وداعا أيها الفارس عادل مراد

وداعا أيها الفارس عادل مراد

ترجلت عن جوادك في زمن شح فيه الرجال وازدادت المحن وتكاثر عندنا قادة لايقودون انفسهم ونحن أحوج ما نكون لأمثالك . 

ترجلت عن جوادك وأوقفت مسيرك ونحن بعد لم نحقق الحلم . 

لم تزل قوافل من اهلك الطيبين من الفيليين في مخيمات إيران ، ولم تزل حقوقهم المادية والمعنوية غير مستردة ، وصار اهلك وهم الذين اشتبكوا في كل تاريخ العراق وعجنوا ارواحهم بترابه ، وقدموا شبابهم قرابين لخلاصه وحريته ، صاروا اليوم من الأقليات ولهم ممثل واحد في مجلسنا الموقر ، وربما سيحل أحدا من غيركم وكيلا عنكم شرعيا وقانونيا .

لم تزل أمهاتكم بانتظار أولادها الذين أكلتهم التجارب الكيمياوية ومشانق ابو غريب ونقرة السلمان ، وتيبست الدموع وهن ينتظرن كل هذه السنوات العجاف ، وحتى نحن نسينا كل هذه الوقفات والمواقف التاريخية الوطنية التي وقفها الفيليين ليسجلوا بشموخ بصمتهم في التاريخ الحديث بعد ان تركوا خلفهم كل تاريخهم القديم في العراق . 

تركتنا ونحن أحوج ما نكون لرجل مثلك لا يخشى في الحق لومة لائم ، وسياسيا محنكا وقياديا اصيلا ، ومتواضعا محبوبا من جميع من عرفك ، وناجحا في كل مهماتك ، سفيرا أو قائدا سياسيا . 

مثلك لا يرحل بهذه السرعة فلم استعجلت الرحيل ايها الشهم الكريم المتواضع الطيب ؟ 

لن نقول لك وداعا لأنك حاضرا بيننا ، وفي قلوب كل الطيبين 

وليتني ما عرفتك يا عادل مراد

زهير كاظم عبود