصدامي في العراق بالاضافة الى عدد من المناضلين القوميين والاحزاب العراقية الاخرى، ومن خلال هذه العلاقات أعرب عدد كبير من المناضلين العراقيين استعدادهم لدعم الحركة الكوردية الجديدة وقد ساهموا بمساعدتنا ودعمنا بشكل كبير. بعد ذلك قمنا بارسال رسائل الى العديد من الضباط الذين بقوا في ايران فجاءوا الى دمشق وبدأوا بتدريب البيشمركة الذين انظموا الى الحركة الجديدة، وتمكننا من حشد عدد جيد من البيشمركة، من هؤلاء الضباط الشهيد ابراهيم عزو، الشهيد حسن خوشناو، الشهيد جمال خوشناو، الشهيد سيد كريم. وهذه التحركات قد اعطت المواطنين روحية جديدة ومعنويات عالية وكبيرة بأن الحركة الكوردية لم تنهار وستستمر في النضال..

في يوم 25/5/1975، اجتمعنا في مقهى طليطلة وأعددنا بياناً، ومن اجل اغناء وتطوير هذا البيان قام الأخ مام جلال بأخذ البيان الى عدد من الأخوة المناضلين الذي كانوا في برلين، منهم: كمال فؤاد ونوشيروان مصطفى عمر شيخ موس والدكتور جبار شريف والدكتور دلشاد احمدي وارجمن صديق ولطيف رشيد والسيدة هيرو ابراهيم احمد التي كانت من ابرز المناضلين، وبعد اجراء تعديلات على صياغة البيان، تم الاعلان عن البيان التأسيسي للاتحاد الوطني الكوردستاني في يوم 1/6/1975، وتم نشر البيان ثلاثة ايام على التوالي في اذاعة دمشق، وقد منح هذا البيان أملا وحماسا كبيرين للمواطنين بوجود حركة جديدة لثورة شعب كوردستان.

بعد ان علمت الحكومة العراقية بهذا الموضوع خرج صدام حسين على شاشات التلفاز وقال: ماذا يفعل جلال طالباني في دمشق، وقال: "جلال طالباني لو تطلع نخلة براسه مايكدر يصعد 10 من البيشمركة الى الجبال".

عدد كبير من العرب تولدت لديهم هذه القناعة بأنه لاجدوى للثورة ونصحونا بعدم انطلاق الثورة، اتذكر انني نقلت رسالة من مام جلال الى القائد الفلسطيني جورج حبش في العام 1976، حيث طلبنا منه تزودينا بالسلاح..

فقال لنا: ماذا تعملون بالسلاح؟

فقلت له: سنطلق الثورة الجديدة.

فقال: ضد من؟

فقلت له: ضد صدام.

فقال لي: هل انتم مجانين؟؟ الكل مع صدام.. الروس والامريكيين والعرب جميعهم يدعمون صدام وانا ايضاً مع صدام.

فسألني: ماهو عددكم؟

فقلت له: عددنا جيد.

فقال لي: اخي تعالوا الى هنا وعيشوا بسلام وسنمنحكم منازل، انتم شباب والحياة امامكم فلماذا تُقتَلون هكذا!!! ليس بامكانكم الهجوم على صدام.

فقلت له: نحن سنهاجم صدام وليكن مايكون، وتركته وخرجت غاضباً.

واضاف عادل مراد في معرض سرده عن التأسيس: ولكن هناك العديد من المناضلين الذين ساندوا ودعموا الاتحاد الوطني الوطني الكوردستاني، منهم:

1- حزب البعث العربي الاشتراكي (قطر العراق) البعث اليساري

* احمد العزاوي

* محمد عبد الطائي (ابو سيف)

* احمد الموسوي

* باقر ياسين

* محمود الشيخ راضي

* الدكتور محمود شمسه

* الدكتور فاضل الانصاري

* الدكتور سهيل السهيل

* مهدي العبيدي

* المرحوم حازم الكبيسي

* شفيق الياسري

*  اسماعيل غلام

* فوزي الراوي

2- القوميون الناصريون

* عبد الاله النصراوي

* خالد رضى دله علي

* الدكتور قيس العزاوي

* جواد الدوش (ابو شوقي)

* كنعان الخشاب

* محمد محيل

* الدكتور محمد جعفر

* ابراهيم عوني القلمجي

3- تنظيم الجيش الشعبي لتحرير العراق

* أحمد النمر

4- القيادة المركزية للحزب الشيوعي

* ابراهيم علاوي

* خليل غزالة

* عبدالحسين الهنداوي

* مظفر النواب

* خالد الياسري

5- المناضلين القوميين

* أياد سعيد ثابت

* مبدر الويس

* محمد سليمان

* هاشم علي محسن

6- الحزب الشيوعي العراقي تنظيم وحدة القاعدة

* الدكتور عادل عبدالمهدي

* الشهيد فاضل ملا محمد

* سامي شورش

* حازم النعيمي

* محمد الهنداوي

* حجي فيلي

* علي الشبيبي

وقال أيضا: بفضل تعاون هؤلاء الأخوة المناضلين مع الاتحاد الوطني الكوردستاني توفرت لنا أرضية جيدة للعمل النضالي، كما كان لنا أصدقاء وعلاقات جيدة مع عدد آخر من المناضلين من المعارضة العراقية الديمقراطية في لبنان وكان لهم دور كبير في دعم الاتحاد الوطني الكوردستاني منهم:

1- الشهيد تحسين الشيخلي

2- الشهيد عادل وصفي

3- الشهيد المهندس حامد الطويل البصراوي

4- المرحوم محمد الحبوبي

5- الشهيد زهير كمال الدين

6- المرحوم جبار الزهيري

7- ادريس ادريس

8- اسماعيل زاير

9- الشاعر رياض النعماني

10- الفنان مؤيد الراوي

11- الشهيد علاوي خليل

12- الشهيد وائل حامد

وتابع الراحل عادل مراد: بعد ذلك قررنا ان نبدأ النضال المسلح وانطلاق الثورة.. فقال الأخ مام جلال ستبدأ الثورة الجديدة بعد عام على تأسيس الاتحاد الوطني الكوردستاني أي في يوم 1/6/1976، لذا قام الشهيد ابراهيم عزو بجمع عدد من أفراد قوات البيشمركة ودخلوا الى كوردستان، لكنه مع الأسف استشهد مع رفاقه في هذه الرحلة. وهكذا بدأت المسيرة النضالية للاتحاد الوطني الكوردستاني حتى ايامنا هذه وتحقيق كل هذه المكتسبات لشعب كوردستان.

وفي الختام سرد لنا عادل مراد حدثا غريبا وقال: كنا في اجتماع في منزل الدكتور عادل عبدالمهدي، الأخ مام جلال وأنا وفاضل ملا محمود، فدخلت علينا زوجة الدكتور عادل عبدالمهدي وقالت: ماذا تفعلون، فقال لها الدكتور عادل عبدالمهدي: نحن نناضل في سبيل تحرير العراق من نظام صدام حسين، وسيأتي يوم يسقط فيه نظام صدام حسين وسأصبح رئيساً للجمهورية وقد يصبح مام جلال نائباً لرئيس الجمهورية، أو قد يصبح مام جلال رئيساً للجمهورية وأنا سأصبح نائبه، وهكذا دارت الأيام وسقط نظام صدام وأصبح الرئيس طالباني رئيساً للجمهورية وأصبح الدكتور عادل عبدالمهدي نائباً لرئيس الجمهورية، وبعد عدة سنوات رأيت زوجة الدكتور عادل عبدالمهدي في أحدى المناسبات، فقالت لي: هل تتذكر ماقاله زوجي عادل في دمشق، ها نحن اليوم نرى مام جلال رئيساً للجمهورية وزوجي عادل نائبه.

 

 

PUKmedia خاص 

شاهد المزيد

الأكثر قراءة

لتصلكم اخبارنا لحظة بلحظة

حملوا

Logo تطبيق

app app Logo
The News In Your Pocket